صفقة ترامب تشرع التطهير العرقي للشعب اليمني

 

عدنان علامه

أنهى ترامب عهده المشؤوم بتصنيف حركة أنصار الله حركة إرهابية. وجاء هذا التصنيف ضمن صفقة ومكافأة مجانية في آن للسعودية والإمارات والكيان الغاصب بعد التطبيع العلني بين الإمارات والكيان بدعم كامل من السعودية .*
فأمريكا في عهد ترامب كانت تدعم تحالف العدوان عسكرياً وسياسياً إلى أقصى الحدود. وتعتبر أمريكا شريكة أساسية في العدوان على اليمن أرضاً وشعباً، كونها وقعت عدة صفقات سلاح بمئات المليارات من الدولارات مع السعودية التي استعملتها في ارتكاب مجازر عديدة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ولا ننسى الإمارات التي توجت صفقات سلاحها بصفقة طائراتF35. وبذلك تكون أمريكا شريكة أساسية في قتل الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية. ولا بد من الإشارة بأن القوانين الأمريكية تمنع تصدير السلاح إلى أي بلد يستعمله لقتل المدنيين. وسأذكر بعض المجازر التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. فعلى سبيل المثال لا الحصر سأذكر ثلاثة مجازر وإحداها قد نفذتها أمريكا مباشرة في فج عطان – جبل نقم؛ لأن القنبلة تنقل فقط على متن طائرة شحن عملاقة لا تملكها السعودية نوع “أم. سي. 130 ويتم توجيهها والتحكم بها عبر الأقمار الصناعية :-

1 – بتاربخ 11 /05 /2015 انفجرت قنبلة ضخمة جداً في جبل نقم أدت إلى استشهاد 120 مدنياً و425 جريحاً وشمل قطر الانفجار 10 كلم أدى إلى تدمير وتضرر 23700 منزل ومنشأة والبعض قال بأنها قنبلة “نيوترونية” ولكن قوة انفجارها يوازي 11طناً من متفجرات ال T.N.T. وهذه مواصفاتها:-*
“قنبلة عصف هوائي جسيمة” من طراز “جي بي يو-43/بي”، التي تسمى كذلك “أم القنابل”. ويبلغ وزن القنبلة الأمريكية 11 طناً، والرأس المتفجر يحتوي على 8482 كلغ من المتفجرات يعادل انفجارها انفجار 11000 كلغ من التي.أن. تي. إذ يبلغ طولها 9.1 أمتار وقطرها 103 سم. وتوجه القنبلة التي صممت عام 2002، بواسطة الأقمار الصناعية وتلقى بمظلة من طائرة من طراز “أم.سي 130”.

2 – مجزرة الصالة الكبرى:-
وبتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2016، نفذت طائرات تحالف العدوان جريمة حرب بقصفها الصالة الكبرى في العاصمة اليمنية صنعاء أثناء انعقاد مأتم عزاء والد وزير الداخلية. وقد أدت المجزرة إلى استشهاد 115 شخصاً وجرح 610 أشخاص بإصابات بليغة. وكانت القنابل الذكية الموجهة بالليزر أمريكية الصنع من نوع:-
*FOR USE ON MK 82. FIN, GUIDED BOMB*

3– مجزرة باص ضحيان:-
بتاريخ 05 أيلول / سبتمبر 2018 أغارت طائرة تحالف العدوان على باص مدرسي في سوق ضحيان مما أدى إلى استشهاد 51 بينهم جميع ركاب الباص ومنهم 40 طفلاً؛ كما جرح 79 شخصاً بينهم 56 طفلا. فالقنبلة التي استهدفت الأطفال في سوق ضحيان كانت صناعة أمريكية ومن نوع MK82 الموجهة بالليزر أيضاً.
وبناء عليه وبالدليل الملموس فأن أمريكا هي أم الإرهاب وهي الراعية الرسمية له في كل انحاء العالم وفي اليمن خاصة. ولا يحق لها بتصنيف أي بلد في العالَم أو جهة أو جماعة أو أفراد وفقاً لمزاجيتها وفي غياب تعريف عالمي موحد للإرهاب.
وصرح بومبيو بتاريخ 10 يناير 2021 : “ستخطر وزارة الخارجية الكونغرس بنيتي في تصنيف جماعة أنصار الله – التي يشار إليها أحيانًا باسم الحوثيين – كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO) ، بموجب القسم 219 من قانون الهجرة والجنسية ، وككيان إرهابي عالمي مُصنف بشكل خاص (SDGT) ، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224. كما أعتزم تعيين ثلاثة من قادة أنصار الله ، عبد الملك الحوثي ، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبدالله يحيى الحكيم SDGTS. ستوفر هذه التصنيفات أدوات إضافية لمواجهة النشاط الإرهابي والإرهاب من قبل جماعة أنصار الله ، وهي جماعة مسلحة مميتة مدعومة من إيران في منطقة الخليج.
وقد صدرت بعض المواقف الدولية ولا سيما التي تتابع الشأن الإنساني الكارثي والمأساوي في اليمن لتثني بومبيو عن نيته الشيطانية وأستعرض أهمها :-

1 – موقف الأمين العام للأمم المتحدة :-
“حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطورة تصنيف الولايات المتحدة “أنصار الله” منظمة إرهابية من الناحيتين الإنسانية والسياسية، قائلاً إن اليمن يعتمد اعتمادا شبه كلي على الاستيراد لتلبية احتياجات سكانه الغذائية، معرباً عن قلقه البالغ من أن يؤدي التصنيف إلى عواقب سلبية، ولا سيما لجهة “الامتثال الزائد” من قبل التجار، في وقت يعاني اليمنيون أزمة مجاعة.

2 – موقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر:-
اعتبرت اللجنة الدولية من جهتها أن تصنيف واشنطن لـ”أنصار الله” على أنه “تنظيم إرهابي” له تداعيات مخيفة على الأوضاع الإنسانية في اليمن، مشيرة إلى أنها تشعر بالقلق إزاء “حالة الجمود” التي قد يحدثها هذا التصنيف في العمل الإنساني، ” مما يؤدي إلى عرقلته أو تأخيره”.

3 – موقف الاتحاد الأوروبي:-
الاتحاد الأوروبي قال إن هذا التصنيف “يجعل الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل شامل للصراع اليمني أكثر صعوبة”، معرباً عن “القلق بشكل خاص بشأن تأثير هذا القرار على الوضع الإنساني في اليمن الذي يواجه حالياً خطر انتشار المجاعة على نطاق واسع.
ولكن القرار كان مأخوذاً سلفاً؛ وتم تفعيله في 19 يناير وذلك “لغاية في نفس يعقوب”. فإذا دققنا جيداً في الأمر؛ فإن حركة أنصار الله طيلة سني العدوان لم يتم إتهامها بالإرهاب من قبل أمريكا. بل مدحتها وخاصة لإفراجها عن عميلين أمريكيين بين الأسرى حين تمت صفقة التبادل. فترامب أراد أن يضع العراقيل أمام بايدن، وأراد أن ينتقم في الوقت نفسه من أنصار الله الذين أذلوا فخر الصناعة الأمريكية من رادارات استشعار حديثة وبطاريات صواريخ الباتريوت. ومن جانب آخر أراد أن يعطي السعوديين والإماراتيين صك براءة من الدم اليمني الذي سفكوه طيلة سنوات العدوان، ويسمح للكيان الغاصب بالتدخل في الشأن اليمني بذرائع واهية.
وللتأكيد على التنسيق الأمريكي مع الكيان الغاصب بدأنا نسمع عويل الصهاينة المفتعل والمضخم عن التهديد اليمني للكيان الغاصب؛ لذلك سربوا للإعلام خبر نشر بطاريات صواريخ “القبة الحديدية” في إيلات.
أمام هذه المؤامرة الأمريكية الدنيئة، لا بد من الإشارة “بأن الغريق لا يخشى من البلل”. فقد واجه الشعب اليمني سياسة التجويع المقصود لإركاعه وإذلاله ؛ فأكل أوراق الشجر، وصمد صموداً أسطوريا حتى بات أكثر من 20 مليون يمني يعانون من سياسة التجويع الممنهجة. وهذه بحد ذاتها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. فتحالف العدوان يفرض حصاراً مطبقاً على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية وسط صمت الذين يذرفون دموع التماسيح على الوضع الإنساني الحالي في اليمن. ومن المفارقات أن مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي يقفون موقف المتفرج من حجز بواخر النفط والمواد الغذائية في ميناء الحديدة بالرغم من إنها حاصلة على تصاريح الأمم المتحدة.
فعلى دول تحالف العدوان أن تقرأ التاريخ جيداً، وأن تأخذ تهديدات العميد بحيى سريع على محمل الجد. وأن تعيد حساباتها. فأبو ظبي ودبي مدينتان من زجاج وقد وصلت المسيرات سابقاً إلى مطار أبو ظبي في رسالة تحذيرية. كما وصلت المسيرات إلى أهم المنشآت النفطية الاستراتيجية السعودية. فأحذرا ثورة شعب ميثاقه صرخته، ونهجه “هيهات منا الذلة”.
وإن غداً لناظره قريب

قد يعجبك ايضا