المرأة اليمنية.. في ذكرى عاشوراء : الثورة الحسينية قِبلةَ كل الثورات ومدرسةً للمظلومية المحقة

 

ثورة الإمام الحسين كانت وقوداً لثورات الأحرار والشرفاء في العالم العربي ضد الظلم والطغيان

في أجواء هي الأنكى والأحزن في تاريخ الأمة الإسلامية ؛ حاملةً ذكراها المؤلمة التي أفجعت آل بيت النبي الكُرماء وأفجعت كل من على الأرض .. ذكرى استشهاد سبط رسول الله الكريم وريحانته العَبِقة .. الإمام الحسين بن علي – عليه أزكى السّلام –
تستقبل المرأة اليمنية هذه الذكرى الأليمة مجددة للعهد أن تبقى ماضيةً على نهج عاشوراء التي استلهمت منها الدروس والعبر الكثيرة ، وجُلّها تقديم كل ما تملك من غالٍ ونفيسٍ وتُثبت أن الإمام الحسين – عليه السّلام – نهجٌ ومدرسةٌ يُستقى منه أعظم دروس التضحية في سبيل الله ، وبدمائه الطاهرة التي تركت أثرها العظيمة في إنقاذ الأمة من إغواءات الضلال والضالين.
ولا غرو أن ثمةَ أسئلةٍ تُطرح منها:
كيف أصبح حال الأمة بعد فقدانها قادتها العظماء وروَّاد الحق .. وكيف أصبحت عاقبة من تولّى في ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء بحق آل البيت؟ تفاصيل أو في تجدونها في هذا الاستطلاع الذي أجراه المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة:

الأسرة /..

