شهادات تروي لـ"الثورة  " الترويع والخطف والمداهمات الليلية التي يقوم بها المرتزقة في المخيمات وتكشف عن اختطاف عشرات النساء وإخفائهن

مرتزقة العدوان يتخذون النازحين دروعاً بشرية حول مدينة مارب لوقف عمليات تحريرها من قطعان الإرهاب

مصادر لـ” الثورة “: مئات المرتزقة وضباط سعوديون تمركزوا خلال اليومين الماضيين وسط المخيمات وأجبروا النازحين على البقاء لاستخدامهم كرهائن 
مصادر عسكرية تُحذّر من إقدام مرتزقة العدوان بإشراف السعوديين على ارتكاب جرائم ومجلس الشؤون الإنسانية يدعو لتحرك أممي عاجل
نازح: حرموا النازحين الذين حاولوا الخروج إلى أماكن بعيدة من المساعدات الإنسانية وأجبروهم على العودة ليكونوا رهائن لديهم

الثورة / مارب/ خاص

يواصل مرتزقة العدوان السعودي نصب المدافع والرشاشات وتخزين الأسلحة وسط مخيمات اللاجئين حول مدينة مارب ، ومنذ يومين وصل ضباط سعوديون وعشرات المقاتلين المرتزقة إلى المخيمات التي تقع حول المدينة وقاموا بإجبار النازحين على البقاء فيها لاستخدامهم رهائن ودروعا بشرية ، وبالتزامن نفذوا حملات مداهمة واسعة على مخيمات النازحين واختطاف العشرات منهم خلال اليومين الماضيين.
وأفادت مصادر محلية لـ”الثورة” ليلة أمس، بأن مرتزقة العدوان السعودي وبعد حصارها لمخيم صنعاء ومخيمات أخرى قرب مدينة مارب ، أقدمت على تنفيذ حملات مداهمة واسعة داخل المخيمات واختطفت العشرات من قاطنيه بينهم نساء بذرائع مختلفة واقتادتهم إلى جهة مجهولة ، وأشارت المصادر إلى أن مليشيا “المرتزقة” قامت منذ أيام بإيصال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى داخل المخيمات الذي يعيش قاطنوها ظروفا مأساوية تنذر بكارثة إنسانية، بعدما حولها مرتزقة العدوان إلى أماكن للتمركز والقتال والمواجهة ، ومنعوا النازحين من مغادرتها إلى مناطق آمنة ليستخدموهم دروعا بشرية ، فضلاً عن منع المرتزقة القاطنين في المخيمات من الحركة داخل المخيمات وترهيبهم وسجن بعضهم.
وكان العشرات من مسلحي مرتزقة العدوان ومعهم ضباط سعوديون بدأوا منذ أيام الانتشار داخل المخيمات التي يتواجد فيها النازحون قرب مدينة مارب ، وقاموا بإنشاء متارس ومخازن أسلحة وأقاموا 15 حاجزاً مسلحاً حولها ، وتنفيذ عمليات اختطاف واسعة في المخيم لكل من يطالب السماح بالمغادرة.
إلى ذلك أكدت مصادر ميدانية متطابقة، استمرار مرتزقة العدوان السعودي في مارب «عناصر ومليشيا حزب الإصلاح، الإخوان المسلمين» في حرمان أعداد كبيرة من النازحين من المساعدات الإنسانية بعدما طلبوا الخروج من المخيمات التي حولها المرتزقة إلى معسكرات ومتارس وثكنات عسكرية ، مشيرة إلى أنه يتم منع النازحين من مغادرة المخيمات إلى أماكن بعيدة عن المواجهات واحتجازهم رهائن فيها ، وأن المرتزقة يستخدمون النازحين دروعا بشرية ، ويقومون بتخزين الأسلحة وينصبون المدافع والقناصات ويحفرون متارس وثكنات.
وتكشف المصادر، أن مرتزقة العدوان قاموا خلال اليومين الماضيين بحشد أعداد كبيرة من التعزيزات العسكرية والمقاتلين إلى المخيمات التي يتواجد فيها نازحون ، بعد اقتراب المعارك الجارية منها ، محذرة من سعي العدوان ومرتزقته في استخدام النازحين كدروع بشرية.
وقبل أيام نشر الناشط طارق العواضي (شقيق القيادي المرتزق ياسر العواضي) مقطع فيديو يظهر تمركز عدد من الجنود والآليات العسكرية التابعة لمرتزقة العدوان بالقرب من إحدى مخيمات النازحين في مارب ، فيما أفادت المصادر الميدانية أن مدافع ورشاشات وصواريخ محمولة ، ومقاتلين، يتمركزون في هذه المخيمات منذ 20 يوما.
