سياسيون ومراقبون جنوبيون في ذكرى 30 نوفمبر لـ»الثورة «: أوضاع الجنوب في ظل الاحتلال الجديد تبشر بثورة عارمة ضده

 

رشيد: ما أشبه اليوم بالبارحة محتل طامع يرفع شعارات كاذبة ومواطن مغلوب على أمره يتجرع المعاناة
الحاج: المحتل الإماراتي والسعودي حولا أبناء المحافظات الجنوبية إلى مليشيات متناحرة
كرامة للحقوق والحريات: بلغت جرائم الاحتلال في المحافظات الجنوبية خلال أقل من عام 6791 جريمة اغتيال
راوية: تفشي الأوبئة وانهيار الوضع الاقتصادي وغياب الخدمات الأساسية في المحافظات المحتلة
العمودي: ثورة طردت المحتل البريطاني وأخرى ستقتلع المحتل السعودي الإماراتي
سياسيون ومراقبون جنوبيون في ذكرى 30 نوفمبر لـ»ٹ«:
أوضاع الجنوب في ظل الاحتلال الجديد تبشر بثورة عارمة ضده

أكثر من خمسين عاما مضت على خروج المحتل البريطاني القديم من الأراضي الجنوبية للبلاد وأكثر من خمسة أعوام مرت على قدوم المحتل الإماراتي والسعودي الجديد ومثلما كان للإنجليز مرتزقة هرولوا إلى التجنيد في صفوفهم، فأحفادهم اليوم من المرتزقة يقومون بذات المهمة والارتماء إلى أحضان المحتل الطامع وبين الاحتلالين القديم والجديد يعيش المواطنون في المحافظات الجنوبية نفس المعاناة والأوضاع الصعبة التي تتمثل في انفلات أمني كبير نتج عنه جرائم كثيرة كالاغتيالات والقتل والسرقة واختطاف الفتيات كما تعيش الأراضي الجنوبية انقلابات ومواجهات المليشيات المسلحة وتردي الخدمات الأساسية ووضعاً اقتصادياً صعباً يبشر بثورة شعبية عارمة تقتلع المحتلين الجدد كتلك الثورة التي طردت المحتل البريطاني للابد في العام 1967 من القرن الماضي.
«الثورة» في الذكرى الثالثة والخمسين لـ 30 نوفمبر التقت عدداً من السياسيين والمراقبين الجنوبيين لتسليط الضوء على أوضاع المحافظات الجنوبية في ظل الاحتلال الإماراتي والسعودي الجديد.

الثورة / أحمد السعيدي

قبل الحديث عن تشابه اليوم بالبارحة في المشهد السياسي اليمني نخوض في عجالة ذكريات ثورة التحرير الاكتوبرية والنوفمبرية على لسان المناضل الذي عاصرها لحظة بلحظة وهو العقيد الركن / رشيد عبدالله الذي تحدث لـ»الثورة» في البداية فقال: « فعلا ما أشبه اليوم بالبارحة فهذه الحرب العدوانية على اليمن واحتلال واستعمار أجزاء من ارض الوطن يذكرنا وبدون شك بالعدوان والاحتلال البريطاني سابقاً وهناك جزئيات ومشاهد تكررت اليوم بنفس الأسلوب والمعطيات التي جاء بها المحتل البريطاني ونذكر على سبيل المثال أربع مظاهر مهمة استخدمها العدوان البريطاني والسعودي بنفس الأسلوب وهي الشعارات والوضع الأمني والأطماع وبداية الانهيار وسقوط المحتل والأمثلة أكثر بكثير.