الناشطة الثقافية ابتسام محمد الشهاري تقول: إن ما وصلت إليه الأمة عندما فقدت قادتها وعظماءها بدايةً بالإمام علي ومن بعده الإمام الحسن ومن ثمَ الإمام الحسين عليهم سلام الله جميعاً ،أصبح وضعها مأساوياً .. تآمر عليها أشر خلق الله من بني أمية، وارتكبوا فيهم أبشع الجرائم؛ لأن أولئك الطغاة تخاذلوا عن نصرة الحق.
اُستُبيحت مكة ثلاثة أيامٍ بلياليها ، وهُتِكت الأعراض ، وقتلوا فيها الصغير والكبير والنساء والشيوخ ووصل الناس إلى حالة الذل والاستكانة.
وتابعت الشهاري قائلة: ما جناه الطغاة على هذه الأمة عندما قاموا بهذه الجريمة البشعة في حق ريحانة رسول الله وأحد شباب أهل الجنة ، وهذا ابعد الأمة عن رموزها وقادتها فبعدت عن خيرها وفلاحها وأصبحوا منقادين لأحد سببين : الترغيب والترهيب ؛ فأذلوا الناس واستعبدوهم وجعلوهم عبيداً للمال ،يخاف أحدهم أن يقول كلمة الحق ويسكت ويخنع ويرضى بالذل.
وترى الشهاري أن : الإمام الحسين -عليه السلام- مدرسةٌ حسينيةٌ في كل مكانٍ وزمانٍ، فثورة الإمام الحسين كانت وقوداً لثورات الأحرار والشرفاء من أبناء الشعوب العربية في خروجهم ضد الظلم والطغيان وصدعهم بالحق رافعين رؤوسهم واثقين بنصر القضية ولو بعد حين ، وها نحن نرى بشائر الانتصار تلوح في الأفق رافعة راية :(هيهات منا الذلة ،يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ) وكأني بالإمام الحسين مع حفيده السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي يعلنا رايةَ الفتح والانتصار ، وينهيا زمان الاستعباد والظلم ويدخل المؤمنون معهما فاتحين مكة قريباً بإذن الله.
وحدة الرؤية والمسار
بدورها تشاركنا الناشطة أنعام عبدالصمد قائلة: أصبحت الأمة تعيش في جاهلية أشد من الجاهلية الأولى ، وانحطت حتى أصبحت تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة من اليهود والنصارى ، أصبحت الأمة الإسلامية ذليلة ومهانة وأصبح ولاؤها لأعدائها الذين حذر الله في كتابه الكريم منهم وعداؤها لأولياء الله الذين أمرهم الله بتوليهم واتباعهم.
وتابعت عبدالصمد قائلةً : العاقبة السيئة هي تولي الطغاة والمجرمين والفاسقين لأمور الأمة الإسلامية ، فظهر الظلم والفساد والبغي .. وأصبح الحكم المباشر في أمر هذه الأمة لليهود والنصارى عبر هؤلاء الطغاة والمستكبرين ، فحرفوا دين الله واتخذوا عباد الله عبيداً لهم ، و تهافتوا على مال سبيل الله فأصبح مباحاً لهم وحراماً على الفقراء والمستضعفين ، و اُنتهكت حرمات الله واُستبيحت المحرمات باسم الدين والإسلام.
وأشارت إلى أن جذوة الثورة الحسينية مازالت متقدة في نفوس كل الأحرار من آل البيت ومن سار على خطهم ، فكانت منارا للثائرين وقدوة للمضحين في سبيل الله بأموالهم وأبنائهم وأنفسهم ومحطةً نستقي منها العزم والصبر والثبات والبصيرة في معرفة أعداء الأمة الذين تحكموا في رقاب العباد عبر العصور والأزمنة حتى عصرنا الحاضر بكل أشكال الهيمنة والاستكبار .. وصنعت هذه الثورة الوعي ووحدت الرؤية وحددت المسار لكل أجيال هذه الأمة.
الخلافات والتفرقة
أماني جحاف بدورها أشارت إلى أن الأمة عندما تفقد إحدى أعظم قياداتها في الساحة الإسلامية يكون واقعها واقع مليء بالمشاكل والأزمات والصراعات والحروب ، وتعيش الأمة حالة الفرقة والاختلاف، واقع مليء بالمظالم والمفاسد والمنكرات ، وبذلك يغيب الإسلام في واقع الحياة من أمرٍ بمعروف ونهي عن المنكر .. الذي بدوره يجعل الأمة الإسلامية منضبطة ومستقيمة مما يجعلها في عزة ورفعة ، ولكن ما نراه هو واقع سيء جدا وأسبابه ممتدة إلى مئات السنين السابقة بعد أن بين الله في القرآن المسار والتوجه السليم ، قال الله تعالى 🙁 كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ). ومضت جحاف قائلة: 8بعدها حذرنا الله من التفرق والاختلاف فقال تعالى 🙁 وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، إذاً سبب التفرق والاختلاف هو ترك المجال لبني أمية الوصول إلى الحكم ، كان النبي قد حذر الناس من بني أمية يوم رأى في منامه وهم ينزون على منبره نزو القردة فحزن جداً ..أي مستقبل مظلم ينتظر الإسلام وأمة الإسلام حذر الرسول الأمة وأمر بمواجهتهم فمن ضمن تحذيراته قوله: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) (يا عمار تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار).
وتابعت جحاف : إن العاقبة السيئة التي جناها الطغاة من بني أمية عند وصولهم إلى الحكم هي تغيير الثقافات واستعباد الناس ونهب المال العام .. قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله عن بني أمية : (اتخذوا دين الله دغلاً وعباده خولاً وماله دولاً).. النبي جاهد الكفر٢٣ سنة والإمام علي والحسن والحسين جاهدوا النفاق ؛ للحفاظ على دين الله من الانحراف
ثورة الإمام الحسين جعلت من دمائه الطاهرة شعلة يتوارثها الأحرار جيل بعد جيل ولها ثمار دينية هي:
_أنه لا شرعية لظالم ولا لفاسق.
_نشر الوعي بأن الإسلام لا يقبل الهزيمة والاستسلام
الضعف ليس من الإيمان
ابتهال محمد وافي تقول: عندما فقدت الأمة عظماءها فإن ساحتها الداخلية امتلأت بالمظالم والشتات والفرقة والنزاعات والقهر والطغيان والإجرام، وغابت القيم والأخلاق من واقع الأمة الإسلامية .. وغابت لغة الحق والمسؤولية والدين ، وجاء تحريف للمفاهيم الدينية بما يخدم سياستهم وأطماعهم وشرعنة طاعة الظالمين والطغاة واستوى واقع الأمة في إسلامها وجاهليتها وبقي في واقع الناس من الإسلام واقعاً شكلياً بعيداً عن الجوهر والمضمون والأساس الفاعل والمؤثر في حياة الناس.
وأشارت وافي أن : العاقبة السيئة لسلطان يزيد وآل أبي سفيان ، فقد كانت سبباً لعقوبتهم العاجلة في الدنيا وهلاكهم كهلاك يزيد وهو في بداية شبابه وبداية سلطته .. وانتهت أحلامه وآماله المشؤومة في التمتع بالسلطة ومحاربة الإسلام لأمدٍ طويل.
وتضيف وافي بالقول :إن ثمار الدماء الحسينية رسخت وعززت فينا الثقافة الحسينية في الثورة ضد الطغاة والظالمين و نصرة الحق والوقوف بوجه الباطل دون خوف أو تخاذل وعدم القبول به ، وصنعت هذه الدماء الحسينية الوعي ورسمت الموقف وحددت المسار الصحيح لكل أجيال الأمة ..وقُدمت هذه الدماء الطاهرة قدوة في الثبات على الحق والصمود في مواجهة الطغيان والتفاني والاستبسال في سبيل الله تعالى في قوة عزم وإرادة وصدق وصبر ووفاء وفي أقسى الظروف وأصعب الأحوال ، ومنحتنا الطاقة المعنوية الكبيرة والقوة الإيمانية ؛ لمواجهة التحديات والأخطار مهما كبرت وعظمت وتحمل التضحيات. مهما بلغت في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة المظلومين والضعفاء.

قد يعجبك ايضا