ماذا بعد سهرة نيوم الصاخبة ؟!!

 

عبدالفتاح علي البنوس

بنيامين نتنياهو رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني ، إيلي كوهين رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ، مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي ، محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ، ثالوث اليهودة ورابعهم المتصهين جمعتهم سهرة صاخبة ، مسرحها مدينة نيوم شمال السعودية التي أقامها مهفوف السعودية على أراضي المواطنين بالقوة ، بعد مصادرتها ، المدينة التي يتوقع أن تكون حاضنة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وغرفة عمليات التنسيق المشترك بين الجانبين السعودي والإسرائيلي ، سهرة ليلية أعقبها اجتماع مغلق لبحث سبل التسريع بوتيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني في المنطقة ، والدور المنوط بالسعودية القيام به في هذا الجانب ، والذي يندرج في سياق المخطط والمؤامرة الكبرى التي تستهدف الأمة ومقدساتها وثوابتها وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
البذرة اليهودية السعودية التي زرعتها بريطانيا واللوبي اليهودي في شبه الجزيرة العربية ؛ ها هي اليوم تؤتي أكلها لليهود عامة وللصهاينة خاصة ، من خلال المهفوف السعودي محمد بن سلمان ، المتصهين الأكبر في المنطقة الراعي الرسمي للمؤامرة الكبرى المسماة بـ(صفقة القرن) ، تحركات بن سلمان التآمرية الشيطانية التي تمثلت في لقاء العهر والعمالة والخيانة في نيوم ، تضع الإسلام والمسلمين أمام مسؤولية دينية وأخلاقية تجاه هذا الخطر الذي يتهدد بلاد الحرمين الشريفين ، في ظل تولي هذا المهفوف مهام الإدارة والإشراف عليهما ، فلم تعد مأمونة من غدره وإجرامه وتوحشه ، فالمؤامرات التي يحيكيها ضد بلاد الحرمين باتت ماثلة للعيان ، فمن منع الحجاج من أداء فريضة الحج ، وأوصد أبواب الحرمين أمام الزوار والمصلين بذريعة كورونا ، وفتح الباب على مصراعيه أمام الملاهي والمراقص والنوادي الليلية والبارات ودور السينما والمسرح وغيرها من المفاسد والمنكرات التي تغضب الله ورسوله لا يستحق شرف إدارة الحرمين الشريفين ، وآن الأوان لاختيار إدارة أو لجنة موحدة تدير شؤونهما وتشرف على خدمة المسلمين المترددين عليهما للحج والعمرة والزيارة وأداء الصلوات .
سهرة نيوم الماجنة جاءت عقب الفشل الذريع لما يسمى قمة العشرين الافتراضية التي استضافتها الرياض وترأسها الزهايمري سلمان بن عبدالعزيز ، فأراد المهفوف التغطية على هذا الفشل بهذا اللقاء المشبوه ، الذي مثل إعلانا سعوديا صريحا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ، التطبيع الذي دخل حيز التنفيذ ، وباتت العلاقات السعودية -الإسرائيلية تنافس العلاقات الإماراتية- الإسرائيلية ، وهنا أتساءل : عن سر صمت التيارات والجماعات الدينية عن زيارة نتنياهو وكوهين للسعودية ( بلاد الحرمين الشريفين ) وتدنيسهم لها ، في مخالفة صريحة للتوجيهات الربانية والأوامر الإلهية التي تضمنها قوله تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين ) .
المرجعيات الدينية التي تقرأ قول الرسول الأعظم ( اخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) وتشاهد بن سلمان وهو يعلن يهودته وتصهينه ويجاهر بفجوره وفسقه وفساده متعدد الأشكال والأوجه ، ولا تحرك ساكنا ، ولا يصدر عنها أي موقف رافض لهذه الممارسات الرعناء والخيانات العظمى التي فاقت كل التصورات ، يشاهدون الأنظمة العميلة تتسابق على السقوط في مستنقع التطبيع والخيانة ولا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر ، فأين الغيرة على الإسلام والمسلمين ؟! أين الغيرة على المقدسات ؟! أين الغيرة على القضية الفلسطينية التي ظلوا يتغنون بالدفاع عنها ومناصرتهم لها ؟!!
بالمختصر المفيد: قالها قائد الثورة إننا في زمن كشف الحقائق وسقوط الأقنعة ، ولم يعد اليوم من طريق ثالث بين الحق والباطل ، والسكوت على محمد سلمان ومغامراته الصبيانية يذهب بالأمة نحو الضياع والخسارة الكبرى ، هناك أصوات حرة حاضرة وبقوة ترفض كل هذا الواقع المزري وتعمل جاهدة على تغييره ، وجهودها هذه محط تقدير واحترام كل الشرفاء في المنطقة ، والمعول اليوم على الشعوب العربية والإسلامية أن تصحو من سباتها وتعلن البراءة من آل سعود وتنتصر لمقدساتها قبل أن يقع الفأس على الرأس .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولوالدينا ووالديكم ، جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله

قد يعجبك ايضا