فمثلا كان الجنود البريطانيون ونحن في أوج شبابنا يرفعون شعارات كاذبة واستهلاكية كالتي ترفعها دول العدوان اليوم فكان البريطانيون يرفعون شعار مساندة اليمنيين البسطاء وتنظيم حياتهم وبناء وتطوير دولتهم، ولا زلت أتذكر ذلك الشعار الذي علقه الاحتلال البريطاني عند قلعة صيرة والذي يحمل عنوان « ستتعبون اليوم لكنكم سترتاحون غدا، وتنعمون بدولة تحقق رغباتكم « وكان الهدف من هذا الشعار تخدير المواطنين واستغلال طيبة قلوبهم ليستمروا في العمل عبيداً تحت أقدام المحتل البريطاني، وها هي اليوم ترفع نفس الشعارات من قبل التحالف العدواني فهو يقول إنه جاء من اجل اليمنيين لإعادة شرعيتهم وتخليصهم، حسب قولهم، من المليشيات الحوثية، أما الجزئية الثانية التي توافق عليها المحتلون فقد قمت أنا وأسرتي قبل شهرين بمغادرة صنعاء والتوجه إلى عدن محاولا الاستقرار هناك حيث لي منزل وأهل وأصدقاء فيها ولكني عدت إلى صنعاء بعد شهر فقط لأني لم استطع العيش هناك فعدن لا صوت يعلو فيها على صوت المحتل الإماراتي الذي يعبث بالمدينة وتكاد أعلامه وصور قياداته تملأ شوارع المدينة وكأنها إمارة إماراتية وتنتشر مليشياته مككممة أفواه الناس إضافة إلى اعتقالهم وتزايد عدد السجون السرية، بالإضافة إلى عمليات الاغتيال التي يديرونها ضد خصومهم ومن خالفهم وهذا الوضع تماما يذكرني بسنوات الاحتلال البريطاني حيث كانوا يمتلكون 74 سجناً ومعتقلاً في المحافظات الجنوبية وكانوا يفرضون حظر التجوال ويعتقلون أي مواطن يخرج بعد صلاة العشاء، أما عن الأطماع فحِّدث ولا حرج، فلا يكاد يخفى على العالم اليوم الأطماع السعودية الإمارتية في اليمن، فقد تقاسموا بكل بجاحة وافتضاح الموارد اليمنية وجعلوا أبناء اليمن المرتزقة عبيدا بالأجر الزهيد في أوطانهم، وذلك يستوجب على الأحرار اليوم أن يعرفوا بيد من موانئ ومطارات المحافظات المحررة -حسب قولهم- والمشتقات النفطية وغيرها الكثير والكثير، والممر النفطي الذي سيمر من المهرة إلى السعودية خير الشواهد والدلائل، بالإضافة إلى قرارات التعيين والإقصاء الحكومية التي يعتبرها البعض شرعية للجمهورية اليمنية مع أنها تأتي من السعودية والإمارات ومن لا يتملق لهم يغرد بدون مقدمات خارج السرب، وهذا يذكرني بما كان يحدث في المحافظات الجنوبية أيام الاحتلال البريطاني الذي كان يكتشف الحقول النفطية وينهب ثروات ومقدرات البلاد لسنوات طويلة، أما الأمر الأخير الذي يتشابه فيه عدوان واحتلال الأمس واليوم وهو بداية النهاية والسقوط المدوي الذي يسبقه سقوط أخلاقي ودولي فاضح فمملكة آل سعود تترنح يمينا وشمالا وتعيش حالة من التخبط والتهكم العربي والعالمي عليها وترى نفسها في مأزق كبير بعد الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها ضد أطفال ونساء اليمن ورصدتها كاميرات العالم، وكذلك كان الاحتلال البريطاني بعد اندلاع الثورة ضده ليحصد الخذلان والهزيمة النفسية والمعنوية التي لا شك أنها تلوح في الأفق اليوم في وجه حكام دول العدوان،لكن صمود وبسالة ووعي اليمنيين هو اللعنة التي ستطاردهم إلى الأبد، وهكذا تتشابه عقول وأفعال المحتلين أينما وجدوا «
انفلات أمني
أصبح لا يخفى على أحد ما تعيشه المحافظات الجنوبية المحتلة من انفلات أمني كبير تسبب في انتشار الجماعات التكفيرية المدعومة من تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم وانتشار الجريمة بكافة أنواعها في تلك المحافظات لاسيما العاصمة الاقتصادية عدن، وقد عرضت منظمة «كرامة للحقوق والحريات « تقريراً حقوقياً حول جرائم دول الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواتها في المحافظات الجنوبية خلال الفترة من يناير 2019م حتى سبتمبر 2020م حيث أوضح التقرير أن دول الاحتلال وأدواتها ارتكبت خلال تلك الفترة 679 محاولة اغتيال قتل فيها 307 أشخاص وأصيب 372 شخصاً، فيما سُجّلت 16 عملية إعدام وذبح للضحايا، ووفقاً للتقرير فقد احتلت جرائم الاغتيالات المرتبة الأولى بنسبة 18.5 %، وجاءت جرائم محاولات الاغتيالات في المرتبة الثانية بنسبة 12.9 %، فيما احتلت جرائم السطو على الممتلكات العامة والخاصة المرتبة الثالثة بنسبة 11.7 %.