مراقبون وأكاديميون لـ”الثورة”: الرؤية الوطنية لإنهاء العدوان وفك الحصار تعكس حرص القيادة السياسية على حقن الدماء وإحلال السلام المشرف ورسمت معالم المستقبل المنشود لجميع اليمنيين

 

 

يجب على قوى العدوان أن تتعامل بجدية مع الرؤية كمخرج لها للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه

أكد مراقبون أن الرؤية الوطنية لإيقاف العدوان وفك الحصار تعكس حرص القيادة السياسية في صنعاء على إحلال السلام وإنهاء معاناة اليمنيين من هذه الحرب الظالمة وحقنا لدماء الأبرياء . مشيرين إلى أن النقاط المطروحة كلها تصب في مصلحة اليمن وأمنه وسيادته واستقراره.
وقالوا في استطلاع لـ”الثورة” إن على قوى العدوان أن تتعامل مع هذه الرؤية بجدية ومسؤولية باعتبارها مخرجا للحل وإنهاء الحرب والحصار على اليمن.
المراقبون أكدوا أيضا أهمية الرؤية الوطنية لتكون تتويجاً للانتصارات التي تحققت في مختلف الجبهات..

الثورة  / أسماء البزاز

الدكتور محمد الحميري – جامعة صنعاء بين أن كافة البنود التي تضمنتها الرؤية الوطنية لإيقاف العدوان وإحلال السلام في الجمهورية اليمنية، تعكس بجلاء مدى حرص القيادة السياسية في صنعاء على التعجيل بإحلال السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني في كل أرجاء الوطن شماله والجنوب، وان هذه الرغبة لم تعبر عن ضعف أو دونية، وإنما عن ندية متساوية إن لم تكن متفوقة على الطرف المعتدي الذي يتشكل من عدة دول ومن يتبعهم من اليمنيين أيضاِ
وقال الحميري : المطلع على بنود وقف العدوان العسكري يشعر بأنها شروط متكافئة حيث تضمنت وقفا متبادلاً لأنشطة الذراع العسكرية البعيدة والقصيرة ليس من طرف المعتدين وإنما أيضا وبالمقابل من طرف قوات اليمن المدافعة عن الوطن بكفاءة وبسالة وندية، كما أن كافة الاشتراطات الأخرى المتعلقة بمختلف الجوانب الصحية والاقتصادية والأمنية ورفع الحظر عن الموانئ الجوية والبحرية والبرية وتطبيع الأوضاع، واعتماد التعويضات المستحقة للمتضررين من العدوان ودول التحالف ودفع المرتبات المتأخرة وجبر الضرر ورفع مجلس الأمن والأمم المتحدة لليمن من قرار إدراجه ضمن البند السابع، وإطلاق الأسرى والكشف عن المفقودين وغيرها من البنود التي اشتملت عليها وثيقة الرؤية الوطنية كبنود مبادرة من طرف القيادة اليمنية في صنعاء.
ويرى بأنها بنود عز وشموخ وتعبر في نفس الوقت عن رغبة صادقة وبمنتهى الثقة والشجاعة في إحلال السلام وحماية اليمن ليس فقط من العدوان وأضراره ولكن حتى في الجانب الإنساني والصحي كجائحة كورونا .
وختم بالقول : أنا سعيد بعقلانية وقوة هذه المبادرة واتوقع بل وآمل انها سوف تكون مقبولة كلها أو معظمها لأنها من جهة تتضمن مطالب عادلة ومن جهة تستند إلى مبدأ الندية والتكافؤ وليست معبرة عن ضعف واستسلام كما أن شروطها ليست تعجيزية بل تكاد تكون أقل مما قد يرضى به المقاتلون الشجعان في الجبهات المدافعون عن اليمن وعزته وكرامته الذين قد يبحثون عن سقوف أعلى، لكن القيادة السياسية في صنعاء قد وفقت كثيرا في التعامل مع هذه الفرصة واغتنامها ولكن بمنطق يجمع بين العقل والقوة والاستعداد للانفتاح على الآخر وكبح الضغائن والأحقاد وكل أبواب الشيطان الذي لا يريد الخير للإنسان.
