شهداؤنا العظماء طريقنا المعبَّد إلى الحرية والانتصار على الطغاة

 

إحياء ذكرى الشهيد واجب علينا لمواصلة درب هؤلاء العظماء والاهتمام بأسرهم
قوافل الشهداء مستمرة لكي تتولّد من خلالها روح العزة والكرامة
تضحيات عظيمة قدمها الشهداء وأسرهم وصلت إلى الذروة وهي التضحية بالدم والنفس والولد من اجل الوطن

قد يرحل الكثير ممن نحبهم فنبكيهم ونرثيهم ونوفيهم حقهم ،إلا الشهداء فهم الخالدون فينا وهم من يخلفون وراءهم إرثاً عظيماً وأثراً محفوراً في أعماق الأرض ومعانقاً للسماء ، من الصعب أن يمحى من قلوب الجميع وتبقى سيرتهم حية وطريقهم الذي سلكوه موضع اقتداء وقدوة لمن بعدهم يسيرون على نهجهم ويواصلون ما أبتدأوه حتى تحقيق النصر ،فهم من أرخصوا حياتهم في سبيل إعلاء كلمة الله وفي سبيل عزة وكرامة وطنهم الذي تكالبت عليه قوى الاستكبار لإخضاعه واستعباد شعبه فكانوا هم الحصن الحصين ضد أولئك الحاقدين والمحتلين ، وعهدنا لهم أن نقتفي خطاهم وسنكمل ما ابتدأوه حتى تحقيق النصر وواجبنا نحو أسرهم وأبنائهم ان نوليها كل الاهتمام ولا نجعلها تحس بإحساس الفقد أو العوز والحاجة بل نكون كلنا لهم الأب الذي فقدوه والأخ الذي رحل والإبن الذي غاب ولم يعُد.
هذا ما اكدته حرائر اليمن للهيئة النسائية لمكتب الأمانة في ذكرى الشهيد السنوية في الاستطلاع التالي:

الأسرة/ خاص

بداية تقول الأستاذة أشواق مهدي دومان :
لا يمر يوم دون شهيد ؛ ولهذا لم تجفّ دماء الشّهداء ولم تبرد في أرواحنا فلازالت تفوح مسكا ، ولكنّها ذكرى الوفاء لأولهم من غير أخير اُصطُلح وأُجْمِع بأن يُذكروا فيها روحا واحدة وفريقا واحدا وبنيانا مرصوصا واحدا ، وخُصِّص لهم موسم معين في العام لتذكرة عالم الأموات بأنّه لولا سقيا الشّهداء لتراب الأرض لما ارتوت ولما نبتت حرية تعيشونها على هذه الفانية أيامكم ومن تحبون بلا ذلة ولا هوان .
وأشارت دومان في حديثها إلى انه من هنا وجب إحياء الذكرى السنوية للشهيد ، ومن أهمية إحيائها هو السير قدما على خطاهم ، وكما ارتقوا لنعتزّ ونتكرّم ونتشرّف ؛ فقد وجب شكرهم وتذكير المنافقين المنكرين الصّامتين بتضحيات هؤلاء الشهداء بينما هؤلاء الصّامتون حقيقة كقواعد النّساء يحتفظون بكروشهم وينتظرون متى يبيض الديك فلن يلتحق أيٌّ محايد منهم بساحات الرّجولة والانتصارات على العدوّ إلّا لو باض الدّيك أو نبتت لدجاجته أسنان،،
«شهداؤنا عظماؤنا»
وتؤكد أشواق على أن الشهداء هم الذين يحيون فينا الجهاد والثبات والصمود والشموخ والأهم يحيون فينا النصر الذي ما فهمنا لغة مناجاته ومناداته لنا إلّا بهم ؛ فهم من غرسوا فينا سنابل الإيثار ومنحونا دورات مجانية فعرفنا من خلالهم معاني السخاء وأشدها وأرقاها وأصدقها وأهنأها وما دونهم فالشُّحُ والحسرة ، ولكل ما فعلوه وبذلوه الوفاء منا.
