إحياء الذكرى السنوية للصرخة.. تأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت ورسائل للأعداء

السيد القائد: إن الصرخة التي بدأت في القرى النائية قد وصل صداها اليوم إلى كل أنحاء العالم

 

 

الثورة / خاص

يحيي الشعب اليمني الذكرى السنوية للصرخة والتي تعد من أهم المناسبات التي يحييها اليمنيون لما يمثله شعار الصرخة من أهمية في البراء من أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل.
ومنذ العام 2002 وتحديداً في 17 يناير أطلق السيد حسين بدر الدين الحوثي شعار الصرخة”الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل” كموقف في مواجهة الهجمة الأمريكية والصهيونية التي تصاعدت وقتذاك على شعوب الأمة ، مدركا القيمة العملية لشعار الصرخة الذي جاء خلاصة للمشروع القرآني الني أطلقها الشهيد وقتها وتحرك على أساسه بالتزامن مع الغزو الأمريكي لأفغانستان ثم لاحقا غزو العراق واحتلاله.
في يوم الخميس السابع عشر من يناير لعام 2002 م ، وفي محاضرته في مدرسة الإمام الهادي «عليه السلام»، في منطقة مران، في مديرية حيدان من محافظة صعدة، أعلن السيد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه، الصرخة في وجه المستكبرين، وهتف بهتاف الحرية والبراءة ، وفي اليوم الذي يليه وهو آخر جمعة من شهر شوال آنذاك- تم التعميم لهذا الشعار ليبدأ الهتاف به في المساجد يوم الجمعة، فبدأ الهتاف به في بعض المساجد ، بدءاً من مران ونشور في همدان، ثم في الجمعة وآل الصيفي، ثم اتسعت دائرة الهتاف به في مناطق أخرى في يوم الجمعة والاجتماعات والمناسبات، وترافق مع ذلك الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، والعناية بهذا الموضوع بشكل كبير، وأيضاً وبشكلٍ رئيسي نشر الوعي القرآني؛ لتذكير الأمة بمسؤولياتها، وتبصيرها، وتوعيتها، ورسم مشروعٍ نهضويٍ قرآني متكامل للتحرك على أساسه.
وقد وُوجِه المكبرون بشعار الصرخة بحرب شرسة شنها النظام السابق بالاعتقالات والحبس والسجن والتنكيل ، وصولا إلى شن حرب عسكرية على صعدة منذ العام 2004 حتى نهاية العام 2009م ، أخذت الحرب جولات ست شاركت فيها السعودية ودول أخرى تحالفت مع النظام الحاكم حينها برئاسة علي عبدالله صالح الذي تلقى دعما أمريكيا لتلك الحروب.
ومنذ ذلك الحين اتسعت دائرة المكبرين بالشعار وأخذت في التصاعد وصولاً إلى ما هي عليه اليوم ، رغم الحرب التي لم تتوقف على المشروع القراني إلا أن الصرخة باتت معادلة في ساحة الصراع الكبرى التي تشهدها المنطقة.
وفي خطابه بهذه المناسبة قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي «نحن في هذه المناسبة نؤكد على هذه الحقائق، ونبين حقيقة الموقف، ونقول للجميع: إن الصرخة التي بدأت في القرى النائية، وانطلقت من مدرسة الإمام الهادي عليه السلام، في خميس مران، قد وصل صداها اليوم بعد كل تلك المراحل، بعد كل تلك المؤامرات، بعد كل تلك الحروب والاعتداءات، قد وصل صداها اليوم إلى كل أنحاء العالم، وأصبحت هي اليوم هتاف الأحرار على دبابات الإبرامز، وعربات الهَمَر، وفي اقتحامات المواقع، وعند إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة، وفي ميادين الكرامة، وفي ساحات الحضور الجماهيري، وفي المسيرات والمظاهرات، معبرةً بصدق، وناطقةً بحق، عن ثبات موقفنا، في التمسك بحق أمتنا، في الحرية، والكرامة، والاستقلال، وفي التصدي للمستكبرين والطغاة المجرمين».
وفي مثل هذه الأيام من كل عام تشهد اليمن إقامة لفعاليات الذكرى السنوية للصرخة ، وقد شهدت المحافظات اليمنية والعاصمة صنعاء فعاليات وندوات وأنشطة متنوعة بالمناسبة ، ركزت على إبراز أهمية الصرخة في تحصين الأمة وتقوية موقفها في مواجهة العدو الأمريكي والصهيوني.
رسالات ودلالات