تطلعات
الناشطة بلقيس علي السلطان تقول من ناحيتها : جاءت الرؤية الوطنية لإيقاف العدوان ببنود تلبي كل ما يتطلع إليه الشعب من إيقاف شامل لوقف العدوان وليس مجرد إيقاف مؤقت يخدم مصالح العدوان في وقت حساس يقترب خلاله المجاهدون من تحقيق الانتصارات في الجبهات ، كما أن وقف العدوان فحسب ليس مطلبا شعبيا مرضيا فرفع الحصار الكلي عن اليمن وخروج المحتلين من أراضيها وكذلك دفع التعويضات للمتضررين وغيرها من البنود التي طرحتها الرؤية الوطنية لإيقاف العدوان هي مطالب أساسية لجميع فئات الشعب .
وترى سلطان أن أهمية الرؤية الوطنية لإيقاف العدوان تكمن في كونها جاءت في وقت يريد فيه تحالف العدوان اللعب بورقة إيقاف العدوان دون قيد أو شرط لمعرفته الكاملة بأن ذلك لن يكون مرضيا للطرف الآخر، وبالتالي إلقاء اللائمة عليه في حال لم يتوقف القتال في الجبهات ، وهذا بحد ذاته أمر مستحيل ، لأن تحالف العدوان يهدف من وراء ذلك إلى إعادة ترتيب أوراقه حيث وأن المجاهدين يحرزون تقدمات وانتصارات في جبهة مارب وغيرها .
تداعيات مرحلية
وأما الكاتبة الدكتورة دينا الرميمة، فبدأت حديثها معنا بطرح العديد من الأسئلة حول المبادرة التي قدمتها دول العدوان عن هدنة لإيقاف اطلاق النار لمدة أسبوعين من طرف واحد قائلة : هل هذه المبادرة أو بالأصح الهدنة، تمثل موقفاً جاداً منها للسير في طريق السلام أم أنها مراوغة منها لإعادة ترتيب تموضعها بعد خسارتها للكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرتها كنهم والجوف والكثير من مناطق محافظة مارب؟؟ وإذا فعلاً كانت صادقة في ذلك فلماذا جاءت هذه المبادرة مشروطة ومحددة الوقت، وما فائدة وقف إطلاق النار والحصار مازال قائماً ولازال شبح كورونا يتهدد اليمن نتيجة عدم توفر الغذاء والدواء بسبب الحصار؟
ومضت الرميمة بالقول : نحن نعلم حقيقة العدوان وسياسة المرواغة والمغالطة ولن تنطلي على اليمن خدعهم فما قد مر قد كان كافياً لمعرفتها، وبلا شك فإن المبادرة المقدمة بكل بنودها والتي ترتكز على إنهاء الحرب وفك الحصار هي من ستكشف لنا وللعالم النوايا الحقيقية لدول العدوان في ظل ما يعيشه العالم من حرب بيولوجية وكأن اليمن خارج إطار العالم وليس منه ، إذاً فالمبادرة أيضا إذا ما تم قبولها من دول العدوان ستنهي الحرب والحصار على الشعب اليمني الذي أثقلت هذه الحرب كاهله وبالذات الحصار الذي له تداعياته السلبية في مرحلة كورونا .وأيضاً هي أتت لصالح دول العدوان لإخراجه من المأزق الذي وضع نفسه فيه وبات يعاني كوراث اقتصادية وسياسية وسيخرج بماء وجهه!!
وأما عن تداعياتها المرحلية فترى الرميمة أن توقف الغارات وانهاء الحصار سيكون له دور كبير في التصدي لفيروس كورونا واتخاذ الخطوات الوقائية له كباقي العالم وخاصة أنه إلى الآن وبلدنا خالية منه.