وتؤكد أشواق دومان أنه واجب علينا الوفاء لهم بمواصلة دربهم والاهتمام بأُسرهم، وكلّ وطريقته وإمكاناته في الاهتمام بأُسر هؤلاء العظماء ، والذين تسمّت مؤسسة رسمية باسمهم فقالوا « مؤسسة الشهداء « في حين قصّرت كثيرا هذه المؤسسة تجاه هؤلاء العظماء وتجاه أُسرهم.
واختتمت اشواق حديثها حول أسر الشهداء ومعاناتهم قائلة :. بعض الأسر تتقاضى مبلغا ماليا في الشهر ولا يكاد يسدّ فاقتها خاصة إذا كان شهيدها هو عائلها الوحيد ، والكثير من أبناء أسر الشهداء محرومون من ذلك الحق ، ومع ذلك لا يلتفت إليهم المجتمع كما التفت الشهداء للجميع بأرواحهم التي بلغت بارئها في ساعة رضا فكانوا هم الأحياء ولكن لا نشعر ، وكانوا وحدهم في خلود يرزقون عند ربّ العالمين عالم الغيب والشهادة ، والسّلام.
تضحياتهم سر انتصارنا
أما الدكتورة / تقية فضائل استاذ مساعد في جامعة صنعاء، نائب رئيس التحرير لمجلة اكتفاء فتحدثت قائلة : هذه الذكرى تعني لي الكثير الكثير، إنها تعني تضحيات عظيمة وصلت إلى الذروة وهي التضحية بالدم والنفس والولد من أجل وطن يعتدى عليه وشعب مستضعف يريدون إركاعه لجبروتهم ومؤامراتهم، تعني لي اننا منتصرون ﻻ محالة لأننا لم نُسلم وواجهنا بكل شجاعة وقدمنا عظماءنا من اصطفاهم الله ليكونوا مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.. وأضافت فضائل :إحياء ذكرى الشهيد أمر تستلزمه أمور كثيرة جدا منها أننا نبني ثقافة الشهادة ونرسخها لدى الشعب ونذكر على الدوام أن هذه الثقافة القرآنية حفظت لنا أرضنا وعرضنا وكرامتنا وحريتنا ودحرت المعتدي ونكلت به.
وأكدت أن احياء يوم الشهيد هو رسالة إلى العدوان ومن يقف وراءه من يهود ونصارى بأننا نمجد هذا اليوم لأنه يذكرهم على الدوام أن اليمن عصية عليهم وشعبها عزيز كريم وسيقدم الغالي والنفيس من أجل أن يبقى عظيما عبر التاريخ ولن يستعبد ويمتهن.
وأشارت إلى اننا سنستمر كذلك حتى نحقق النصر العظيم.
وتضيف د/تقية :إحياء ذكرى الشهيد تجديد للعهد مع شهدائنا بأنا سائرون على دربهم مهما طال العدوان علينا فلن نفرط في دمائهم الزكية، إن احياء ذكرى الشهيد حياة لنا ولأجيالنا التي ستدرك أهمية هذا الأمر أثر الشهداء في المجتمع كبير جدا وأهم أثر أنهم حافظوا على أمن الوطن وكرامته وحريته وجسدوا للمجتمع جزءا مهما من الدين وهو الجهاد بصورته الصحيحة وأدرك المجتمع أهمية هذا الجزء العظيم..
ذكرى غالية
بدورها الناشطة الثقافية حسينة دريب تقول: ان الذكرى السنوية للشهيد تعني لنا ذكرى من بذلوا أرواحهم لنعيش، من ايتموا أطفالهم ورملوا نساءهم ليأمن أطفالنا ونساؤنا !
وتتساءل حسينة عن أي معنى وأي قيمة اغلى من إحياء هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا ؟
وتشير الدريب إلى ان أهمية احياء هذه الذكرى تكمن في استذكار أعظم معاني البطولة والتضحية والعظمة وذلك في بذل النفس في سبيل الله تعالى دفاعا عن الأرض والعرض والمقدسات .
