المدنيون في رفح :حصار.. جوع.. قتل ونزوح عن الملاذ الأخير

 

الثورة /

يطارد شبح المجاعة النازحين في رفح جنوب قطاع غزة، وبالقرب من الحدود مع مصر، والذين يتدفقون على المنطقة بالآلاف يوميا، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
وفي مقابل تزايد أعداد النازحين على مدار الساعة إلى رفح، يتزايد شُح أبسط ضروريات الحياة، فلا يجد هؤلاء -ومعظمهم أطفال ونساء وكبار سن ومرضى- ما يسد رمقهم.
حتى الطعام الذي توزعه المنظمات الخيرية هناك لا يكفي -على تواضعه- إلا نزرا يسيرا من النازحين الذين يتجاوز عددهم مئات الآلاف، نجوا بأرواحهم من عدوان جيش العدو الإسرائيلي وقصفه الانتقامي العشوائي، لكنهم باتوا على شفير مجاعة حقيقية تهددهم بالموت ولا مؤشرات بأمل يلوح في الأفق لتخفيف معاناتهم.
ولا تتوقف مأساة آلاف المرضى والجرحى على إغلاق الاحتلال لمعبر رفح، فهي تتفاقم يومياً جراء انهيار المنظومة الصحية في مستشفيات جنوب القطاع، وخاصة بعد إخلاء مستشفى النجار شرق رفح الذي يعد أكبر مستشفى في المدينة، ويعالج فيه المصابون بالأمراض المزمنة وخاصة مرضى غسيل الكلى والسرطان. ناهيك عن توجيه جيش العدو إنذارات لمعظم النازحين بإخلاء أماكن تواجدهم التي اعتبروها الملاذ الأخير لهم هربا من آلة البطش الصهيونية النازية.
وزارة الصحة الفلسطينية أكدت أن آلاف المرضى والجرحى بحاجة للعلاج خارج مستشفيات القطاع، بسبب استمرار العدوان وانقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، مبينة أن أكثر من 11 ألف جريح بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة خارج مستشفيات القطاع.. موضحة أن أكثر من 350 ألف مصاب بأمراض مزمنة في القطاع معظمهم لم يتلقوا علاجهم، ويموتون ببطء وخاصة مرضى السرطان والكلى والحروق الناجمة عن استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دولياً خلال عدوانه.
وتسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ سبعة أشهر، باستشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني وخلّف مستويات كارثية من الجوع والإصابات، كما ألحق دمارا ماديا هائلا في القطاع، تجاوز حجم الدمار الذي تعرضت له مدينة درسدن الألمانية التي قصفتها قوات الحلفاء عام 1945م خلال الحرب العالمية الثانية.

قد يعجبك ايضا