تعز.. البحث عن طرق عسكرية لا طرق إنسانية

لماذا يرفض المرتزقة طرقاً تختصر معاناة 5 ساعات إلى 20 دقيقة ؟

الفريق الرويشان: “نحن نطالب برفع الحصار عن جميع محافظات الجمهورية ،وبالتالي لماذا لا يبادر الطرف الآخر إلى فتح جميع الطرق والمعابر؟”

“الدريهمي ظلت محاصرة فعليا لعامين دون أن يتحدث أحد، بينما الوضع مختلف في تعز إذ لا يوجد حصار كما يصوِّر ذلك الطرف الآخر”

الوزير المغلس: “هناك تخوين في معسكر المرتزقة والتحالف أرسل 3 وفود متلاحقة إلى عمان منعا للحل “

“المحاصر يقبل بمنفذ ولو واحد وهؤلاء يرفضون ثلاثة منافذ، والحقيقة أنه لا يوجد حصار بل متاجرة بدماء أبناء تعز لنهب أموال المنظمات وخدمة تحالف العدوان “

الثورة / إبراهيم الوادعي
منذ العام 2015م و مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي يرفضون كل الحلول والمبادرات التي تقدمت بها اللجنة الثورية العليا ومن بعدها المجلس السياسي الأعلى لتجنيب تعز الاقتتال ورفع المعاناة عن أبنائها.
ومنذ 2015م أصر تحالف العدوان ومعه مرتزقة الإصلاح والمرتزقة السلفيون الممولون من الإمارات على تحويل تعز إلى منطقة قتال واشتباك، وبؤرة توتر.
و رفض مرتزقة العدوان في العام 2018م وقفا لإطلاق النار على غرار اتفاق ستوكهولم في الحديدة، ورفضوا كذلك كل المبادرات لفتح الطرق في محافظة تعز، ونكثوا عهودا وتقدموا عسكريا عند فتح صنعاء طرقا من طرف واحد.
وفي مفاوضات عمان برعاية اممية رفض العدوان فتح طرق يصل شطري مدينة تعز والحوبان بمدة زمنية لا تتجاوز في ابعدها 15 دقيقة، وتلغي بذلك معاناة 5 ساعات للتنقل بين الأجزاء المحتلة من قبل مرتزقة العدوان والجانب المحرر من المحافظة.
وفي هذا السياق يتحدث سليم المغلس- وزير الخدمة ، ومحافظ تعز السابق الذي كان له باع في هذا الملف باستفاضة عن خلفيات رفض وفود المرتزقة في عمان لمبادرة فتح الطرق الثلاثة بالتأكيد على انهم يبحثون عن طرق عسكرية لا إنسانية.
ويقول: قضية تعز قضية قديمة يجري استغلالها من قبل المرتزقة في إثارة العاطفة الإنسانية لأبناء المحافظة وتحشيدهم إلى جبهات القتال للقتال في صف تحالف العدوان السعودي الأمريكي، ولدينا تجربة معهم وهم لا يريدون فتح الطرقات، يريدون فقط المتاجرة بمعاناة أبناء هذه المحافظة لدى المنظمات الإنسانية.
مضيفاً: في تعز لا يوجد أي حصار كما يقولون بل هم محاصرون الأجزاء الحرة في هذه المحافظة، ميناء المخا هو لديهم ويمنعون وصول البضائع إلى باقي أجزاء المحافظة، ميناء عدن مفتوح بالنسبة إليهم، وممنوع وصول المواد والبضائع منه إلى الأجزاء الخاضعة من تعز لسلطة المجلس السياسي الأعلى، ولا تصل إليها البضائع إلا بكلفة عالية من صنعاء، وبالتالي فمن يدعي الحصار هم المحاصرون للمناطق الحرة.
وتابع : تعز هي جبهة عسكرية كأي جبهة في هذا البلد وهم – أي المرتزقة -من جعلوها جبهة خدمة لتحالف العدوان، وما بين هذه الجبهات قطعت وتابع الطرق بسبب الاشتباكات المتداخلة في هذه المحافظة، وكذلك الحال في المحافظات الأخرى التي تشهد مواجهات، وبالتالي المزايدة في هذا العنوان هي من قبيل المتاجرة بمعاناة أبناء المحافظة.
وأضاف: هناك مبادرات من طرف المجلس السياسي الأعلى- من طرف واحد- بفتح طريق صالة- ابعر- الزيلعي ، لكن الطرف الآخر في حينه والمسيطر على ما تسمى كتائب أبو العباس رفض فتح الطريق من جانبه ببيان رسمي في مفاوضات السويد قدمت الأمم المتحدة في هذا الاتجاه ورقة وافق عليها الوفد الوطني بشكل كامل وهي تنص على وقف الاشتباكات والقتال في محافظة تعز ريفا ومدينة بشكل كامل وتطبيع الأوضاع وإعادة الانتشار وفتح الطرق جميعها وكذلك فتح مطار تعز، إلا أنها قوبلت بالرفض من قبل وفد المرتزقة برئاسة عسكر زعيل حينها ، وقبل ذلك وافقت اللجنة الثورية العليا على الانسحاب من تعز حقنا للدماء ، وكانت هناك حوارات شارك فيها الأخ طلال عقلان لتجنيب تعز الاقتتال، لكن حمود المخلافي وعبر وسائل الإعلام رفض حينها وقال إن الأمر بيد التحالف ، والتحالف كان يريد إبقاء تعز جبهة عسكرية.