ولفت إلى أن الجرائم التي مارستها المليشيات ضد محتجين والتي تباينت بين الاعتداء بالهراوات والرصاص الحي في عدن والمكلا على خلفية تدهور الخدمات العامة جاءت في المرتبة الرابعة بنسبة 11.2 %، فيما احتلت الاشتباكات المسلحة التي طالت أحياء سكنية المرتبة الخامسة بنسبة 11.1 %. وبحسب التقرير بلغت جرائم الاعتداءات المسلحة على المواطنين نسبة 9.8 %، فيما بلغت نسبة جرائم الشروع في القتل 5.5 %من إجمالي الجرائم المرصودة. وبلغت نسبة جرائم الاعتداء على منازل المواطنين ومداهمتها بالقوة 5.5 %، وجرائم التفجيرات 4.3 %، والاختطاف 3.1 %، واستثنى التقرير المواجهات المسلحة التي تشهدها محافظة أبين بين مليشيات الانتقالي والإصلاح كونها تتجدد بصورة شبه يومية دون توقف منذ أشهر، ووصل الانفلات الأمني إلى ذروته باختطاف الفتيات الذي ظهر مؤخرا في عدن، فقد أعلنت وسائل إعلام تابعة لقوى العدوان إن عدداً من الفتيات اختفين بعد خروجهن من منازلهن ومن تلك الفتيات فتاة تدعى “ولاء” من حي القاهرة والتي لم تعد حتى الآن، وذلك بعد يومين من اختفاء الفتاة“عبير” التي لا يزال مصيرها مجهولا حتى اللحظة، وقد أوردت مواقع تابعة للمرتزقة مقطعا صوتيا لشقيقة الفتاة “ولاء” وهي تشرح ما حدث لشقيقتها، حيث قالت إنها بعد مدة من اختفائها تلقت رسالة من هاتف “ولاء” كتب فيها الخاطفون أنهم قتلوها وأحرقوها، ولم ترد أي معلومات أو تفاصيل أخرى.
انقلابات ومواجهات مسلحة
ومن المعلوم أن دول الاحتلال والعدوان السعودي الإماراتي عملت على ضرب السِّلم الاجتماعي وتغذية الصراعات المسلحة بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي ليتسنى لها تمرير مخططاتها الاستعمارية في المحافظات الجنوبية المحتلة بأيادي مليشيات محلية موالية لها.
الدكتور / لبيب الحاج – رئيس مؤسسة الشفافية للحقوق الانسانية في عدن- تحدث فقال: « لقد تصاعدت وتيرة المواجهات العسكرية بين ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات وقوات ما تسمى «الشرعية» المسنودة من السعودية في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة خاصة سقطرى وأبين وتجددت بشكل عنيف هذه الأيام ونحن نعيش ذكرى التحرر من الاستعمار البريطاني في محافظة أبين.. المواجهات بين مليشيا المجلس الانتقالي وقوات ما تسمى الشرعية في منطقتي الشيخ سالم والطرية وزنجبار استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وخلَّفت قتلى وجرحى، حيث قصفت مدفعية الطرفين منازل المواطنين، وسط مناشدات من السكان بإنقاذهم وحماية أرواحهم وممتلكاتهم من عبث قوى العدوان، ويحدث ذلك أمام أعين القوات السعودية التي لم تحرك أي ساكن إزاء ذلك القصف العنيف رغم قربها من أماكن تمركزهم كما كان دورهم سابقا في جزيرة سقطرى التي طالب أبناؤها برحيل التحالف السعودي الإماراتي الذي تكشفت أهدافه وأطماعه في السيطرة على الجزر والممرات المائية الاستراتيجية وعدم اكتراثه بمعاناة المواطنين،لتستمر الاشتباكات المسلحة في أبين منذ منتصف مايو الماضي بعد رفض ميليشيا الانتقالي الانسحاب من مدينة زنجبار «مركز المحافظة» مشترطةً مقابل ذلك انسحاب وحدات من قوات ما تسمى «الشرعية» من مدينة شقرة المحاذية لمدينة زنجبار»
اما عن دلالة هذه المواجهات فيضيف الدكتور الحاج: « البيانات والتصريحات الصادرة عن الأطراف المتصارعة كشفت عن وجه آخر لاحتقان آخذ في التصاعد يشير إلى تصدّعات بين دولتي العدوان السعودية والإمارات واحتمال اندلاع معارك ومواجهات عسكرية في كافة المناطق المحتلة بالوكالة خصوصاً عقب إعلان الانتقالي حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية أواخر أبريل الماضي، وإثر ذلك الإعلان شهدت مدينة عدن «انتشاراً مكثفاً» لقوات أمنية وعسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وأعلن المجلس السيطرة على المؤسسات والمرافق الحكومية في محافظة عدن، فضلاً عن موانئ عدن ومطارها الدولي، إلى جانب نهب مليارات الريالات من العملة المطبوعة في الخارج.
