لماذا اهتمام كيان سعود بالناقة وبول البعير ؟

فهمي اليوسفي

 

 

من المسلمات أن كيان سعود لم يهتم ببناء مشاريع ثقافية تنويرية غير مشوهة تساهم في إحداث نهضة ثقافية شاملة للعالم العربي والإسلامي بل كرس اهتمامه من الباطن ببناء غرف مظلمة مخرجاتها تدمير قيم الإنسان بشكل ناعم تصب نحو تمزيق المجتمعات الشرق أوسطية على كافة الأصعدة من خلال مشاريع تسوقها في المعمورة العربية على المدى البعيد والقريب ليصبح عالما ممزقا مجردا من الإنسانية ولا يضع أي اعتبار للآدمية لأن تدمير القيم الجميلة هو حجر الأساس لتدمير المجتمعات وهذا ما تسعى إليه مطابخ التغريب برئاسة أمريكا وبجانبها إسرائيل .
العائلة الحاكمة في السعودية تهتم بالثقافة التقليدية المشوهة من الماضي للحاضر ومخرجاتها بلا شك مشاريع مشوهة تحول المجتمعات إلى استهلاكية وليست منتجة .
لم يهتم هذا الكيان باستثمار الأدمغة المبدعة غير المشوهة والقادرة على تأسيس مشاريع لبناء الإنسان والأوطان بل يتولى هذا الكيان قتل هذه الأدمغة المستنيرة من الماضي للحاضر باعتبار قتلها يعني قتل واغتيال التنوير وتوسيع رقعة الجهل والتوحش المعادي للحياة.
إذاً هل يدرك الكثير ما هو سر اهتمام كياني سعود ونهيان بالناقة والبعير وزواج الناقة بالبعير وكسوة البعير بالذهب وفتح قنوات فضائية لهذا البعير ؟
من وجهة نظري يكمن السر باستهداف القيم الإسلامية الجميلة والعودة للجاهلية من خلال هذه المشاريع لكي يصبح البعير كإلهٍ عندهم يعبد على غرار الآلهة الصنمية في الجاهلية قديما ونقل تجارب عبادة الأبقار والفئران والنار كما هو حادث في الهند إلى الجزيرة العربية أولا .لتصبح الساحة العربية سوقاً استهلاكية للديانات المصنعة محلياً ممن تحمل ماركة سعودية تساهم باستهداف القيم الإسلامية بحيث يصبح هذا الكيان هو الرائد في تأسيس ديانات محلية تجعل عامة المسلمين يبتعدون عن دين الإسلام وربما يسعى آل سعود إلى تأسيس ديانة الناقة والبعير بضوء أخضر من الصهيونية وقد يكون هذا المشروع قيد التأسيس بشكل غير مباشر طالما استطاعت أن توجد جمهوراً للناقة و البعير ويصبح من الثوابت لدى بلدان هذه المملكة أن كسوة البعير بالذهب والألماس أهم ّمن كسوة الكعبة المشرفة وقد تكون هناك فتوى وهابية معلّبة جاهزة تخوّل لحكام الخليجيات ( السعودية والإمارات والبحرين ) دعم هذه المشاريع لتحويل الناقة والبعير إلى إلهٍ يعبد لاستهداف وقتل القيم القرآنية وتشويه المفاهيم الجميلة للإسلام ونشر التقليدية والتخلف باعتبار بروز مثل هذه المشاريع جزءاً من أهداف العائلة الحاكمة لخدمة مصالح ومطامع الصهيوأمريكية ضد النسيج الإسلامي بما يمكنهم على المدى البعيد تحويل الساحة الإسلامية من عبادة الله لعبادة البعير أو الناقة أي استنساخ تجربة عبّاد البقر في الهند بديكور البعير السعودي ويكون الهدف الأعمق لكيان سعود هو تحقيق حلم إسرائيل باجتثاث بيت الله الحرام على نفس البروفة الإجرامية التي أقدم عليها عبدالعزيز آل سعود بالتنازل عن فلسطين والأقصى الشريف وتمكين الصهاينة من الحرم المكي مستقبلا بعد نقل وتحويل مشاريع التطبيع إلى ثقافة تنتشر في نسيج المجتمعات العربية خصوصا في المرحلة التي قد تجعل حكام بعض دول الخليج يتسابقون على التطبيع مع الكيان الإسرائيلي .
على هذا الأساس لو نقّب الكثير منا عن هذه المشاريع الهدامة سنجدها كثيرة ضمنتها الوهابية المتوحشة التي تحمل مشاريع متوحشة تستهدف القيم الجميلة ولها نشاط بالغ الخطورة على حاضر ومستقبل الأمة العربية والإسلامية لكونها تصب في الأول والأخير نحو تمزيق المجتمعات سواء تحت مسمى هذا شيعي وهذا سني . مع أن ذلك هو مدرج بخطة الأمركة السعودية لنقل مشروع شرق أوسط جديد لتمزيق الممزق إلى حيز التنفيذ .
هنا نستطيع القول إن الكيان السعودي هو صاحب الجودة الصهيونية في إنتاج وترويج هذه المشاريع ذات الطابع المتوحش على المدى القريب والبعيد وجزء من أهدافه البعيدة المدى استهداف ركن من أركان الإسلام من خلال منع وحرمان الساحة الإسلامية من تأدية مناسك الحج بشكل تدريجي ويتجلى ذلك من خلال التعقيدات والقضايا التي تتقن هندستها في موسم الحج منها على سبيل المثال إيلاء شركات صهيونية لإدارة الحرم المكي .
لم يدعم كيان سعود هذه المشاريع من فراغ بل هو يمهد لنقل مشاريع التطبيع مع إسرائيل إلى أوساط المجتمعات بشكل ناعم خصوصا في هذه المرحلة ويصبح التطبيع ثقافة استهلاكية في أوساط المجتمعات العربية .
إذاً ليس بغريب على آل سعود أن يستمر عدوانهم الوحشي على بلدنا منذ 7 سنوات وحتى اليوم لأنها عائلة متوحشة جاءت من رحم المخابرات الصهيونية وكل ذلك يؤكد أنها لا تحترم الإنسانية بل لديها مشاريع إبادة للأمة العربية والإسلامية وتدمير المقدسات ويتطلب الأمر بهذه الحالة أولاً فهم المشكلة لأن فهمها بشكل دقيق هو المدخل الفعلي لمكافحة مثل هذه الأخطار ..
* نائب وزير الإعلام

قد يعجبك ايضا