وأشارت المصادر إلى أن مرتزقة العدوان السعودي – الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى مقاتلين من القاعدة وداعش- قاموا بنصب مدافع ورشاشات داخل مخيمات النازحين قرب مدينة مارب ، ومنذ أيام قاموا بالتمركز فيها والتعزيز بقوات كبيرة إلى أوساطها ، وهو الأمر الذي أثار مخاوف النازحين ودفعهم إلى محاولة الانتقال والخروج منها ، لكنهم أجبروا على البقاء تحت التهديد بالسجن والقتل، وقالت المصادر: إن مرتزقة العدوان يبتزون النازحين ويقمعونهم بطريقة وحشية ويستخدمونهم رهائن ويحرمون من يحاول النجاة من تلقي الدعم الإنساني.
وأكدت المصادر للثورة أن المرتزقة يمنعون النازحين من مغادرة المخيمات، ويقومون باختطاف من يطالبون السماح لهم بالمغادرة ويستولون على المساعدات الإنسانية التي تقدم لهم.
وكانت مصادر عسكرية حذّرت من قيام المرتزقة والجماعات الإرهابية بمنع النازحين في مخيمات مارب من الخروج والانتقال إلى أماكن بعيدة عن المدافع والرشاشات والقوات التي تتمركز في وسط المخيمات ، واحتجازهم رهائن ودروعاً بشرية ، وهو ما حذر منه مجلس الشؤون الإنسانية منتقدا تجاهل الهجرة والمنظمات الأممية وبعض الدول لهذه الممارسات التي تمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
وفي هذا السياق، أفاد نازح يقيم في مخيم صنعاء – الواقع قرب مدينة مارب، طلب عدم الكشف عن اسمه -بأن المرتزقة قاموا خلال اليومين الأخيرين بإجبار نازحين – سبق لهم مغادرة المخيم إلى أماكن آمنة – على العودة إلى المخيم بالتزامن مع اقتراب المعارك منه ، مؤكدا مشاهدته ضباطاً سعوديين وفرقاً قتالية وأسلحة ومعدات في أوساط المخيمات التي يقيم فيها النازحون وسط الرمال ، وتطابقت مصادر عسكرية مع ما تحدث به المصدر، مؤكدة أنها رصدت خلال الأسبوعين الماضيين تحركات مريبة لمليشيا الإخوانج الارتزاقية داخل مخيم النازحين، ولفتت إلى أنها رصدت وجودا عسكريا لمجموعة ضباط سعوديين وفرق تصوير داخل مخيم صنعاء للنازحين.
وأظهر فيديو نشره ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام، قيام مرتزقة العدوان بتخزين كميات كبيرة من الأسلحة في أوساط مخيمات النازحين ، كما رصدت المعلومات العسكرية وصول ضباط سعوديين إلى مخيمات النازحين قرب مدينة مارب قبل أيام إلى جانب قوات عسكرية كبيرة.
مصادر عسكرية حذرت مما تخطط له مليشيا العدوان والمرتزقة لارتكاب مجزرة بحق النازحين ، ولم تستبعد لجوءها إلى ارتكاب مجازر بحقهم وتصفيات وانتهاكات مروعة بهدف تحريض الرأي العام واستثارته ضد الجيش واللجان الشعبية ، وذكرت المصادر بما كانت تفعله الجماعات الإرهابية في سوريا من مسرحيات وفبركات وممارسات بحق النازحين والأهالي ، ولم تستبعد في الأثناء لجوء المليشيات والضباط السعوديين إلى ارتكاب مجزرة بحق النازحين وتسويقها إعلاميا عبر قنواتهم ضمن النشاط الدعائي التضليلي على الجيش واللجان الشعبية، بهدف الضغط من أجل وقف تحرير مارب ، وهو الأمر الذي تتقنه جماعة الإخوان المسلمين في كل حروبها في سوريا وفي اليمن وفي أكثر من بلد.
عدد من النازحين تواصلوا مع :الثورة” يوم أمس وأكدوا أن عناصر تسمي نفسها «إدارة المخيمات» تنتمي إلى حزب الإصلاح تمارس ترهيبا وتهديدا متواصلا على النازحين ، وتقوم بسجن من يحاول المغادرة وترهيب من يطالب السماح له بذلك ، وأكدوا قيامها باعتقال وسجن الكثير من النازحين على خلفية مطالبتهم بإتاحة المجال أمام أسرهم لتغادر المخيمات إلى مناطق آمنة.
وأشاروا إلى أن «المليشيات الإخوانية التي تقاتل بإشراف السعوديين» سبق وأن سمحت قبل أسبوعين للعشرات من النازحين بمغادرة المخيم، لكنها أجبرتهم على ترك أغراضهم في المخيم ، ثم أعادتهم بعد 20 يوما إليه مرة أخرى ، ولفتوا إلى أن الهدف كان يتمثل في توفير أماكن إقامة لمقاتلين جلبوا إلى المخيمات ، مؤكدين أن مغادرة النازحين وقتذاك زامن وصول تعزيزات عسكرية وعشرات المقاتلين إلى المخيم والذين ما زالوا فيه حتى اليوم.
فيما أفاد أحد النازحين – طلب عدم الكشف عن هويته – أنه شاهد لدى عودته لأخذ أدواته – مع عدد آخر من النازحين – وجود فرق تصوير داخل المخيمات ، ولم يستبعد أن فرق التصوير تقوم بتصوير مشاهد مفبركة ليتم استخدامها في الإعلام، كما حدث في سوريا حينما لجأت الجماعات الإرهابية إلى فبركة مشاهد تلفزيونية وبثها على أنها من جرائم النظام السوري ، وفي أوقات كثيرة قامت بتصفية مواطنين ونازحين وتصويرهم على أنهم ضحايا لقصف الجيش السوري.
ويشير النازح إلى أنه وبعد 20 يوماً من إجلائهم، عادت قوات المرتزقة وأجبرتهم على العودة إلى المخيم، حيث يقول: «لا أحد منا يرغب في أن يكون جزءا من لعبة الحرب، نحن فررنا إلى هنا لنكون بعيدين ولا نريد أن نكون اليوم في وسط القتال ، ولا نعلم هدف هؤلاء في مارب من إخراجنا قبل 20 يوما واحتجاز أدواتنا ، ومن ثم إجبارنا على العودة ، وأضاف : من يرفض العودة يهدد بالزج في السجون»
محمد عبدالسلام – رئيس الوفد الوطني – أكد أن مرتزقة العدوان وعناصر القاعدة وداعش يتمترسون بمخيمات النازحين في مارب ، وقال عبدالسلام في تغريدة له يوم أمس،- على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”- : لانحطاط نفسياتهم مع انهيار مواقع مرتزقة العدوان في مارب ومعهم عناصر القاعدة وداعش، يتمترسون بمخيمات النازحين ويضعونهم في المقدمة لحماية المعسكرات” ، وحمّل تحالف العدوان والمرتزقة ومن وراءهم كامل المسؤولية عن هذا التصرف الجبان والسلوك الإجرامي الأرعن.
وكان المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، حذر في وقت سابق من استخدام تحالف العدوان ومرتزقته النازحين دروعا بشرية.. داعيا إلى فتح ممرات إنسانية آمنة لعبور المدنيين بدلا من محاولة استخدامهم كورقة ضغط على المجتمع الدولي والمنظمات بهدف وقف تقدم الجيش واللجان الشعبية وتحرير المدينة.
وحمّل المجلس الأعلى، تحالف العدوان ومرتزقته المسؤولية الجنائية حالة تعرض النازحين لأي أضرار قد تلحق بهم جراء قيام المرتزقة بتحويلهم دروعا بشرية ووضعهم في مخيمات بمناطق عسكرية تدور فيها اشتباكات أطراف مدينة مارب، مطالباً المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التدخل لوضع حد «لممارسات تحالف العدوان ومرتزقته”، وتجنيب المدنيين والنازحين ويلات وتبعات المعارك وعدم التمترس خلفهم أو استخدامهم كدروع بشرية وفتح ممرات آمنة لخروجهم وتأمينهم.
وأكد المجلس أنه يتابع الوضع عن كثب ويجري كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال كافة الأسر النازحة من مدينة مارب وتوفير جميع الاحتياجات اللازمة لهم، داعيا المنظمات الدولية إلى تكثيف الجهود والعمل مع المجلس الأعلى في سبيل توفير كافة الاحتياجات الغذائية والإيوائية اللازمة في هذا الشأن.

قد يعجبك ايضا