الوجع الكبير وهمجية الانتقام

منير إسماعيل الشامي
من يتأمل موقف نظام الرياض من عملية قصف محطة أرامكو للتوزيع في جدة والتي تم استهدافها فجر يوم الاثنين الموافق 23 من نوفمبر الجاري بصاروخ من منظومة جديدة للصواريخ المجنحة هي منظومة “قدس2” يكتشف أن هذه العملية كانت ضربة قوية جدا على هذا النظام المتعجرف الغشوم، لدرجة أنها أدخلته في تخبط وأخرجته من حالة الاتزان تماما.
ربما كان يتمنى ابن سلمان أن قيادتنا لم تعلن عن هذه العملية وفي هذا التوقيت بالذات، خصوصا وقد اعتاد المهفوف ذلك من قيادتنا في عشرات العمليات النوعية التي لم تعلن عنها لحكمة لا يعلمها إلا الله وقيادتنا فقط، من ضمنها عدة عمليات بصواريخ “قدس2” المجنح -قبل الكشف عنه- وهو ما أشار إليه الناطق الرسمي العميد سريع في بيانه الصحفي عن العملية، ولو حدث ذلك ولم تعلن قيادتنا عن هذه العملية لما فقد نظام الرياض اتزانه، ولما ظهر متخبطا ومرتبكا من شدة صدمته من قدس2 المجنح.
قيادتنا الحكيمة لم تكن تهمها العملية في حد ذاتها بل وجهت بتنفيذها في هذا التوقيت لتحقق أهدافاً أخرى هي في الواقع أكثر أهمية من هدف العملية نفسها، ولذلك أعلنت عنها بعد وصول سفيرها المجنح إلى هدفه مباشرة، فحققت بذلك الأهداف الكثيرة التي كانت تريد تحقيقها بضربة واحدة كان أولها وأهمها تعرية اقوى واغنى دول العالم-دول العشرين- أمام حليفهم نظام الرياض وكشف عجزهم وعجز منظوماتهم الدفاعية التي يخدعون بها نظام الرياض الأحمق منذ ما قبل ست سنوات من جهة وتعرية نظام الرياض أمامهم من جهة أخرى وهو ما حققه قدس2 بجعلهم جميعا يقرون بالحقيقة الماثلة أمامهم والمتمثلة بعجز تكنولوجياتهم الحديثة وعجز منظوماتهم الدفاعية عن اكتشاف أسلحة الردع اليمنية الهجومية بمختلف أنواعها المجنحة والمسيرة والبالستيات الأخرى، فجميعها تصل إلى أهدافها وهم ومنظوماتهم لا يشعرون.
أما ثاني هدف حققته قيادتنا فتمثل في الرد المناسب على زيارة رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز موساده كوهين للسعودية ولقاء ابن سلمان لهما في مدينة نيوم برعاية بومبيو، عبر قدس2 المجنح الذي بلغهم الرد بكل أمانة ودقة برسالة مفهومة وواضحة من قيادتنا هي أننا لن نرضى بإسرائيل في أرض الحرمين والتطبيع سيوقف التوزيع.
ما يؤكد أن عملية قدس 2 الأخيرة كانت موجعة في هدفها وفي رسائلها وهو ما أكده النظام السعودي المجرم وعبَّر عنه يوم الجمعة بما يزيد عن إحدى وثلاثين غارة هستيرية لطيرانه الغشوم على صنعاء العاصمة والمحافظة وعلى محافظتي عمران والحديدة.
لقد عبَّر نظام الرياض بهذه الغارات عن وجعه وفضيحته التي تسبب له بها قدس2 المجنح، كما عبر بتلك الغارات عن همجية الانتقام ووحشية الإجرام التي تقرِّب من نهايته دون أن يشعر.
وحشية نظام الرياض وهمجيته المجحفة في محاولته الانتقام لفضيحته تؤكد أنه لم يستوعب الدروس اليمانية طوال ستة أعوام ، ولم يستوعب أيضا أن استمراره في صلفه وإجرامه يضاعف من صمود الشعب اليمني ويقوِّي عزيمته نحو المواجهة أكثر فأكثر، ونحو السير في تنمية قدراته وتطوير أسلحة الردع النوعية، كما أنه بذلك يؤكد فاعلية العمليات الهجومية لقواتنا المسلحة وآثارها المؤلمة والموجعة على الرياض ويؤكد أيضا على أهمية استمرار عمليات الرد والردع لهذا النظام الأحمق وعلى مضاعفتها كون ذلك هو الأسلوب الأمثل والوحيد لوقف العدوان.

قد يعجبك ايضا