وبالنسبة للانقلابات بين مليشيات المرتزقة يواصل الدكتور الحاج: «يُعتبر هذا هو الانقلاب الثالث الذي يعلنه الانفصاليون المدعومون من الإمارات، حيث دعمت أبوظبي في الرابع من مايو 2017م، ما أُطلق عليه «إعلان عدن التاريخي»، والذي جاء كرد فعل على إقالة هادي محافظ عدن الأسبق عيدروس الزبيدي.. وفي أغسطس 2019م، انقلب المجلس الانتقالي للمرة الثانية بعد إعلان «التعبئة العامة» ودعوة أنصاره لمحاصرة قصر معاشيق الرئاسي، حيث تم اجتياحه والسيطرة على المعسكرات وطرد وزراء ما تسمى الشرعية من عدن والمحافظات المحتلة الأخرى التي تشهد انقسامات عميقة بين قوى العدوان إذ لم تعد الأوضاع خافية على أحد، فليست هناك قوة بعينها تسيطر على هذه المحافظات وتعثر تنفيذ ما يسمى «اتفاق الرياض» بين قوى العدوان، عقب مواجهات أغسطس 2019م، خاصة البنود المتعلقة بالجانب العسكري، وتبادل الطرفان الاتهامات بعدم الالتزام بتطبيق الاتفاق لذلك تصبح هذه التطورات الميدانية والعسكرية في المحافظات الجنوبية خاصة عدن تلقي بظلالها السلبية والخطيرة على أوضاع ومعيشة المواطنين، حيث أن المحتل وأدواته يصّعدون وبصورة هستيرية من الأوضاع العسكرية والقتالية والزج بأبناء المحافظات الجنوبية في صراعات وحروب عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سوى أن توقد بنيرانها دماء وأشلاء اليمنيين المنهكين من الحروب والأوبئة والأمراض التي تغرق فيها المحافظات المحتلة نتيجة تدني وغياب الخدمات الأساسية وانهيار النظام الصحي والاقتصادي.
والخلاصة أن المحتل يريد أن تظل المحافظات الجنوبية غارقة في الحروب والصراعات الداخلية ليتسنى له استكمال مخططه التدميري ونهب الثروات وصرف النظر بعيداً عن تحركاته المريبة في المناطق المحتلة وتمكينه من استكمال بسط نفوذه على البلاد.. ورسالتي للجنوبيين هي: الحذر من نتائج الاقتتال بين فصائل المرتزقة في المحافظات الجنوبية المحتلة وآثارها على حياة وواقع المواطنين، واستشعار مدى فداحة الوضع الذي تعيشه تلك المحافظات وأبناؤها في ظل صراعات المرتزقة وحروب تمهد للعدو تدمير اليمن الحبيب، وليعلم أبناء محافظات سقطرى أن الاحتلال الإماراتي السعوديّ يريد أن يجعلَ من جزيرة سقطرى قاعدةً عسكريّةً ومنشأة استخباراتية تعمل من أجل خدمة الصهاينة والأمريكان»
تردي الخدمات:
ولا يختلف الوضع الخدمي والمعيشي في المحافظات الجنوبية المحتلة عن الوضع الأمني، حيث يعيش المواطنون أوضاعا إنسانية ومعاناة مستمرة نتيجة تدهور الخدمات الأساسية وغياب للدور الحكومي فيها..
الأخ وسيم أبو راوية – ناشط حقوقي نقل لـ»الثورة» الوضع الخدمي من عدن على لسان عدد من المواطنين حيث قال:
« اختتمنا الشهر المنصرم إعداد تقرير حقوقي يتضمن استفتاء شعبياً لتقييم الوضع الخدمي للمواطنين في محافظة عدن باعتبارها نموذجاً وواجهة المحافظات التي تسيطر عليها قوات التحالف وبدلا من أن يسعى التحالف، إلى دعمها وتوفير الخدمات الأساسية فيها ليكسب ود اليمنيين ويثق الناس به، لكننا وجدنا أوضاعاً إنسانية صعبة وغياب أبسط الخدمات الأساسية التي يحتاجها أي مواطن في أي دولة في العالم هذا بعد أن شهدت محافظة عدن والمحافظات الجنوبية احتجاجات واسعة على تردي الخدمات الأساسية طالب المحتجون فيها بتحسين خدمات الكهرباء والماء والخدمات الطبية، كما شهدت العملة المحلية تدهورا كبيرا نتج عنه انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين الذين تحدثوا في البداية عن انهيار منظومة القطاع الصحي، حيث عجزت الجهات المسؤولة عن العمل على انتشال المدينة من المأساة التي تعيشها جراء تفشي الأمراض والأوبئة في تلك المحافظات خاصة مع وباء كورونا وانتشار مقابر جماعية للوفيات بهذا الوباء والحروب بصورة غير قانونية ومؤلمة، وقد عانى المواطنون من انتشار الأوبئة نتيجة الفيضانات التي ضربت المدينة سابقا.
واشتكى مواطنون آخرون من انهيار الوضع الاقتصادي بسبب تعمد العدوان قطع رواتب الموظفين، كما شهدت العملة المحلية تدهورا كارثيا رافقه ارتفاع في أسعار المواد الغذائية مما سبب عجز المواطنين عن شراء الاحتياجات الضرورية والاساسية
هذا وتعيش محافظة عدن بحسب مواطنين ما بين الحين والآخر أزمات خانقة في المشتقات النفطية بينما مصافي عدن تقع تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي الذي عمد إلى إيقاف الموانئ اليمنية وتعطيلها لصالح موانئ دبي لتنفيذ سياسةَ تدمير ممنهجة في ميناء عدن وفي موانئ الجنوب والسيطرة على منابع النفط في حضرموت وشبوة، وفي ظل التحالف تحولت الموانئ والمطارات إلى سجون سرية، وتحولت جزيرة سقطرى اليمنية إلى جزيرة محتلّة يمنع المواطن اليمني من الدخول إليها، وها هو المحتلّ الجديد يحوّلُ جزيرةَ ميّون اليمنية إلى جزيرة محتلّة تابعة له يتحكم فيها كيفما يشاء.
ولا ننسى انقطاع الكهرباء الذي اعتبره البعض مقصودا ومتزامنا مع موجات الحر الشديدة وغيرها من الخدمات التي لا تعير لها الشرعية ومن يدعمها أدنى اهتمام،نجد في ذلك استهدافاً لليمنيين بشكل عام، وخيرُ دليل على ذلك التآمر على الاقتصاد الوطني وانهيار العُملة المحلية والاستيلاء على كُــلّ موارد اليمن من النفط والغاز والضرائب والجمارك وغيرها»
سجن كبير
يحتفلُ اليمنيون بذكرى الاستقلال الثالثة والخمسين في ظل احتلال خليجي آخر أنشأ أَكْثَــر من ٢٦ سجناً سرياً في المحافظات الجنوبية واعتقل الآلاف من أبناء تلك المحافظات وينفّذ سياسة المحتلّ البريطاني لزرع الفُرقة والشتات من خلال استقطاب قبائلَ متعددة، وتوظيف الخلافات والصراعات البينية في المجتمع الجنوبي لخدمة مشروعه الاستعماري في الجنوب، فيما يعيش المواطن في تلك المحافظات- بحسب مراقبين- مساحة تكاد تكون معدومة من الحرية ويعيش أهلها من أبناء الوطن الكبير غرباء لا يستطيعون انتقاد المحتل خوفا من بطشه وممارسته تكميم أفواه أهلها، وهذا ما كان يحدث أيام الاحتلال البريطاني قبل أن يثور اليمنيون الأحرار على ذلك الاحتلال ويطردونه من بلد الإيمان والحكمة.
احتلال جديد وثورة جديدة
ومثلما كانت شرارة ثورتي أكتوبر ونوفمبر ضد الاحتلال البريطاني من جبال ردفان الأبية ربما تكون محافظة المهرة انطلاقة ثورة جديدة عارمة لتحرر الوطن من دنس الاحتلال البغيض.
ومن أبناء محافظة المهرة يقول الاستاذ نصر العمودي – كاتب « في ذكرى تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني ترسل محافظة المهرة وابناؤها الاحرار رسائل قوية للعدوان ولأبناء هذا الوطن الأحرار مفادها ان شرارة ثورة التحرر من العدوان السعودي الاماراتي ستنطلق من هذه المحافظة الابية، فقد شهدت المحافظة مؤخرا مظاهرات حاشدة واعتصامات كبيرة، رافضة للتدخل السعودي في بلادنا والتواجد في محافظة المهرة، وقد خرج المهريون عن بكرة أبيهم رافضين ومعرقلين مشروع الاطماع السعودية بمد أنبوب النفط من اليمن إلى السعودية عبر أراضيهم، في الوقت الذي تحاول فيه السعودية كسب المواطنين بتقديم المساعدات ووعود بتقديم المشروعات للمحافظة، لكن أبناء المحافظة يعرفون معنى الحرية ولا يرضون أن يكونوا عبيداً بيد التحالف، لذلك لا حل مع هذا المحتل سوى ثورة جديدة تقتلع عروشهم وتعيد اليمن حرا سعيدا كما كان سابقا».

قد يعجبك ايضا