مصلحة المنطقة
عضو مجلس الشورى نايف حيدان من جانبه قال: إن الرؤية الوطنية لإيقاف العدوان تعكس جدية القيادة السياسية ومساعيها الحقيقية لإيقاف الحرب وقدمت تنازلات كبيرة جدا ومجحفة سعيا لحقن الدم ولأجل السلام وحشد الجهود لمواجهة جائحة كورونا .
ويرى حيدان أن العدو لن يقابلها بالإيجاب أو التفاعل معها كونه لا يملك القرار ومن يملك القرار لا يريد مصلحة السعودية ولا حتى الإمارات لهذا سيدفعهما لمزيد من الاعتداءات ليورطهما أكثر مما قد حصل ويحقق أهدافه عبرهما .
وأشار إلى أن النقاط المطروحة كلها تصب في مصلحة المنطقة ككل وتحافظ على سيادة الدول وحسن الجوار ورغم التضحيات فالتنازلات كبيرة ولو عند حكام السعودية أو الإمارات حس المسؤولية والحرص على بلديهما والمنطقة لتفاعلوا بالشكل الإيجابي مع هذه الرؤية وجنبوا بلدانهم والمنطقة ويلات الدمار .
وختم حديثه بالقول : مع هذا يظل التفاؤل قائماً ونتمنى أن يحكموا العقل لإحلال السلام وكفانا حرباً ودماراً .
معالم المستقبل
من جهته يقول الكاتب الإعلامي أحمد داوود إنه وبعد ساعات فقط من إعلان تحالف العدوان وقف عملياته العسكرية في اليمن لمدة أسبوعين حتى شن طيرانه الإجرامي غارات على عمران والبيضاء. نحن ندرك جيداً ان العدوان لن يتوقف حتى تحل عليه عقوبة الله الكبيرة، فهو لم يستوعب الدرس جيداً، وإلا لكانت خمس سنوات من عدوانه الهمجي على اليمن كافية لإعلان وقف الحرب بشكل نهائي ورفع الحصار، والعمل على مساعدة اليمنيين بجدية للخروج من محنتهم هذه.
ويرى أن الرؤية الوطنية وما اشتملت عليه من نقاط هامة وفي مقدمتها وقف العدوان على اليمن بشكل نهائي ورفع الحصار البري والبحري والجوي هي نقاط هامة ومدخل لوقف الحرب، مالم فإن الحديث عن هدن أو ما شابه ذلك لن تكون ذات جدوى على الإطلاق. ويمكن القول إن هذه الرؤية كانت شاملة واحتوت على جميع النقاط التي يتطلع لها الشعب اليمني، فهي تضع الأمور في موضعها الحقيقي، وترسم المعالم للمستقبل المنشود لجميع اليمنيين، وهي هنا لا تفرط بالسيادة الوطنية على الإطلاق ولا بالوحدة اليمنية، وتعطي مشروعية لأصحاب الأرض وللمجاهدين الذين دافعوا بكل بسالة عن تراب الوطن وأفشلوا كل المحاولات لغزوه واحتلاله.
وقال داوود: إن الرؤية تتطرق إلى نقطة هامة تتعلق بالتزام التحالف بتعويض المتضررين وجبر الضرر وإعادة الإعمار لكل من تم قصف منازلهم وتعويض أصحاب المصانع والشركات المتضررين، وفي هذا انحياز كبير للمواطنين يحسب للقيادة السياسية في اليمن. معتقدا أن تحالف العدوان سيأخذ هذه المبادرة على محمل الجد، وسيستمر في عدوانه وطيشه، لكنه يخشى عواقب الاستمرار ، وقد كانت الرسالة الصاروخية الباليستية الأخيرة لصنعاء على الرياض أكبر تنبيه وتحذير له بالاستمرار، ونأمل أن يأتي اليوم الذي تصعق فيه السعودية والإمارات وتضطران لإيقاف عدوانهما على اليمن وهما صاغرتان ذليلتان.
انكسار العدو
وأما علي مبارك – صحيفة سبتمبر، أوضح بأن السعودية تذعن منكسرة أمام الصمود اليماني.
