تحالف أشد عداوة والمغضوب عليهم والضالين

طاهر محمد الجنيد

 

 

وصف المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي العميد فايز الدويري – حرب السابع من أكتوبر بأنها الكاشفة وهو إجماع لدى الرأي العام وغيرهم لأنها كشفت عمق العلاقة بين الأنظمة المتصهينة والصهيونية العالمية والذي يمثل فيه الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين الجناح العسكري، بينما يمثل أمريكا وغيرها من الحلف الصليبي بقية الأجنحة سياسية وعسكرية واقتصادية… إلخ، أما الصهاينة العرب من الأنظمة وطوابير الخونة والعملاء فيمثلون الصهيونية بصورة المنافق إلى الأمس القريب (يظهرون الإيمان والإسلام والعروبة من جهة، ويبطنون اليهودية والعمالة والخيانة) أما اليوم فقد أنكشف الأمر وظهر المستور على هيئته وصورته الحقيقية- عمالة وخيانة ويهودية وصهيونية.
استغرب المواطن العربي والإسلامي ذلك الدعم اللا محدود الذي قدمته الإمارات والسعودية وغيرهما من الأنظمة العربية للكيان الصهيوني ولم يكن الأمر محل غرابة أو أمر غير مألوف لمن يعرفون كيف نشأت تلك الأنظمة ومن أوجدها وسلمها مقاليد الأمور تطبيقا لاتفاقية (سايكس بيكو) وتنفيذا لمقررات مؤتمر كامبل بنرمان لعام 1907م.
وبينما تغردت اليمن تحت قيادة المسيرة القرآنية في دعمها للأشقاء في كل الأقطار العربية والإسلامية في السلم والرخاء، تغردت تلك الأنظمة في حياكة ونسج المؤامرات والمصاعب والمحن ضد الأمة العربية والإسلامية، وكان لليمن النصيب الأكثر لعلمهم بأن نهوض اليمن نهوض للأمتين العربية والإسلامية، فهم يعملون جاهدين على أن يدمروا أخلاق أبناء اليمن وإذا نجحوا في ذلك فقد يتمكنوا من إكمال بقية الحلقات في شتى المجالات.
وإذا راجعنا مسيرة هذه العلاقات خاصة مع أهم فاعلين رئيسين في الساحة اليمنية (الإمارات والسعودية) نجد أن اليمن لم تكن تشكل خطرا على أي منهما بل أنها داعم أساس للنهضة في كليهما من خلال إسهامات أبناء اليمن في شتى المجالات، ومع ذلك نجد أن توجهات سياسة البلدين تتسم بالعدائية الممنهجة والتدميرية التي تريد تحطيم كل مقومات النهوض والتنمية لا لشيء إلا أن الإرث الحضاري مطلوب تدميره لصالح الطفرة العمرانية وتكدس الثروات بفعل استغلال الثروات والاستحواذ عليها خلق نوعا من الطغيان القاروني (نسبة إلى قارون) ” قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ” وطغيان أبو جهل ” وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ” وساعدهم على المضي في مشوار الغواية والطغيان والإجرام في حق الشعب اليمني بعض الفئات التي انساقت لتحقيق مآربهم مقابل الفتات الذي يقدم لهم حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والمصلحة الوطنية، ويعد خيانة للدين والوطن.
