لاعبو عدن يمثلون الوطن

أحمد مظفر

 

ليس بالضرورة إطلاقا إدخال انف السياسة في شؤون الرياضة، مهما تعاظمت الأعذار وتحركت الألسن لتعجل بالأسباب المؤدية إلى فرض تشريعات غير صائبة ولا يرضى بها غير المنتفعين وأصحاب المصالح الشخصية الضيقة.
يمتعض اغلب هؤلاء من عبارة ابعدوا السياسة عن الرياضة، وتكفهر خدجاتهم، وينفعلون بانفعال انزيم الإيدرنالين المتدفق في عروق دمائهم لدى سماع تلك العبارة أو مشاهدتها مقروءة أو مكتوبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
الرياضة والسياسة لا يمكن أن يلتقيا كالخطين المستقيمين اللذين لا يلتقيان مهما امتدا، واللعب بهما أو عبرهما نوع من العبث وتضييع الوقت والجهد من قبل أناس يضمرون في أنفسهم خفايا وخبايا خبيثة، يساومون من خلالها ويراوغون من أجل تحقيق مصلحة معينة، أو يصفون حسابات شخصية ضيقة.
كلنا ندرك ونعلم بالأحداث الجسام التي تعرضت لها رياضة وأندية ولاعبو عدن بسبب تدخل السياسة في شؤونها، وكيف كان لذلك من تبعات سلبية.
اخطرها ما حدث من قطيعة وجفاء بين انديه عدن والاتحاد العام لكرة القدم، بعد أن رفضت إدارات تلك الأندية مشاركة فرقها الكروية في دوري الدرجة الأولى منعها من قبل الحاكم بأمر عدن، وهو ما عرضها للهبوط إلى دوري المظاليم تطبيقا للائحة اتحاد كرة القدم.
الأخطر من ذلك هو ما استجد من عقوبات اتحادية على تلك الأندية، والمتمثل في حرمان نجومها واستبعادهم من تشكيلات المنتخبات الوطنية!
استبعاد لاعبي أندية عدن من منتخبات الشباب والكبار خطأ فادح وجرم لا يغتفر، مهما كانت الأسباب السياسية، ومهما بلغ حجم الخلافات وتعاظمت إلا أنها لا تؤدي إلى حرمان اللاعبين من واجبهم الوطني المقدس.
اللاعبون يمثلون وطنا بأكمله بدرجة أساسية بعيدا عن السياسة وتصفيات الحسابات بين الأطراف المتنازعة والتي تحتاج إلى جرأة بين قيادة الاتحاد العام لكرة القدم والأندية بحل الإشكالية وهي متواجدة في قاهرة المعز لمواجهة الاتحاد وعلى الجميع حل مشكلة أندية عدن ولاعبيها والمحافظات التي يعاني لاعبيها من نفس الإشكالية.
بعيدا عن تكسير العظام، وتغييب النظام وتغليب الأنانية الممزوجة بخلط الأوراق واختراق اللوائح، وبعيدا عن حرب داحس والغبراء، دعوا اللاعبين يمثلون الوطن!!.
عندما حدثت مشكلة سياسية بين ولاية كتالونيا وحكومة اسبانيا ظلت الأندية الكتالونية ابرزها برشلونة تشارك في البطولات الإسبانية دوري وكأس الملك، ولاعبوها في صفوف منتخبات اسبانيا، ولم تثنهم السياسة عن تمثيل وطنهم، وأمثلة على ذلك كثيرة.
يجب الحفاظ على لاعبي المنتخبات الوطنية، والحرص على تدرجهم من فئة الناشئين، فالشباب وحتى مرحلة الكبار، وذلك اسوة بما يتم ويجري في مختلف بلدان العالم لدى بناء منتخباتها الوطنية.
القضاء على لاعبي الفئات العمرية هو قضاء على جيل بأكمله من النجوم يصعب تعويضهم على المدى القريب وحتى البعيد.
نجوم واعدون ولاعبون كبار مثلوا المنتخبات الوطنية، لكنهم انتهوا وتركوا اللعبة بفعل عوامل التعرية السياسية ومشاغل الذرية وإغراءات أموال الطفرة التي أغرتهم وحولتهم إلى مقاوتة وإلى سائقي الطرفة والتفرطة!

قد يعجبك ايضا