أهداف عسكرية لا إنسانية
وحول سبب تعنت وفود المرتزقة في عمان أمام مبادرة فتح ثلاث طرق إنسانية إلى مدينة تعز والتي تربط المناطق المحتلة في تعز بالأجزاء الحرة، أشار الوزير المغلس إلى تخوين المرتزقة لبعضهم البعض ، ويعمل طرف التحالف صاحب القرار الرئيسي على إبقاء تعز بؤرة توتر، وما يدلل على ذلك هو موافقة اللجنة العسكرية على جعل تعز أولوية وتأجيل باقي المحافظات .
وقال الوزير المغلس : هم يريدون طرقاً عسكرية لا يريدون طرقاً للجانب الإنساني، وهذا واضح جدا، ومثلا هناك كان طريق في وادي الدحي الذي ينفذ إلى بئر باشا والسمن والصابون، هذا الطريق ظل مفتوحا لفترة طويلة وكانوا يعمدون إلى إطلاق النار على المواطنين في الطريق واتهام طرف الجيش واللجان الشعبية كذريعة من قبلهم للنكث بالعهد والتقدم إلى السمن والصابون حاليا ، كانوا في الدحي والآن هم في السمن والصابون من خلال هذا الطريق .
مضيفا: ًفي عمان ذهب وفدنا بنية صادقة لتطبيع الأوضاع وفتح الممرات والطرقات والمعابر في كافة الجبهات والمحافظات، ذهب وفد عسكري لديه القرار، لديه الإرادة، يعرف أي الطرقات التي تناسب، وذهب من الطرف الآخر للمرتزقة 3 وفود، الأول وفد سياسي برئاسة عبدالكريم شيبان الذي نالته اتهامات وجرى إلحاق وفد آخر برئاسة سمير الصبري وكان وفدهم يتأطر في محافظة تعز مع أن المحادثات تناقش كل المحافظات وفتح الطرق والمعابر في جميع المناطق باليمن، ثم الحقوه بوفد ثالث من التحالف ذاته ليكون التحالف حاضراً وتنقل اليه الصورة أولا بأول كدليل على أن المشغلين لا يثقون بالمرتزقة رغم كل ما يقدمونه من ولاء وعمالة، كما حصل وحضراً الأمريكي والسعودي في مفاوضات السويد وكان القرار لهما في الأول والأخير وإن اعترض مرتزقتهم.

كذبة الحصار تتكشف
رئيس وأعضاء وقد المرتزقة سعوا لتأطير مفاوضات عمان في ملف تعز ظنا منهم بان اللجنة العسكرية الوطنية سترفض ذلك وتصر على مناقشة الكل وفتح الطرق كلها في وقت متزامن ، إلا أن اللجنة وكونها صاحبة قرار، قالت إنه لا منع في أن تكون محافظة تعز أولوية ، وقدمت مبادرة لفتح 3 طرق شرقية وغربية ومن الجنوب ، الطريق الأول من كرش الراهدة -الحوبان ويربط ما بين تعز ولحج إلى عدن ، والطريق الثاني منفذ صالة- ابعر- الزيلعي وهو لا يزيد عن 15 دقيقة ويلغي معاناة 5 ساعات ، والطريق الثالث اقرب من سابقيه الستين الخمسين- الدفاع الجوي وهو مسفلت يستغرق 5 إلى 10 دقائق وأنت في المدينة .
مضيفاً: العجيب انهم يدعون الحصار عليهم، والمحاصر يقبل بمنفذ ولو واحد وهؤلاء يرفضون ثلاثة منافذ، والحقيقة انه لا يوجد حصار، بل متاجرة بدماء أبناء تعز لنهب أموال المنظمات وبدماء ولخدمة تحالف العدوان والحصول على الأموال السعودية ، واليوم يعرف أبناء تعز نوايا المرتزقة ومشغليهم .
وتابع : وبخصوص الطريق الذي يطرحونه في بياناتهم وهو جولة القصر ، لهو أمر عجيب وفاضح هذه الجبهة متداخلة بشكل كبير ، الجيش واللجان الشعبية في هذه العمارة والمرتزقة في العمارة المقابلة وهي منطقة مكتظة بالسكان ومرور الناس صعب فيما كون المنطقة مشتعلة بالنيران من الجهتين ، وهناك نية مبيتة باعتقادي لتكرار تجربة الدحي وذلك بإطلاق النار على المارين واتهام الجيش واللجان لشعبية وكان قد طرح اكثر من مرة بان يتم إيقاف القتال في هذا المنفذ وتتم إعادة الانتشار للقوات العسكرية من الطرفين بحيث ينتهي الخطر على المارة أو على الجبهة ، لكن المرتزقة رفضوا ذلك ، يصرون على فتحها بتواجد لهم وبدون أي رقابة وبدون أي إيقاف اطلاق نار ، مطالب تعجيزية ، والهدف برأيي أن هذا المنفذ هو قريب لمنطقة الحوبان ، إذا ما تم اختراق هذا المنفذ فسوف يصلون إلى الحوبان ، يرفضون طرقاً بديلة فارقها دقائق ، لأنهم يريدون طرقا عسكرية لا طرق إنسانية .

تعز .. مجرد خطاب سياسي
من جانبه يؤكد الفريق الركن جلال الرويشان – نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، أن طرف العدوان يستخدم ملف تعز كخطاب سياسي ، لدينا فريق مفاوض فيما يتعلق بموضوع الطرق والمعابر، وصنعاء طرحت منذ ما قبل التفاوض والهدنة مبادرات أوسع بفتح جميع الطرق والمعابر، لكن المرتزقة يركزون على مسائل جزئية في هذا الملف لتغييب الحقيقة، مضيفاً: فيما يتعلق بالحصار والعدوان المفروض على الشعب اليمني، نحن نطالب برفع الحصار عن جميع محافظات الجمهورية، عن جميع المناطق، هناك حصار في مارب، في الضالع، حصار في الساحل الغربي، حصار في تعز، حصار في كل مناطق التماس، يحاصر المواطنون، وبالتالي لماذا لا يبادر الطرف الآخر إلى فتح جميع الطرق والمعابر؟
وتابع :فريقنا المفاوض طرح بدائل أكثر ديناميكية وأكثر حركة وتحقق المزيد من رفع المعاناة عن أبناء الشعب، لكن الحقيقة أن الطرف الآخر يستغل بعض المحافظات ويستعمل مصطلحات لتحقيق أهداف سياسية ويخطط لتحقيق أهداف عسكرية بعيد عن هموم ومعاناة أبناء الشعب.
وأضاف الفريق الرويشان قائلاً : المنطق يقول لولا المخاوف العسكرية لما كانت هناك نقاط إغلاق ومناطق تماس ومناطق تموضع ومواقع، وبالتالي لو كانت هناك ضمانة لإزالة المخاوف العسكرية لما كانت هناك نقاط أو إغلاق، وبالتالي هم يتجاهلون تقديم ضمانات عسكرية ويطالبون بفتح الطرقات في مناطق محددة وليس في كل المناطق والمحافظات.
وقال :أؤكد لك أن موضوع تعز يستخدم كخطاب سياسي لإثارة المجتمع الدولي، ونحن نعرف أن الدريهمي ظلت محاصرة فعليا لعامين دون أن يتحدث أحد، بينما الوضع مختلف في تعز، إذ لا يوجد حصار كما يصوِّر ذلك الطرف الآخر.
….
يستمر مرتزقة تعز في استخدام تعز واستغلالها سياسيا لتحقيق اهداف عسكرية ، ملف الطرقات والمعابر وانهاء المعاناة هناك يمكن حله في لقاء ساعة إذا توفرت النوايا من الطرف الآخر ، لكن التحالف يبقي على ملف تعز بؤرة توتر ، ويبحث مرتزقته في عمان وكل ما سبق من مفاوضات عن طرق عسكرية لا طرق إنسانية .

قد يعجبك ايضا