إن النهضة العمرانية التي تشهدها منظومة دول الخليج هي نهضة وصفها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من علامات الساعة قال: “وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان” لأنها تراعي جانب التطاول في البناء دون تحقيق تنمية حقيقية في المجالات الأخرى كالزراعة والصناعة والتصنيع الحقيقي الذي يوفر أسس الاستقلال وعدم الاعتماد على الآخرين، فالمعامل والمصانع الصغيرة التي تعتمد في جلب الخامات من الخارج، وتعيد التغليف والتعبأة ليست صناعة، وأما مظاهر البناء المتطاول هنا وهناك واستجلاب البضائع وتسويقها والانفتاح على الربا، وأرباح الاختلاط وإباحة العلاقات المثلية والمحرمات هي من مظاهر السقوط التي نقلها المستثمرون من بلدانهم حفاظا على أنفسهم إلى بلدان الخليج وبعض البلدان التي حطموا أسس المجتمعات وعقائدها وقوانينها من أجل ذلك وصف الأستاذ المرحوم عبدالرحمن منيف تلك النهضة المتطاولة بأنها (مدن الملح) لأنها سرعان ما تنهار إذا هبت عليها قطرات المطر أو داهمتها المياه.
ولا مانع لدى أبناء اليمن في ذلك وأنا أولهم (اللهم لا حسد) لكن أن يكون ذلك على حساب العفة والطهارة، والأخلاق والمبادئ والقيم فتلك هي السوأة بذاتها، فبامكان دول الخليج أن يستثمروا أموالهم في تحقيق تنمية زراعية سواء في بلدانهم أو بالاستثمار في البلدان العربية الأخرى ومنها اليمن والسودان مثلا أو غيرها لكننا وجدناهم يستثمرون في استئجار المرتزقة والخونة والعملاء ويسخرونهم لتصفية أبناء الشعبين اليمني والسوداني، أو استئجار الأخ ليقاتل أخاه كما هو حاصل حينما تم استئجار بعض من مرتزقة الجيش السوداني ليقاتل في صفوفهم ضد اليمن، وكما يحدث الآن بدعم المليشيات لتقاتل الجيش السوداني، وأيضا بإمكان المستثمرين الخليجيين أن يعملوا على شراء مصانع لتوفير احتياجات السوق المحلية والعربية والعالمية في كافة الاحتياجات والأيادي العاملة موجودة لكن ذلك لن يحدث، الاستثمار مقتصر على بلاد العم سام وفي مجالات شراء الأندية وغيرها من المجالات الهامشية مما يؤكد أن غياب الرؤى التنموية هو المجال الذي يستثمر فيه الرأسمال العربي والإسلامي.
في إحدى المداخلات استمعت إلى من يقول ويدعي أنه إماراتي لكن ما تفوه به يؤكد أنه ممن هم أشد عداوة حيث يقول بالحرف الواحد- إن اليهودي أشرف من اليمني، وأنه يثق فيه أكثر وبرأيه القذر- أن اليمني غدار وسخ ليس متربى، والشعب اليمني غدار، وأن اليهود أولاد عمه، وأنهم (الإمارات) أخذوا اليمن كلها ودمروها عن بكرة أبيها ولم يقف في سفهه وقذارته عند هذا الحد بل أنه يصف الشعب اليمني بأنه (متخلف وأن ما أخذ بالقوة سوف يعاد بالقوة فاليمن بلده وسيأخذه – وسيأخذ نساء اليمن سبايا، وأن كل نساء اليمن يشتغلن في الإمارات –مومسات) أن هذا الكلام الصادر عن مطعون الرجولة والمروءة يستوجب ردا يتناسب مع تاريخ اليمن العظيم والمشرف في صفحات البطولات والحضارات، أما من سخروا أنفسهم لخدمة الإمارات وارسلوا زوجاتهم ونساءهم وأولادهم إلى الإمارات وجلسوا ينفذون أجندات الإجرام فالسؤال هنا ماذا سيكون موقفهم هل ستتحرك دماء الغيرة والحمية لديهم ويوقفون السفهاء ومنهم قائل هذا الكلام عند حده أم أنهم سيواصلون مشوار الانبطاح والعمالة والخيانة إلى آخره.
فالإمارات اليوم ومثلها السعودية والبحرين وغيرهما من منظومة دول الخليج لم تعد تلك الأرض التي تحكم بقواعد الإسلام بل بأنظمة الماسونية وقوانينها فأحلت الدعارة والمثلية وهو أمر مشهود حتى أن الكيان الصهيوني صرح أنه يخاف على شواذه الذين ذهبوا في زيارات إلى الإمارات وغيرها من حجم الدعارة المنفلتة في كلا الجانبين فقد بلغت مزادا يتفوق على أسواق الدعارة العالمية.

قد يعجبك ايضا