شيرين أبو عاقلة.. عنوان أنين القدس

عبدالغني العزي

سبعون عاماً والقدس يئن أنين الثكالى من جور وظلم وعبث الكيان الغاصب..
يئن أبناؤه وبناته الشهداء من رصاص قطعان الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع العالم العرب والإسلامي وبدعم ومساندة العالم الغربي الاستكباري الظالم ..
يئن القدس أنيناً لم يلامس صداه آذان المنظمات الإنسانية، التي لا تجرؤ حتى على مواساته ولو بالتقاط صور تذكارية لدموع أطفاله وعويل نسائه وجراح شيوخه ..
يئن القدس أنين شيرين أبو عاقلة، الإعلامية الفلسطينية المحمية وفق القوانين الدولية والأعراف الصحفية المهدورة لدى القتلة المستعمرين.
شيرين أبو عاقلة التي خضبتها الدماء النازفة من الجراح الغائرة بفعل رصاصات الغدر الصهيوني.
يئن القدس مع بزوغ كل فجر ومع حلول كل مساء على جموع الأسرى والمعتقلين والمغيبين في سجون الاحتلال.
أنين القدس اليوم، نتيجة طبيعية لموجات الذل والهوان والخنوع والانكسار الذي عاشته وتعيشه أمة الإسلام.
يئن وسيظل يئن من الخذلان والتنكر العربي والإسلامي لقداسته الدينية وقيمته التاريخية .
يئن القدس لشيرين المغدورة ولياسين والشقاقي والقسام وأبو علي مصطفي وغيرهم، لعله بذلك يبعث من جديد براكين النخوة العربية والعزة الإسلامية التي أماتها الحكام وسلاطين التطبيع ..
يئن على الشرف العربي المذبوح باليد العربية والأموال الخليجية والمقدم على أطباق الذهب قرباناً لكهنة الهيكل الصهيوني المزعوم..
يئن على فلذات الأكباد الذين غيبهم البطش الصهيوني بمباركة الأمريكي وتأييد العربي المسلوب الكرامة والرجولة .
يئن القدس ومع أنينه يتساءل عن العزة الإسلامية التي كانت، وعن التضامن العربي الذي غاب، وعن القومية العربية التي تبعثرت، وعن الكبرياء العربي الذي تبخر بعملية التطبيع وأصبح مرمياً في الحضن الصهيوني .
القدس يئن يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وعاماً بعد عام مع كل جريمة نكراء يرتكبها قطعان الاحتلال ومع كل خطوة تطبيع يمارسها خونة الأمة من الحكام وما يطلق عليهم “علماء الدين”.
يئن القدس وسيبقى يئن ولو تقطعت أوتار صوته و تراكمت غيمات أحزانه ودارت عليه الدوائر الصهيونية من كل جانب، لأنه يدرك أن في اليمن قوم يوقضهم أنينه ويسوؤهم حاله، وعهدهم له أنهم لن يتخلوا عنه ما دام اليل والنهار ..
فصنعاء اليوم وحدها من تسمع أنينك ياقدس .
وحدها صنعاء يا قدس يصلها صدى صوتك وأنين جراحك من بين عشرين عاصمة عربية تعيش ليالي الأنس ونعيم التطبيع مع الكيان الغاصب ..
صنعاء يا قدس من تشعر بمرارة وضعك وبعظمة قداستك، رغم جراحها المشابهة لجراحك.
صنعاء وحدها يا قدس من تتطلع لخلاصك وانتزاع أرضك من بين مخالب الصهيونية الأمريكية العربية ..
صنعاء وحدها يا قدس من تشاركك وكل فلسطين المعاناة وتقاسمك الوعد والعهد بالجهاد وصد الغزاة والمحتلين المستعمرين ..
يا قدس إن شعور اليمن قيادة وشعبا بمعاناتك شعور متأصل وثابت وملازم فثق أننا شعب يمني لن نخذلك وان واجبنا نصرتك وتحريرك وطرد القتلة والمجرمين من أرضك
وهذا موقفنا وعهدنا، لأن لنا قيادة عظيمة اختارها الله لإنقاذ أمة رسوله وتجديد معالم دينه..
والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا