ارتفاع عدد الوفيات إلى 16 ألفاً في الولايات المتحدة وتوقعات بتسريح أكثر من 35 مليون أمريكي من وظائفهم

كورونا .. هل سيجبر الولايات المتحدة على تغيير سياساتها الخارجية ؟

 

 

نيويورك تايمز: حاكم الرياض في العناية المركزة وإصابة العشرات من الأسرة الحاكمة بالوباء

 

الثورة /محمد الجبري

التف الزعماء الأفارقة وراء مدير منظمة الصحة العالمية الإثيوبي الجنسية، وذلك بعدما انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة وهدد بوقف مساهمة بلاده في تمويلها، واتهمها ترامب بتركيز مساعدتها على الصين أكثر من الولايات المتحدة حيث أن بلاده تساهم بعشرة أضعاف من مساهمة بكين في دعم المنظمة.
لم يستطع الرئيس الأمريكي أن يكظم غضبه جراء انتشار فيروس كورونا في بلاده بعد أن تصدرت أعلى نسبة في أعداد الوفيات متجاوزة اسبانيا وإيطاليا، فقد سمحت واشنطن لنفسها أن تستخدم الأساليب القذرة بالقرصنة والاستيلاء على واردات الدول من الكمامات،ليس غريباً عنها لمن يعرفها، فالابتزاز وقطع الطرق وشن الحروب وتدمير الدول وإلقاء اللوم على الآخرين والاتهام دون دليل هو السبيل الوحيد الذي تعرفه وتجيد استخدامه، كاشفة بذلك الوجه القبيح لواشنطن في توفير مستلزمات وأدوات الوقاية من كورونا والحد منه، فمرة يلقي ترامب اللوم على منظمة الصحة العالمية، ومرة يلقي اللوم على الصين، وفي آخر مرة انتقد السلطات المحلية لولايات بلاده مستخدماَ أقسى العبارات والاتهامات، متناسياَ أن ينتقد ذاته بسخريته من المرض في بادئ الأمر وتوبيخ الصين، إلا أنه في الأخير ظلت أمريكا تتهم الصين بالتظليل حول بيانات ومعلومات تخص كورونا، حتى وإن كان كذلك، فعلى ترامب أن يراجع حساباته في حرب خاضها مع التنين الصيني بتغريمه المليارات تحت أذرع واهية لا تنفصل عن حب جمع المال والثروة والتلذذ في تعذيب وهزم الآخرين حتى مع حلفائه من الأوروبيين والعرب الذين يبدو أنهم فهموا ترامب جيداً بعد القرصنة على الكمامات والاتفاق النووي فتخلوا عنه.
منظمة الصحة العالمية
وكان احتشد الزعماء الأفارقة وراء مدير منظمة الصحة العالمية الإثيوبي الجنسية، وذلك بعدما انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنظمة التابعة للأمم المتحدة وهدد بوقف مساهمة بلاده في تمويلها.
واتهم ترامب منظمة الصحة الثلاثاء الماضي بالتركيز على الصين أكثر مما ينبغي وإصدار نصائح سيئة بشأن وباء كوفيد-19.
وقال سيريل رامافوسا – رئيس جنوب أفريقيا، الذي يرأس بلده الاتحاد الأفريقي، في بيان مساء الأربعاء الماضي: إن المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم جيبريسوس أبدى ”قيادة استثنائية… منذ المراحل المبكرة جدا لهذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة“.
وأضاف ”يدعو الاتحاد الأفريقي المجتمع الدولي للتكاتف من أجل دعم جهود المدير العام وأسرة منظمة الصحة العالمية بأكملها أثناء قيادتهم الجهود العالمية لمكافحة هذا الوباء“.
وكتب بول كاجامي رئيس رواندا على تويتر أن مدير منظمة الصحة ”يحظى بثقة مطلقة ودعم تام من أفريقيا“ فيما حث موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الزعماء على التركيز على مكافحة كوفيد-19 وقال: إن المحاسبة سيحين وقتها لاحقا.
ورفض تيدروس تلميح ترامب بأن المنظمة ”تركز على الصين“ في جهودها لاحتواء انتشار فيروس كورونا.
وأضاف ”نحن على تواصل وثيق مع كافة الدول دون تمييز“ مضيفا أن المنظمة ”تطلع العالم على أحدث البيانات والمعلومات والأدلة“.
وتشكل أفريقيا نسبة قليلة من عدد حالات الإصابة بالمرض على مستوى العالم لكن بلدانها تشعر بتأثير الأزمة حيث من المتوقع أن تنكمش الاقتصادات مما يشكل تهديدا لنحو 20 مليون وظيفة.
وقال تيدروس للدبلوماسيين في جنيف يوم الخميس ”فرصة احتواء الفيروس على المستويين الوطني والمحلي تتقلص في الكثير من البلدان… عدد حالات الإصابة في أفريقيا قليل نسبيا الآن لكنه يزيد على نحو متسارع“.
