نضال لا بد له أن يتجدد

طارق مصطفى سلام

 

 

في خضم احتفالات بلادنا بالذكرى الـ54 لعيد نوفمبر المجيد، يتبادر إلى الأذهان حالة الضياع والشتات التي حصدها المتخاذلون مع العدوان والاحتلال، فأضاعوا بلادهم وشردوا أنفسهم وحصدوا بذلك الخزي والعار إلى يوم الدين، بالمقابل لا يكاد يمر يوم دون أن نرى أو نسمع عن جرائم وانتهاكات يتعرض لها أبناؤنا وإخواننا في المحافظات الجنوبية المحتلة بعد أن جردهم المحتل من كافة حقوقهم وممتلكاتهم وسخرها لمصالحه الضيقة ووسعها على حساب الملايين من أبناء الشعب اليمني الصامد .
اليوم وفي هذه الذكرى المجيدة الـ30 نوفمبر 1967م، نعيش على مدى سبعة أعوام في ظل وجود عدوان واحتلال أفسد بوحشيته بهجة هذه المناسبة وسلب فرحة لطالما احتفى بها اليمنيون ولازالوا، لكنها لم تمر دون أن تبعث في قلوبهم غصة من الأسى والحسرة على نضال الأجداد وتضحياتهم التي باعها ثلة من المجرمين بحفنة من مال مدنس ومناصب لم يمارسوها إلا على وسائل الإعلام، فلا أرض قبلتهم ولا رضا نالوه من أسيادهم فظلوا يتسكعون خارج أرضهم فيما المحتل يستبيح أرضهم وينهب ثرواتهم وينال من وطنهم دون أن تتحسر ضمائرهم أو تنطق ألسنتهم بكلمة واحدة فقط حيال ذلك .
إننا وفي هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها، وبلادنا تشهد مرحلة فارقة في حياتها ونضال أبنائها وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الحرية والاستقلال والعزة والكرامة يتوجب علينا جميعا مزيدا من الوعي والإدراك وحشد الطاقات والهمم لمواجهة هذا المحتل وأدواته بكل الوسائل الممكنة والمتاحة وتفويت الفرصة على مجرمي العصر وطواغيتها في إركاع امتنا الصامدة والصابرة وجر الوطن إلى مستنقع العمالة والارتهان وهو ما لن يصلوا اليه بإذن الله وحنكة قيادتنا الثورية والسياسية ونضال الأبطال في ميادين العزة والشرف .
ولأبناء اليمن بشكل عام وأبناء المحافظات الجنوبية المحتلة بشكل خاص، إنكم مطالبون بضرورة استلهام الوعي الثوري واستذكار أمجادكم والبدء في قدح شرارة النضال ضد قوى الإجرام والاحتلال فوطنكم ومستقبل أبنائكم يحتاج إلى تحرك شعبي وشبابي قوي وفاعل وتحريك مداميك الجماهير وتغذيتها بالولاء للوطن والدفاع عنه لجرف قوى العدوان والاحتلال التي أضاعت سنيناً من أعماركم في حروب ونهب وتدمير كان من المفترض أن تعمروها بأياديكم وتعبروا بها نحو مستقبل مشرق وواعد، الأمر الذي يتطلب من الجميع أن يعي خطورة ماقام به المحتل طيلة أعوامه السبعة الماضية من نهب وقتل وتشريد.. ناهيك عن خطورة المشروع الصهيو أمريكي بريطاني الذي يسعى المحتل إلى فرضه في وطننا الحبيب وجني ثماره على حساب سيادة الوطن وتضحيات أبنائه وجر البلاد إلى مالا يحمد عقباه، عندها لن يفيد الندم ولن تقوم لهذا الوطن قائمة ما لم يتحرك الجميع في المسار الذي أمرنا به الله وأقاد شمعته السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – سلام الله عليه – بهذه المسيرة القرآنية .

*محافظ محافظة عدن

قد يعجبك ايضا