الاحتفال بـ”الذكرى السنوية للصرخة” يحمل هذا العام رسائل ودلالات مرتبطة بمواجهة العدوان على اليمن الذي يُشن بإشراف أمريكي منذ أكثر من ستة أعوام ، مضافا إليها تطورات المواجهة مع العدو الصهيوني والمساعي الأمريكية الصهيونية مع بعض أنظمة العمالة والنفاق في تصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني وتصفية القدس الشريف ، وما رافق هذه الأحداث من مواقف عملية للشعب اليمني بدءاً بالتبرع لفلسطين وللمقاومة وصولاً إلى ما أعلنه السيد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم أمس الأول الخميس في خطابه بالمناسبة من مواقف متعلقة وأكد فيها أن اليمن جزء من معادلة الحرب الإقليمية في مواجهة أي تهديد للقدس الشريف.
موقف ثابت
ووجّه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أمس الأول الخميس خطاباً متلفزاً بمناسبة «الذكرى السنوية للصرخة»، أعلن خلاله عن جاهزية اليمن في المشاركة الفعلية في التصدي للأخطار التي تواجهها القدس ، مثبتا معادلة السيد حسن نصر الله أن أي تهديد للقدس سيواجه بحرب إقليمية ، وهو موقف أكده السيد في كل مناسبة كهذه، إذ سبق له العام الماضي وفي خطاب بالمناسبة إرسال مقاتلين لمواجهة العدو الصهيوني في فلسطين أو لبنان.
وأضاف أنه «ينبغي على العدو الإسرائيلي أن يحسب حسابه للشعب اليمني في أي مواجهة قادمة له مع «حزب الله» أو مع الشعب الفلسطيني». وتابع «حاضرون حتى ونحن في ظروف العدوان علينا، والذي تشارك فيه أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات وبريطانيا ودول أخرى، وبكل مقدرات أدواتهم» ، موقف جسده الشعب اليمني إزاء معركة سيف القدس، إذ تحرك الشعب اليمني في جمع التبرعات للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية ، والوقوف إلى جانبها خلال الحرب واستعداد اليمن للمشاركة الفعلية في الحرب على العدو الصهيوني.
وفي خطابه يوم الخميس أمس الأول أكد قائد الثورة “إننا جزءٌ لا يتجزأ من معادلة التصدي لاعتداءات العدو، والتهديد للمسجد الأقصى الشريف، والمعادلة التي أعلنها سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في كلمته الأخيرة، في أن التهديد للقدس، يعني: حرباً إقليمية، نؤكد أننا جزء من هذه المعادلة في إطار محور المقاومة، وأننا سنكون- بإذن الله «سبحانه وتعالى»- حاضرين، بكل ما نستطيع، وبكل فاعلية، في إطار المحور، وفي إطار هذه المعادلة ، موقف يمثل تطورا في مسار الموقف العملي لليمن الذي يحتل اليوم موقعاً مهماً جداً في التصدي للعدو الصهيوني وللمؤامرات الأمريكية على المنطقة.
من جانب آخر، لفت السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن الشعب اليمني ثابت على موقفه الإيماني في التمسك بالحرية والاستقلال لليمن ، وسيستمر في مواجهة العدوان الغاشم حتى يتحقق الانتصار ، مضيفاً في خطابه أن الشعب اليمني مستمر في مباينة الأعداء، وفي التصدي للأعداء والتكامل والتعاون في إطار محور المقاومة، وقال: إننا نسعى مع كل إخوتنا في محور المقاومة، ومع كل أحرار الأمة، إلى تعزيز هذا التكامل، إلى تعزيز وتنسيق الجهود، وتظافر الجهود أكثر فأكثر، والإيجابية واضحة، والجدوائية واضحة، والنجاحات واضحة، وقيمة هذا الموقف وهذا التوجه ملموسة، والانتصارات واضحة، وتراجع وهزائم العدو الإسرائيلي، وفشل الكثير من المؤامرات الأمريكية، أمرٌ ملموسٌ في هذه المرحلة.
فعاليات في صنعاء والمحافظات
وشهدت العاصمة اليمنية والمحافظات، خلال الأيام الماضية، جملة فعاليات نظمتها القطاعات الرسمية والشعبية المختلفة احتفاء بـ”الذكرى السنوية للصرخة “، وكان أبرزها المسيرة الجماهيرية التي شهدتها محافظة صعدة أمس الجمعة ، وفي الفعاليات رفعت صرخة البراءة «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» ، وألقيت كلمات معبرة.
كما نظمت فعاليات فرعية على مستوى المحافظات والمديريات، وأقيمت ندوات ومهرجانات خطابية، تحت شعار”الصرخة وتأثيرها علی واقع ومستقبل الأمة”.
ومن أبرز الرسائل والدلالات التي يكتسبها احتفاء الشعب اليمني بالذكرى السنوية للصرخة بعد 19 عاما أنها تأتي بعد هذه المدة الكبيرة وهي أكثر زخماً وهي أوسع من الجغرافيا اليمنية، كما يؤكد الشعب اليمني تمسكه بشعار البدايات الأولى والتي تتجاوز الأطر المذهبية والحزبية والجغرافية، وهو موقف ينطلق من ضرورات واقعية ومن ثقافة قرانية تنبثق من أسس الإسلام الذي يكرس العداء لأعداء الأمة اليهود والنصارى.

قد يعجبك ايضا