انتشار المسلسلات الأجنبية تركية ومكسيكية وهندية وغيرها، بين الشباب وفي بيوتنا له عواقب وخيمة، فمتابعة مثل هذه المسلسلات وغيرها مما تبثه القنوات العربية للمشاهد العربي ناتجة في الأساس عن ضعف الوازع الديني والفراغ الاجتماعي والاقتصادي، حيث تبدو هذه المسلسلات زاخرة بالمشاهد العاطفية التمثيلية ما يجذب المشاهدين ليس لتعويض الإشباع العاطفي بل لولع كثير من المشاهدين بتلك القنوات للمشاهد الهدامة لقيم المجتمع والعادات والتقاليد العربية واليمنية على وجه الخصوص.. عن أضرار هذه المسلسلات وخطورتها وأهمية الإقلاع عن مشاهدتها نتابع ما جاء في التحقيق التالي
الاسرة/ وائل علي
يقول المواطن سعيد سالمي 35 عاما : هذه المسلسلات أتت لتلغي الغيرة والمبادئ من القلب ويصبح هم الإنسان شهوته فلا بواكي عندئذ على العرض أو الأرض. وتحذرنا نوال عبدالله من هذه المسلسلات فتقول : إنها مكيدة اسمها الغزو الفكري ولا يمكن أن تمثل تركيا البلد المسلم. وتوافقها الرأي ليلى التي تؤكد أن هذه المسلسلات سلبت عقول الجميع حتى الأطفال الأمر الذي يهدد العقول والأخلاق. أما جمال الأحمدي فيرى أنها من أخطر معاول هدم الدين التي يستخدمها عدونا وتتمثل في زرع الثقافة الهدامة لعقول شبابنا وأطفالنا، لذا يدعو محطاتنا العربية الى عدم بث هذه المسلسلات الهدامة. وتحمّل سامية الأسرة المسؤولية في مواجهة هذه المسلسلات وتنصح أولياء الأمور بأن يراقبوا فلذات الأكباد لأنهم مسؤولون عن مراقبة أفراد الأسرة خاصة الأولاد. فيما يرى علماء الاجتماع “ضرورة توعية المجتمع والشباب خاصة بخطورة هذه المسلسلات، وعلى كل أسرة مراقبة أبنائها وما يشاهدون من أعمال وتوجيههم نحو الأفضل، وتحذيرهم من الأعمال التي تنعكس سلباً على أخلاقهم وقيم دينهم”. ويضيفون :من أعظم مخاطر تلك المسلسلات، فضلاً عن مخاطرها التي تهدد الأسرة المسلمة وقيمها وأخلاقها ضياع الوقت الذي يجب أن يستفيد منه الفرد المسلم في خدمة الذات والمجتمع في أشياء ترفع مستواه المعيشي وتولد له الاستقرار الاجتماعي والشعور بالأمان الاقتصادي . آثار سلبية وإزاء تلك المخاطر المحققة فإن مختصي علم النفس التربوي يحذرون من آثارها السلبية على الأسرة والمجتمع نظرا لما تتسبب فيه من تفاقم حدة ونسبة الخلافات الزوجية وزيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا، وتأجيج حدة الغيرة بين الزوجين، والبحث المحموم لدى فئة من الأزواج عن نموذج ومواصفات الطرف الآخر وفقا للمقاييس الجسدية والمادية والشكلية البحتة التي تعرضها تلك النوعية من المسلسلات. كما يرون أن الإقبال على النوعية الجديدة من المسلسلات المدبلجة يعكس ضعف الوازع الديني والخواء الفكري وغياب الرقابة الأسرية.. محذراً من مخاطر الانجراف وراء قيم التغريب والتقليد الأعمى للفكر الغربي. “إن البرامج والمسلسلات التي تحمل شحنات من صور ومشاهد الحياة الغربية تنعكس بضرر بالغ على الأبناء في ظل انعدام قدرة ولي الأمر على الرقابة بعد ثورة وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت والفضائيات التي حوَّلت العالم إلى قرية صغيرة لم يعد بالإمكان كما كان في سنوات خلت فرض رقابة محكمة على ما يشاهد ويعرض لأبنائنا”. رأى الدين كما يوجه علماء الدين دعوة إلى أولياء الأمور إلى أن يتقوا الله في أبنائهم وزوجاتهم بمنعهم من متابعة تلك الحلقات الخطيرة على قيمنا وديننا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا، وعلى ولاة الأمر ودعاة المساجد أن يفضحوا تلك الأفكار والأهداف وأن يحذروا منها لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان».