جواسيس وعملاء تحت ستار العمل الدبلوماسي والإنساني
ثروات اليمن ومقدراتها في مرمى المخابرات الأمريكية- الإسرائيلية
تم تجنيد بعض الاقتصاديين ومالكي الشركات النفطية والتجارية وربطهم بأجهزة الاستخبارات الأمريكية
الخلايا قامت بالتجسس ونقل معلومات حساسة تضر بالبلد واقتصاده
استهداف الأسر الفقيرة المعتمدة على صيد الأسماك والدواجن عبر مشاريع ظاهرها تقديم المساعدات
الأمراض في الحيوانات كانت تنتشر عبر التطعيم واللقاحات التي مولتها الوكالة الأمريكية للتنمية
منذ سنين طويلة عملت أمريكا من خلال أجهزتها الاستخبارية على استهداف اليمن في كل المجالات التنموية والاقتصادية بما فيها استهداف الزراعة والثروات الطبيعية كالأسماك والمياه، والثروة الحيوانية وغيرها، ناهيك عن الاستهداف الممنهج للمالية العامة والبنوك والعملة الوطنية، بهدف إعاقة اليمن من تحقيق أي تنمية أو استثمار لموارد البلاد الغنية بالثروات الكبيرة والهائلة سواء كانت طبيعية أو معدنية، وذلك من خلال اختراق مؤسسات الدولة، والسيطرة على مراكز القرار السياسي والسيادي للبلاد، عن طريق تجنيد عملاء في مؤسسات الدولة، أو توظيف المنظمات الخارجية، واستغلال نشاطها في اليمن لخدمة أجندات أمريكا التخريبية، بما يخدم سياستها الاستعمارية..
وفي الإنجاز الأمني الكبير الذي كشفت عنه الأجهزة الأمنية مؤخراً عن شبكة الجواسيس الذين عملوا لصالح المخابرات الأمريكية والصهيونية لسنين طويلة، ما يؤكد ذلك النشاط الخطير الذي مارسته أمريكا بحق اليمن من تخريب وتدمير كل مقومات الحرية والاستقلال والتقدم والازدهار، وسنحاول من خلال هذا التقرير تسليط الضوء على بعض الجوانب الاقتصادية التي استهدفتها المخابرات الأمريكية لتدمير وإفقار اليمن الغني والكبير:الثورة / أحمد المالكي
وفقاً لاعترافات شبكة التجسس الأمريكية الصهيونية، فقد تم تجنيد بعض الاقتصاديين، ومالكي الشركات النفطية والتجارية وربطتهم بأجهزتهم الاستخبارية كـ»سي آي إيه» الأمريكية، والموساد الإسرائيلي، وتم توظيفهم لتنفيذ المؤامرات والمخططات التخريبية لصالح العدو الأمريكي والصهيونية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، وبحسب بيان الأجهزة الأمنية واعترافات عناصر الخلية التجسسية، فقد عملت هذه الخلايا على التجسس ونقل معلومات حساسة تضر بالبلد واقتصاده وزودت أجهزة المخابرات المعادية لليمن بكافة المعلومات والتقارير السرية لمختلف القطاعات الاقتصادية والقطاع النفطي والتجاري والمصرفي وغير ذلك، كما قامت هذه الخلايا التجسسية برصد المؤشرات الاقتصادية في المجالات المختلفة، وذلك من أجل التحكم والسيطرة على الاقتصاد وضربه، وضمان استمرار السرقة والنهب لثروات اليمن الغنية والمتنوعة.
تجنيد في السفارة
وبحسب اعترافات الجواسيس الذين تم تجنيدهم من قبل ضباط مخابرات أمريكيين في القسم الاقتصادي بالسفارة الأمريكية بصنعاء، من أجل جمع معلومات عن البنك المركزي بصنعاء والبنوك التجارية والحكومية الأخرى، ووزارة المالية والجمارك والضرائب، ومن ضمن هذه الاعترافات اعترافات الجاسوس المجند « جميل الفقيه»، والذي أوضح أن المعلومات التي جمعها عن البنك المركزي كلها حساسة وهامة تتعلق بطبيعة عمل البنك والاحتياطي النقدي ، وتواجد العملة الصعبة في البلد، والأسباب التي منعت البنوك من ترحيل العملة الصعبة، وأنه كلف من قبل السفارة الأمريكية بعد إغلاقها عقب ثورة 21 سبتمبر، بجمع معلومات عن إيرادات حكومة صنعاء، والموازنة العامة للدولة وكيفية إعدادها في وزارة المالية.
وأكد الفقيه في اعترافاته أن الجانب الأمريكي ركز على استهداف العملة الوطنية، من خلال تكليفه بجمع المعلومات حول العملة الجديدة بهدف إضعاف العملة اليمنية.
استهداف الزراعة
وحسب بيان الأجهزة الأمنية واعترافات الخلايا التجسسية، فقد عمدت أمريكا وإسرائيل عن طريق جواسيسهما داخل اليمن إلى ممارسة أدوار تخريبية تستهدف القطاع الزراعي، من خلال التركيز على إفشال الأعمال المنوطة والهيئات البحثية الزراعية، ومراكز إكثار البذور، وجندت عدداً من الجواسيس بوزارة الزراعة للعمل على نشر الآفات الزراعية، والسعي لضرب واستهداف الإنتاج المحلي تنفيذا للمخططات أمريكية، وتمرير سياسات محبطة للمزارعين، ومغرية لاستيراد المنتجات الحيوانية والزراعية من الأسواق الأجنبية.
الوكالة الأمريكية
وبحسب اعترافات الجاسوس عامر الأغبري حول الاستهداف الممنهج للقطاع الزراعي، فقد تم استجلاب عشرات الآلاف من شتلات الفاكهة المطعمة والموبوءة بالأمراض الحشرية والآفات الزراعية إلى محطة جدر أو ما كانت تعرف بمزرعة العرة.
واعترف الجاسوس الأغبري أن الوكالة الأمريكية عملت على جلب أصناف مختلفة من الشتلات الموبوءة الأمريكية والإسرائيلية عبر مشروع تحسين البستنة.
الجاسوس الأغبري أكد أنه كان هناك تنسيق حثيث بين مشاريع الوكالة الأمريكية والمشاريع البريطانية والهولندية في عملية ضرب المحاصيل النقدية.
ووفقاً لاعترافات الجاسوس الأغبري، فقد عمل في مشروع الموارد البيئية التابع للأمم المتحدة وكانت الأنشطة البارزة حينها هي إيجاد الثغرات عند إنشاء الحواجز المائية.
ووفقاً لاعترافات الجاسوس الأغبري أيضاً، فإن استهداف الثروة الحيوانية شمل إصدار شهادات صحية لقطعان الماشية المستوردة وهو ما أدى لنشر الأمراض الحيوانية.
النمو الاقتصادي
فيما اكد الجاسوس الهمداني في اعترافاته أن قطاع النمو الاقتصادي والزراعي في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عمل على استهداف الثروة الحيوانية بشكل ممنهج، والتي كان منها تطعيم الحيوانات ضد الأمراض التي كانت تصيبها وتسبب وفاتها، لكن النتائج كانت تأتي عكسية تماما..!
وأشار الجاسوس الهمداني إلى أن الأمراض في الحيوانات كانت تنتشر عبر التطعيم واللقاحات التي أشرفت عليها وموَّلتها الوكالة الأمريكية للتنمية.
وأضاف الجاسوس الهمداني في اعترافاته: أن استهداف الأسر الفقيرة المعتمدة على صيد الأسماك والدواجن عبر مشاريع ظاهرها تقديم المساعدات كان من أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية، وأنه نتيجة الإخلال بعملية إنشاء الحواجز المائية وثقت عمليات انجراف للأراضي الزراعية في مديريات من محافظة شبوة.
مخططات تدميرية
وتمكنت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية لعقود، من التأثير على صانعي القرار، واختراق سلطات الدولة، وتمرير القرارات والقوانين التي تخدم المصالح والأجندة الصهيونية الأمريكية.
كما نفذت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية -وفقاً لبيان الأجهزة الأمنية- مخططات تدميرية للعملية التعليمية بكل مكوناتها، وإفشال دورها الهادف، وفصل التعليم عن البناء والتنمية.
وبعد انتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة، ومغادرة السفارة الأمريكية من العاصمة صنعاء، استمرت شبكة التجسس الأمريكية -الإسرائيلية في تنفيذ أدوار تخريبية متعددة، وجمعت لأجهزة المخابرات الأمريكية -الإسرائيلية معلومات محدودة التداول عن الموازنة العامة للدولة، والخطط والسياسات المعتمدة لحكومة الإنقاذ، وسعت لكشف مصادر التمويل للجبهات العسكرية لأجهزة مخابرات معادية وفقا لاعترافات الخلايا التجسسية.
وبحسب بيان الأجهزة الأمنية، فقد امتدت أعمال أجهزة العدو الأمريكية والصهيونية وخلاياه التجسسية والتخريبية إلى أغلب نواحي الحياة، ولامس ضررها الإنسان اليمني في مختلف المناطق والفئات والمجالات، وتراكمت آثارها على مدى عقود من الزمن، وكانت هذه الخلايا الذراع الرئيسية لتنفيذ مخططات الأعداء في إهلاك الحرث والنسل، وضرب قيم وأخلاق المجتمع، وتدمير مؤسسات الدولة اليمنية، وضرب اقتصادها، ونهب خيراتها، وإعاقة أي جهود للإصلاح والتغيير.