وقال: هكذا هو حال مملكة العدوان بعد مرور خمسة أعوام من العدوان حينما تعاظمت قوة الردع الاستراتيجي للجيش واللجان الشعبية فانكسرت أمامها قوى الشر والطغيان صاغرة. وها هي مبادرة صنعاء التي أعلنت أمس يلتقطها تحالف العدوان بقيادة السعودية ليعلن متحدثها المالكي بعدها بدقائق هدنة ووقف شامل للحرب على اليمن وهو ما يعد انتصارا كبيرا للشعب اليمني الصامد والمجاهد المنتصر لحريته وكرامته واستقلاله وسيادته .
كانت صنعاء قد أعلنت مبادرات سابقة لكن تعنت تحالف العدوان السعودي جعلته يصر على أن يكون أكثر ذلا أمام الضربات الموجعة التي دشنت في بداية العام السادس والهزائم الميدانية في تحرير محافظة الجوف وعدد من المديريات كنهم وغيرها. مضيفا : هؤلاء هم اليمانيون لمن يريد أن يعرفهم فهم أهل الجهاد متى دعى داعي الجهاد وهم أهل السلم متى جنح العدو للسلم .
خياران
من جهتها تقول أشواق دومان _ اتحاد الإعلاميين اليمنيين : إن كان هذا العدو سيسلّم للمنطق والمعطيات التي تخبره : بأنّك لن تتوغل في اليمن ، ولن تنتصر في اليمن ؛ فاليمن مقبرة الغزاة فهذا ما نتمنّاه وفق شروط المبادرة التي أعلنها النّاطق الرّسمي للوفد الوطني اليمني / محمّد عبدالسلام ،
لكنّ احتماليّة أن يكون وقف إطلاق النّار من باب الخداع والذي سبق ورأيناه في عهودهم ومواثيقهم من قبل فإن شيئا هو أشبه بالمعجزة هو من سيجعلهم يوقفون العدوان علينا وهم صاغرون ، العدوان أمام خيارين إمّا : حفظ ما بقي له من ماء الوجه ، والاستسلام والتّسليم والجنوح للسّلام وفق مبادرة ناطقنا الرّسمي الوطني أو وعد السيّد القائد ووعيده وتوعّده بأنّ هناك من المفاجآت والتّصنيعات العسكريّة ما لم يكن في حسبان المعتدي وهي المعجزة التي ستكسره أكثر ويخنع خنوعا لا قيام بعده .
متطلعة أن يفهم المعتدي الأخطبوطي ذو الأذرع الثّمان عشرة وعيد قائد الثّورة ويمضي لوقف الحرب بمقتضيات المبادرة، والتي تحمل أبعادا وطنيّة تنبئ بحوار يبني دولة مدنيّة طالما حلم بها هذا الشّعب وقد كادت أن تبدأ لولا هذا العدوان ،وليفهم هذا التّحالف العدواني أنّ اليمن بعد خمسة أعوام من العدوان عليها قد اشتدّ عودها وهي غير قابلة للانكسار مهما كان ، وهذا سيفتح آفاقا جديدة لبلسمة جراح هذا الوطن والارتقاء به إلى سلّم المجد فهو المنتصر برجاله الأبطال بقيادة السيّد القائد / عبدالملك بدر الدين الحوثي ، وهذا ما تخشاه جارة السّوء ( السّعوديّة ) التي بدت ذا نظام متهالك مهلهل مذبذب منسلخ عن هويّته وهذه بشرى جديدة لالتفاف شعوب المنطقة حول القائد الحكيم السيّد / عبدالملك بن البدر الحوثي الذي استطاع أن ينتصر ويمزّق خريطة الدول الاستعمارية التي رسمت لشرق أوسط خالٍ من اليمن كدولة ذات سيادة واستقلال ودولة حاضرة حضارية وبقوّة تنسف بمن لا حضارة لهم سوى وهم النّفط الذي تحلبه أمريكا وسوداويّة الظّلم الذي تعاملت به جارة السّوء كولي أمر المسلمين في فكر محمّد عبدالوهاب الذي أفل نجمه .

قد يعجبك ايضا