100 عام ولن ننسى تنومة

 

عفاف محمد

يحمل التاريخ في طياته الكثير من الأحداث التي لا يمكن للأجيال الصاعدة أن تنساها ، والتي تخلف إمّا الرفعة والمجد لأهلها أو الخزي والعار.
وهنا في اليمن ذات الأسلاف وذات المجد العريق ثمة أحداث لا يمكن أن يزول ارتباطها بالحاضر ولا يغوبرها الزمن.
كثير منا لم يعرف عن مجزرة تنومة التي حدثت للحجاج عام 1341 هجرية الموافق 1923 ميلادي
ومع انتشار نور المسيرة شاع صداها الذي كان قد اختفى ولو تسائلنا عن سبب تغييب هذه المجزرة البشعة في مجتمعنا اليمني لوجدنا أن السبب له علاقة بعدوان اليوم على اليمن، وهو الحقد القديم الذي يتأجج في صدرور أسرة بني سعود الحاكمة لنظام مملكتهم، تلك الأسرة التي لاتتورع عن أذيه اليمن واليمنيين بأي شكل كان وفي أي عصر..!!
كانت المملكة ولازالت تواري سوءاتها بالمال الذي تستميل به المشائخ والأعيان في القُبل اليمنية، وذلك كي تضمن ولاءهم لها وعدم نبش القديم،وكي تحظى على التسليم المطلق، لاستعباد هذا الشعب واستنفاد خيرات وطنه.
مجزرة تنومة هي مجزرة بشعة بكل المقاييس انتهكت كل المعايير الدينية والإنسانية والسياسية والأخلاقية، وتم طيها بصمت وإيجاد أسباب ومبررات واهية لا يستسيغها العقل السليم.
نحن وفي ظل الظروف التي نعيشها يتأكد لنا خبث هذه المملكة التي مهما غطت جرائمها لن يجدي معها ذلك.
تنومة اليوم بعد مائة عام تعود بوجه آخر تعود في وجه وطن قُتل أبناؤه بلا رحمة من رجال وأطفال ونساء وتم ترويعهم في ليل مظلم دون سبب يذكر ،تعود اليوم في وجه شاحب لدمار شمل معظم بقاع الأرض اليمنية ،تعود في حصار خانق وأمراض وأوبئة وجوع وأسحلة دمار ، نعم مجزرة تنومة تعود في عصرنا الحالي وبنفس اليد الإجرامية الآثمة الملطخة بالدماء اليمنية.
اليوم اصبح الشعب اليمني مدركاً تمام الإدراك من هو عدوه اللدود الذي يتربص به منذ زمن طويل، اصبح واعياً لمخططاته الجهنمية الخبيثة التي تنطوي تحت شعارات دجالةتتستر بثوب الدين.
تنومة اليوم نحيي تاريخها لنتعلم أكثر كيف نمتلئ كرهاً لآل سعود الذين امتصوا دماءنا وخيراتنا طوال عقود طويلة.
جرح تنومة اليوم يتجدد وينزف لكنه يزيدنا عزماً وثباتاً وإصراراً على مواصلة الدرب في الجهاد ضدهم بما يمليه علينا ديننا وأعرافنا وأسلافنا التي تأبى المذلة والخنوع والسكوت على الباطل.

قد يعجبك ايضا