الشباب.. متكأ 22 مايو

محمد العزيزي

 

 

يصادف اليوم الأحد عيد أعظم حدث صنعه اليمنيون في التاريخ الحديث على مستوى المنطقة والعالم، حيث أعلن اليمنيون قيام الجمهورية اليمنية في مثل هذا التاريخ 22 مايو عام 90م، والتي رقص اليمنيون شبابا ورجالا ونساء فرحا وبهجة بهذا الحدث وبهذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوب اليمنيين جميعا رغم كل الكبوات والمنغصات التي رافقت سنوات عمر الوحدة المباركة.
صحيح أنها تأتي هذه الذكرى السنوية واليمنيون يعانون من ويلات الحرب وتوالي وتعدد الأزمات والمعاناة ويأتي الاحتفال باهتاً وخافتاً ربما بسبب أن اليمنيين أرهقتهم الحرب والحصار وجارت عليهم الظروف، لكن تلك المعاناة لا يمكن أن تقف حائطا منيعا أمامهم في التعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة العظيم من تاريخ الأمة اليمنية والعربية والإسلامية على حد سواء، إنه تاريخ وذكرى التئام ووحدة جسد الأمة اليمنية وعودة الروح إليه وأن قلوبهم ترقص فرحا بعيدها وإن كان بصمت إيمانا أنه ما وقر بالقلب فهو أعظم إيمانا وفرحة وأبلغ تعبيرا وحبا لليمن الواحد أرضا وإنسانا.
نعم يحتفل اليوم اليمنيون شبابا ورجالا وكهولا، أطفالا ونساء، رغم كل شيء، بعيد الوحدة اليمنية المباركة، عيد الأعياد، عيد اليمن السعيد والذي يعد واحداً من أهم الأعياد الوطنية لليمن واليمنيين، إنها الذكرى والعيد الوطني الثاني والثلاثين لإعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م.
يعتبر الشباب اليمني عيد الوحدة فجر ميلادهم، فهذا التاريخ بالنسبة لهم ينمو ويكبر ويترعرع معهم، فهم جيل الوحدة وتاريخ الوحدة وعنوانها وعنفوانها وهم الآن شباب وسواعد اليمن والقوة العاملة التي تضرب في أرجاء الوطن الواحد والذين يمثلون 70% من سكان اليمن هم من ذوي الأعمار المتساوية مع عمر الوحدة اليمنية المباركة، والذين ترعرعوا وعاشوا أيام وسنوات هذا التاريخ من عمر الوحدة، وهم الآن جيل الوحدة وصنَّاع المستقبل والقادرون على حمايتها والدفاع عنها من أي استهداف ينال منها كمنجز تاريخي لليمن والأمة العربية والإسلامية.
يمثل عمر الوحدة اليمنية اليوم مرحلة الشباب والعنفوان والألق الدائم والمتجدد لليمن إلى الأبد -إن شاء الله- رغم الظروف والمحن التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن والتي نثق أن اليمنيين بشبابهم سوف يتجاوزونها مهما طالت الأزمة وفترة الحرب، فلا بد أن تنجلي وتنقشع هذه الأزمة بإذن واحد أحد وعما قريب.
جيل الوحدة هم الآن السواعد الشابة التي يرتكز ويتكئ عليها الوطن في بنائه وإعادة إعماره وإصلاح ما أفسده الدهر والأعداء والأزمات والصراعات والهجمة الشرسة على اليمن، والتكالبات المحدقة من كل مكان داخلياً وخارجياً بهدف تشتيت قدرة ومقدرات الوطن الموحد وإضعافه ليسهل الانقضاض عليه وتمزيقه والإطاحة بهذا الوطن الحبيب الغالي على كل يمني، ولكن ستظل كل هذه المؤامرات فقعات تتحطم على صخرة جيل الشباب، جيل الوحدة الذين سيظلون الدرع الواقي للوطن والشعب وتندحر بهؤلاء الرجال الأبطال كل تلك المؤامرات الخبيثة التي يحيكها الأعداء ضد بلادنا.
الشباب ومن أعمارهم اليوم بين العشرين والثلاثين عاماً -عمر الوحدة- هم المتكأ والرافعة الحقيقية لليمن في التنمية والإعمار والمستقبل المنشود، ولذا سعى الأعداء لتدمير البنية التحتية للوطن والتنمية، وقصدوا عنوة استهداف بنيته التحتية من مدارس وجامعات ومنشآت رياضية وتعليمية بهدف إيقاف طموحات هذا الجيل الصاعد، وقتل وإعاقة وتشريد هذه الفئة الشبابية كان أمرا مقصودا ومرسوما ضمن أهداف هذه الحرب، لأن اليمن لديها ثروة بشرية غالبيتهم من الشباب الذين يعول عليهم كشعب وأمة في بناء البلاد والدفاع عنها، والذين يراهم الأعداء خصماً وعدواً حقيقياً ومرعباً يجب القضاء عليهم.
يجب أن نؤكد على الدوام أن الحركات الشبابية والرياضية وجيل الشباب شكلوا السند الحقيقي لكل المنعطفات التاريخية والعصرية والتحررية لليمن سواء خلال ثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد المحتل البريطاني أو في ثورة 26 سبتمبر أو الجيل الحالي لعصر الوحدة اليمنية في طرد ومقارعة المستعمرين والمستبدين وتثبيت أوتاد الجمهورية في كل مراحلها والانتصار للوطن أولا وأخيرا.
وكان بالفعل للحركة الشبابية والرياضية دور نضالي ناصع البياض وقوي ومهم في أوساط المجتمع اليمني شمالا وجنوبا، وظلت إنجازاتها الوطنية مشعة بالنور الوهاج على الدوام، وساهم الشباب في كثير من الإنجازات والانتصارات ورسم الفرح والبهجة على محيا كل يمني في جميع المحافل والمواقف البطولية والرجولية.
يظل هذا اليوم العظيم من تاريخ الأمة يوماً من الدهر، عرف اليمنيون خيوطه وأهميته في رسم المستقبل كمكانة أمام الشعوب والأمم الأخرى خاصة وأن من ضمن التآمر العالمي وأهدافه الاستراتيجية تقسيم الدول إلى كانتونات ودويلات صغيرة يسهل على الدول الكبرى الهيمنة واقتياد هذه الكانتونات كيفما شاءت وفق برنامجها القديمة الجديدة وتجزئة المجزأ وتمزيق الممزق.
أخيراً لا يسعني في هذا المقام إلا أن أهنئ كل أبناء الشعب والشباب والرياضيين بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا وحياتنا وأقول كل عام والجميع بألف خير.
وقفة:
منتخبنا الأول مستمر هذه الأيام وبوتيرة عالية في الحصص التدريبية والفنية استعدادا لمنافسات كأس آسيا 2023م وذلك في قطر بعد أن عسكر في منطقة الطائف السعودية.. نتمنى للمنتخب التوفيق والنجاح في مهمته القادمة برفقة المدرب الجديد الجزائري عادل عمروش ومساعده الكابتن أمين السنيني، وهنا ننوه ونؤكد أنه من اللازم أن يبذل الطاقم الفني للمنتخب جهوداً كبيرة وبالذات في سعيه لإقامة أكثر من مباراة تجريبية مع أندية ومنتخبات ليتمكنوا كلاعبين وجهاز فني من الوقوف على جاهزية المنتخب وتحديد أماكن الضعف في خطوط ومراكز المنتخب لتلافي الأخطاء والقصور خلال جولات المنافسة.. كل الأمنيات لهم بتقديم مستوى يشرف كل اليمنيين والرياضيين.

قد يعجبك ايضا