من جانب آخر قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث يوم أمس إن بلاده قريبة من بداية انحسار وباء فيروس كورونا، وحث جميع الأحزاب السياسية على الانضمام إلى خطة لإنعاش الاقتصاد بعد الأزمة.
وقال أمام البرلمان حيث شارك أكثر من 300 نائب عن بعد في الجلسة بسبب قواعد العزل العام ”بدأت مرحلة السيطرة على الحريق… سوف نحقق النصر التام في هذه الحرب على الفيروس“.
ومن المقرر أن يصوت البرلمان على تمديد حالة الطوارئ في البلاد أسبوعين حتى 26 من أبريل ،واقترحت الحكومة خطة اقتصادية تسعى لحشد الأحزاب السياسية ونقابات العمال والشركات والأقاليم خلف سياسة مشتركة لإعادة بناء الاقتصاد.
أما على الصعيد البريطاني فعلى الرغم من غياب رئيس الوزراء البريطاني تستعد حكومته لمناقشة مراجعة أكثر عمليات العزل العام صرامة في تاريخ بريطانيا وقت السلم، وكيفية التعامل مع مراجعة إجراءات الإغلاق، يرأس الاجتماع وزير الخارجية دومينيك راب الذي ينوب عن جونسون في إدارة شؤون البلاد.
وفي ظل أزمة كورونا وعدت إسبانيا ذوي الدخل المحدود الأكثر تضرراً من التبعات الاقتصادية، بإطلاق قرار تطبيق الدخل الأساسي غير المشروط.
وكانت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالفينو صرحت أن الحكومة تخطط لتقديم الدخل غير المشروط كجزء من حزمة سياسات لإعانة المتضررين على الوضع الاقتصادي الحالي، وأن الدخل غير المشروط مخصص للعائلات على اختلاف ظروفها، ولم تحدد موعداً لبدء تنفيذ الخطة، لكنها قالت إن الحكومة تأمل أن يصير الدخل الأساسي غير المشروط “أداة دائمة” في إسبانيا: “سنقوم بالتنفيذ في أقرب وقت ممكن حتى لا تكون الاستفادة فقط في هذه الظروف الاستثنائية ولكن للأبد”.
من جهة أخرى أعلن قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) زائد 3 – كوريا الجنوبية والصين واليابان عقد مؤتمر بالفيديو في الأسبوع القادم، لمناقشة سبل التعاون في مكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) .
أما على المستوى العربي فقد جاء خبر عن السعودية نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن دخول حاكم الرياض في العناية المركزة وإصابة العشرات من أفراد الأسرة الحاكمة في السعودية بفيروس كورونا.
ويجهز أطباء مستشفى الملك فيصل، أكثر المستشفيات تطوراً في البلاد، حوالي 500 سرير توقعاً لانتشار الفيروس بين أفراد آخرين من العائلة، وفقاً لتحذير مهم أرسله مسؤولو المستشفى، تحصلت نيويورك تايمز على نسخة منه.
ووفق مقرّب من العائلة المالكة للصحيفة، فهناك اعتقاد بإصابة 150 عضواً من العائلة المالكة بالفيروس، وقام الملك سلمان، بعزل نفسه في قصر بجزيرة في البحر الأحمر قرب مدينة جدة، بينما انسحب ولي العهد، محمد بن سلمان رفقة عدد من وزرائه، إلى موقع آخر على المكان نفسه.
وفي مصر أعلنت مصادر طبية بمستشفى الزيتون التخصصي بالأميرية، عن اكتشاف 22 إصابة بفيروس كورونا المستجد بين الأطباء والكادر الطبي ،وأشارت صحيفة مصرية إلى أنه وبعد التحاليل ثبتت إيجابية الفيروس على دفعتين جميعهم من الأطباء والتمريض والكيميائيين.
وأكدت مصادر أن “إصابات المستشفى جاءت بأقسام الاستقبال والرعاية المركزة والباطنية، وقسم مكافحة العدوى، ورغم ذلك يعمل المستشفى بكامل طاقته في جميع الأقسام، ولم يتم غلق المستشفى أو الاستقبال”.
أما الولايات المتحدة كشفت عن ارتفع عدد طلبات إعانة البطالة خلال الأسبوع الماضي بواقع 6.6 مليون طلب، ليصل بذلك عدد العاطلين عن العمل في الأسابيع الثلاثة الماضية إلى 15 مليونا.
وقالت وزارة العمل الأمريكية إن الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة في الأسبوع المنتهي في الرابع من أبريل الجاري بلغت إجمالا نحو 6.6 مليون بانخفاض متواضع عن الأسبوع الذي قبله، حيث تم تسجيل 6.87 مليون، وذلك بعد توقعات بأن يبلغ عدد طلبات إعانة البطالة 5.25 مليون في أحدث أسبوع.
وسيعزز التقرير الأسبوعي لطلبات إعانة البطالة الصادر عن وزارة العمل توقعات خبراء الاقتصاد بفقدان ما يصل إلى 20 مليون وظيفة في الولايات المتحدة خلال أبريل الجاري.

قد يعجبك ايضا