ونوهت في حديثها بأن الشهداء تركوا أثر العزة والكرامة والتضحية ومواجهة التطبيع والانبطاح العربي العبري والإسلامي المستسلم تحت أقدام الكيان الصهيوني الغاصب، فلولا تضحياتهم لكنا في طابور المطبعين..
وتؤكد حسينة الدريب أنه من الواجب علينا أن نواصل مسيرة جهادهم بالمضي على دربهم وإكمال ما بدأوه لتحرير كل شبر من أرضنا المحتلة .
واختتمت حسينة حديثها قائلة : واجبنا تجاه أبناء كل أسرة شهيد هو رعايتهم ومتابعة أحوالهم ماديا ودينيا وثقافيا ليبقوا هم الصورة المشرقة والإرث الذي يفتخر به الشهداء من بعدهم .
روحية الشهادة
أما الكاتبة الاعلامية منار الشامي فتقول: إن الذكرى السنوية للشهيد لا تنحصر أي أنهُ غير ممكن الحديثُ عنها من جانبٍ مُنفرد أو من زاويةٍ واحدة ، لأن النظرة قد تكون قاصرة جداً ومحدودة إثر عدم التكاملِ فيها، وما تعنيهِ هذه الذكرى هو أن يتم إحياء دم الشهيد من خلال إحياء سيرته وإحياء المبادئ التي تحرك من أجلها ، هي تعني أن لا ننسى دماء الشهداء التي بُذلت في سبيل أن نبقى نحنُ بأمان ، هي تعني زرع روحية الشهادة في الوسط القائم عليه المجتمع بحيثُ يكون النبات مُثمراً ومحصوله جيداً تنحدر من أعالية العزة والكرامة ورفع منسوب الإيمان الراسخ، والفطرة السليمة .
وتعتبر الشامي أن إحياء هذه الذكرى في غايةِ الأهمية كونها هي من تُحيي روح المسؤولية فينا ، بل هي من تعمل كدينامو مُحرك لكافة المواقف التي نتخذها والأعمال التي نتبناها، روحية الشهادة وترسيخها في أوساط المجتمع الإسلامي هي من أحوج ما تكونُ إليه هذه الأمة في الوقتِ الحرج والزمن المغربل وخصوصاً في هذه المرحلة التي نرى فيها الكثير من حُكام العرب وزعمائهم في أوائلِ الصفوف الخائنة التي طبعت مع إسرائيل فخانت دماء الشهداء كأولِ خطوة.
وتؤكد منار على أنه من الضروري أن تكون الروحية التي حملتها قوافل الشهداء مترسخة وثابتة لكي تتولد من خلالها روح العزة والكرامة، والجهاد والتضحية في أنفسنا، من قبل أن يجور الزمانُ علينا فنرى أنفسنا في الموقعِ الخاطئ وفي الوقت الغير مناسب .
أثر روحي ونفسي
ونوهت منار الشامي بأن الأثر الذي تركهُ الشهداء فينا هو أثرٌ عظيم كأدنى شيء يمكن الحديث عنهُ ، ففي كل اللحظات التي يمرُ فيها شهيد ويرتقي آخر، هناك أثر يتخلد في الجانب النفسي والروحي وفي الجانب المتجلي والحاضر ، فالجانبُ النفسي الذي ينبثق عند ارتقاء الشهداء هو تذكير يوحي للمرء بأنه كلما ارتقى شهيد كلما ثقُلت المسؤولية وتضاعف العبء وفي الجانب الحاضر فهو حافزٌ مُشجع وسبب واضح، يجعل الإنسان ينطلقُ تلقائياً من منطلقٍ مسؤول وواجبٍ مُحتم.
كما تؤكد منار على ضرورة مواصلةِ السير بدربهم وإحياء ما ساروا به وما نهجوا به هو مواصلةُ الدرب ، وهنا معنى الإحياء أن تستمر عملية الجهاد بالنفس والمال ، والدفع والبذل والتقديم والعطاء ، بل وإن مواصلة دربهم تعني أن نتحرك بحركةِ القرآن وتوجيهات أعلام الهدى وسُفن .
ذكرى عظيمة
اما وردة محمد الرميمة -طالبة في كلية الإعلام فتقول :أسبوع الشهيد والذكرى السنوية للشهيد هي ذكرى عظيمة بعظمة أصحابها، فلهم الحياة في قلوبنا وفي ضمائرنا ولهم الخلود الأبدي عند ربهم أحياء يرزقون، إنها لذكرى الشهيد الذي ضحى بروحه الطاهرة في سبيل الله وكرامة وطنيه وشعبه.
وأشارت الرميمة في حديثها إلى انه في حين تعتبر هذه الأيام ذكرى حزينة وليالي مؤلمة ومشاعر تتضارب في عمق كل أسرة قدمت فلدات أكبادها، إلا انه في الوقت نفسه هناك مشاعر تتسم بالعزة والكرامة انهم الذين كان لهم السبق في الفداء والعطاء في سبيل نصرة وطنهم وأرضهم وفي سبيل الوقوف في وجه الطغاة والمتكبرين عبيد أمريكا والصهاينة .
وتؤكد وردة في حديثها أنه في حين نحيي هذه المناسبة إنما نحييها من اجل أن تشتعل في انفسنا الروح الجهادية في مواجهة الأعداء وفيها نجدد العهد للشهداء بالمضي على ما ساروا عليه وأن نستكمل ما ابتدأوه حتى تحقيق النصر الكبير هم من أدحضوا رهانات العالم.. وتشير وردة الرميمة في حديثها إلى أنه مازال اثر تضحيات الشهداء عالقاً في أذهان الناس، وعلى الواقع حينما سطروا اعظم مشاهدَ بطوليةً في تاريخ الانتصارات ،فكل شهيد له صولات وجولات في الساحات الجهادية المختلفة والتي وصل صداها إلى العالم الذي كان يراهن بالقضاء أنصار الله وعلى إرادة الشعب اليمني والسيطرة على أرضه ومقدراته في فترة زمنية قليلة ، فباءت كل رهاناتهم بالفشل والخسران وهاهي تمر السنوات الطويلة ولازالت اليمن بيد أبنائها ولازال الشعب اليمني صامداً ويقاوم ويقدم التضحيات الكثيرة في سبيل عزته وكرامته.
مناسبة عظيمة
بدورها الإعلامية افنان السلطان تقول إن الذكرى السنوية للشهيد مناسبة عظيمة ومحطة نتزود منها العزة والكرامة فالشهداء هم من حفظوا ماء وجه هذه الأمة، والأساس من أحياء هذه المناسبة هو استذكار المواقف المشرفة لشُهدائنا العظماء والسير قدمًا على دربهم وإحياء هذه المناسبة يرسخ لنا مفهوم ثقافة الشهادة والاستشهاد.
وتضيف افنان أن هذه المناسبة ليس نحنُ من نحييها وإنما هي من تحيي فينا الحرية والإباء، فالشهداء نستذگرهم مع گِل أقتحام ومع كُل نصر يحدث في جبهاتِ الاستبسال فگل هذا هو بفضل الله وبفضلِ دمائهم الطاهرة الزگية.
عدلوا حياتنا بالكامل
ونوهت السلطان في حديثها بأن الشهداء لم يتركوا فينا أثراً فحسب بل عدلوا حياتنا بالكامل بمآثرهم الخالدة ومواقفهم المشرفة، فالشهداء هم من علمونا أن نبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل الله وفي سبيل إعلاء راية الحق حتى لو كان ذلك ببذلِ أرواحنا.
وأكدت افنان على أنه يمكننا ان نواصل مسيرة جهادهم بالسير على دربهم وأن ننهج نهجهم من خلالِ اتباع أعلام الهدى، فهم سفينة النجاة التي من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك وهوى ، فنحنُ إن لم نستطع أن نقاتل الباطل إلى حدِ الشهادة فنحنُ نستطيع أن نحمل رسالة الشهيد إلى حدِ الموت .
وأشارت افنان السلطان في ختام حديثها إلى واجبنا نحو أسر الشهداء برعايتهم وضرورة الاهتمام بهم والإحسان إليهم مشيرة إلى انهم من بذلوا فلذاتِ أكبادهم في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الأرضِ والعرض وهم من بنوا لبنات العزة والحرية فگل أسرة قدمت شهيدًا في سبيل الله بنت لبنة في صرح الإسلام العالي وبنيانه العظيم.
ذكرى بين الألم والفرح
بدورها الناشطة الثقافية «أمة الاله حجر» تعتبر هذه الذكرى من أعظم الذكريات وأقدسها وأنبلها، مشيرة إلى أننا نتذكر فيها التضحيات والإقدام والبذل للجهود على أعلى مستوى حتى اختصهم الله إلى جواره وبمعية الأنبياء والصديقين والصالحين.
ونوهت في حديثها بأن هذه الذكرى الأليمة الموجعة لأبناء الشهداء ولأمهات الشهداء ولأخوات الشهداء والمفرحة لهم في نفس الوقت، وتشير أمة الاله إلى أن الجانب المؤلم فيها هو لأنهم فقدوا عائلهم وقريبهم وصديقهم ومن كان يحن عليهم ،
واما الجانب المفرح فتقول لأنهم عرفوا مكانتهم عند الله سبحانه وتعالى وعند خلقه وأنهم ليسوا كبقية الأموات بل هم أحياء عند ربهم يرزقون.
وأضافت حجر : أن هذه الذكرى تمدنا بالصبر والعمل في سبيل الله والاقتداء بهم حتى نصل إلى مرتبة قريبة منهم .
وأشارت أمة الاله إلى أنه لعظمة هذه الذكرى وأصحابها فقد خصص فيها سيدي ومولاي عبدالملك أسبوعا لكي نتفقد أسرهم وذويهم حتى لا ننسى أعظم التضحيات والبذل الذي قدموه في سبيل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، مؤكدة ان السيد القائد يحثنا طوال العام على تفقد اسر الشهداء والوقوف الى جانبهم حتى نستمد من هؤلاء العظماء الصبر والعون ونتعرف أكثر على عظمة المعية الإلهية التي يخص بها الله أسر الشهداء ، وتقول أمة الآله ان الدولة قد خصصت مؤسسة لرعاية أسر من فقدوا أحباءهم وهذا كان استجابة لتوجيهات العلم.
عظمة التضحيات
الإعلامية غيداء صدر الدين تبدأ حديثها قائلة : بدايةً نهدي شهداءنا العظماء أجل وأزكى السلام ، الأحياء العظماء الذين سطروا ملاحم قد يخالها قارئ من زمن بعيد أنها بمثابة أسطورة أو عبارة عن قصة حاك فصولها كاتب محترف.
إن البطولات التي أفضت لرحيلهم إلى السماء حقيقية جداً وعظيمة كما يجب للعظمة أن توصف ، فهؤلاء الذين تزين صورهم مدننا وجدران منازلنا ومداخل حاراتنا وقُرانا أهلٌ لما بلغوه من مكانة ، وتقول غيداء: إن الشهادة هي اصطفاء وقد فاز بها من أخلص نيته وعمله لله تعالى قولاً وفعلاً.
وأضافت أن شهداءنا العظماء، محاربينا الصناديد سابقاً واجهوا أقذر عدوان عرفته البشرية ، فأن يتصدى الطهر كله للقبح كله، هنا يكمن جهاد من نوع آخر مختلف تماماً عن فكرة السلام والنزال في ساحة الحرب ، فهم هنا قد وضعوا قيمهم ومبادئهم في الصف الأول للمعركة.
وتضيف صدر الدين : لقد صنع شهداؤنا منهجاً عظيماً ووعياً كاملاً ومنهاجاً سوياً وواضحاً لأمة بأكملها ،
وأشارت صدر الدين في حديثها إلى انه منذ الأزل ، مذ سميت اليمن بمقبرة للغزاة وحتى اللحظة ونحن شعب نصفنا شهيد ونصفنا الآخر ممن ينتظر ، فماذا تعني لنا هذه الذكرى ؟!
إن شهداءنا هم العمود الفقري للنصر فلولاهم لما كانت هذه الانتصارات الجبارة التي بات العدو في رهبة واندهاش إزاءها!
ففي إحياء ذكرى الشهيد تعظيم وإعلاء لمنزلته ، فالشهيد هو الأحق بالذكر بكل ما للذكرى من معانٍ سامية ، فمن أعظم ممن يقدم روحه دون أن يسأل وهو يعلم جيداً أنها روح واحدة!!
إنه إيمانه القوي بأن ما ينتظره بعد الشهادة أعظم وأرفع شاناً من دنيا زائلة.
ونوهت غيداء بأنه في ذكرى الشهيد يجب ان نُهيئ جواً مختلفاً يحكي مناقب الشهداء ، يجب أن نربي الأجيال القادمة على أن نكون مثلهم ، أن نضع نصباً تذكارياً يحكي قصصهم ويحفر مواقفهم في ذاكرتنا وفي أوساط مجتمع بأكمله.
الشهيد محط فخر لأسرته
واعتبرت غيداء في سياق حديثها أن الشهادة أعلى مراتب الحياة بعد الموت ، والشهيد سبب لفخر أي أسرة تقدم شهيداً وتشارك في وضع لبنة من لبنات النصر المحتوم.
واضافت: إن الشهيد أيضاً فخرٌ لكل من عرفه ولكل ابن وطن بار ومحب لوطنه ، فها نحن في كل ذكرى للشهيد نجد الشعراء والأدباء في سباق للتغني بالشهيد وبطولاته العظيمة ، فالشهداء أيقونة سلام وملهمو هواجس الشعراء ، إنهم أشبه بعطر يبقى أثره فواحاً مهما طالت الذكرى ومر الزمن ، كأن الدماء التي سالت من أجسادهم الطاهرة قد رضعت ياسميناً وتربت مع الفل ، وهي أشبه أيضاً بنهر عطاؤه لا ينضب ونور مشع لا يبهت ، لذا تظهر في كل ذكرى تمر على الشهيد شمعة جديدة تنير دروب الأجيال القادمة.
وأكدت غيداء أن الشهداء قد تركوا فينا أثراً عظيماً ، وكانوا النور الساطع نحو طريق الاستقامة والفوز العظيم ، ويجب علينا جميعاً أن نسير على خطاهم زاهدين وكل ما نرجوه هو نصر يكلل جبين الوطن ويضمِّد الجراح أو شهادة في سبيل الله والوطن يرتقي من خلالها الفرد ليجاور الأنبياء والصديقين.
يبتغون مرضاة الله
وتؤكد أيضاً أن الشهيد منذ البداية التي تتقدم بها خطاه نحو ساحات الوغى لا يروم إلى التماثيل التي ستحيي ذكره ولا تهمه كلمات الرثاء التي ستقال فيه ، ولا تهز وجدانه عبارات العزاء التي ستنقل خبر رحيله ، لأنه يبتغي مرضاة الله ولكننا من منطلق المسؤولية ومن منطلق الواجب الوطني والديني نسعى لتخليدهم بالكلمات والأناشيد والقصص وإن كانت الأبجدية برمتها لا تفيهم وعظمتهم الحق الكامل ،
واختتمت غيداء صدر الدين حديثها بالقول: إن السير على خطى هؤلاء العظماء لشرف ووسام عظيم يلزمنا الاستمرار على ذات الخط وبذات الهمة والإخلاص لننال عظيم ما نالوه ، ولا ننسى أيضاً واجبنا تجاه أُسر الشهداء التي ربتت على كتف الوطن بأرواح ودماء أبنائها ، وأن نكون لهم خير معين وأن نكون آباء لأبنائهم وسنداً لكل فرد فيهم وأن لا نبخل بالمال على أهالي من جادوا علينا بدمائهم وأرواحهم.
فالسلام على الشهداء ما دامت السماوات والأرض وعلى أسر الشهداء التي نالت بجزيل عطائها عظيم المنزلة.

قد يعجبك ايضا