التصعيد الأمريكي وعمليات الردع اليمنية

محمد صالح حاتم

 

 

سبع سنوات من الحرب والعدوان والحصار على الشعب اليمني، كانت نتائجها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وانتشار الأمراض والجوع والدمار لم تكن كافية لدى الإدارة الأمريكية لوقف الحرب والعدوان وإحلال السلام في اليمن، وإيفاء الرئيس الأمريكي بايدن بما وعد به أثناء حملته الانتخابية بوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، وتبدأ معها لملمة الجراح وإعمار ما تم تدميره؛ لكن ظهرت أمريكا على حقيقتها وأثبتت أنها من تقود الحرب والعدوان على اليمن، من خلال استمرار مبيعاتها من السلاح للسعودية والإمارات، وكذا تصعيدها العسكري مؤخرا على اليمن، هذا التصعيد الجديد على الشعب اليمني، بتكثيف الغارات الجوية على صنعاء والحديدة وصعدة ومارب ومعظم المدن اليمنية التي تستهدف الأحياء السكنية والممتلكات العامة والخاصة، ويسقط على إثرها عشرات الشهداء والجرحى من المواطنين اليمنيين، والذي –أي التصعيد- تتزعمه أمريكا وتنفذه أدواتها السعودية والإمارات، يأتي في الوقت الذي تشهد فيه جبهات المعركة وهزائم ميدانية للجيش اليمني واللجان الشعبية، وخسائر وهزائم لقوى تحالف العدوان ومرتزقته في مارب والتي أوشكت على التحرر ولم تتبق منها سوى مديريتي (الوادي والمدينة )، وكذلك هزائم قوى العدوان في شبوة وانسحابات مرتزقته في الساحل الغربي، كل ذلك يجعل التصعيد الأمريكي الجديد وغاراته لن تغيِّر من مسار المعارك ولن توقف تقدمات الجيش اليمني، ولن تحرز أي انتصارات لقوى التحالف ومرتزقته.
فهذا القصف يعد ضرب المضروب وقصف المقصوف، ولن يوهن من عزيمة الشعب اليمني الذي خرج في مسيرات غضب جماهيرية كبرى في صنعاء وبقية المحافظات والمدن اليمنية، وهذه الحشود الجماهيرية اعلنت عن نفيرها واستعدادها لأي تصعيد امريكي جديد.
وفي مقابل التصعيد الأمريكي فإن عملية الردع الثامنة التي استهدفت مواقع ومنشآت حيوية داخل العمق السعودي لن تكون هي الأخيرة، بل ستتبعها عمليات ردع جديدة ومنها مرحلة الوجع الأكبر التي حذرت منها القيادة الثورية والسياسية والعسكرية اليمنية.
فكل مطارات وموانئ السعودية والإمارات ومنشآتها الاقتصادية صارت أهدافاً مشروعة للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر اليمنية، وأن التصعيد سيقابل بالتصعيد.
فمن أراد السلام عليه إيقاف العدوان ورفع الحصار، ومن أراد الحرب فرجال اليمن لها، وهم رجالها، والميدان يشهد بذلك.
فما تدَّعيه أمريكا عبر الإعلام بأنها تسعى لوقف الحرب والعدوان على اليمن، ومن خلال مبعوثها ليندر كينغ، تؤكد الحقيقة عكس ذلك والواقع يثبت ان أمريكا لا تريد إيقاف الحرب والعدوان على اليمن لأنها مستفيدة منها، من خلال مبيعاتها من السلاح للسعودية والإمارات بمئات المليارات من الدولارات، والتي تدعم خزينتها.. كل هذه الدلائل تؤكد عدم نية أمريكا وقف العدوان والحرب على اليمن، وانها بذلك تؤكد تزعمها هذه الحرب وإدارتها للمعركة العسكرية لتحالف العدوان على اليمن، وهو ما بات يعرفه الشعب اليمني.

قد يعجبك ايضا