خطر يهدد حياة ملايين اليمنيين : اليمن في “زمن كورونا”.. إيمان يتعزز

 

اليمن ليست بمعزل عن جائحة كورونا الوبائية التي عصفت بالغالبية العظمى من دول العالم وإصابة الحياة العامة والخاصة بالشلل التام وغيرت وجه الحياة على كوكب الأرض.
هذا البلد بفضل الله وألطافه ورغم أنه يقع في محيط موبوء، إذ انتشر الفيروس في دول الجوار الخليجي والعربي، لا يزال حتى اللحظة خاليا من الوباء مع عدد قليل من البلدان التي تكاد تعد بالأصابع مع فارق أن تلك البلدان القليلة التي لم يصلها أراضي كل منها تعد بعيدة ومعزولة، بعكس بلادنا التي يحيط بها الوباء من كل الحدود البرية والبحرية وليس ذلك فقط بل إن من دول الجوار التي تشن حربا عدوانية على اليمن منذ أكثر من خمسة أعوام من تسعى جاهدة وبكل الوسائل لإدخال الفيروس إلى البلاد مستغلة.
الثورة / حمدي دوبلة

بقاء اليمن حتى اليوم خاليا من هذا الوباء الكوني لا يخلو من معجزة وآيات ربانية جديدة تتجلى في ألطاف ورحمة الخالق عز وجل بعباده وهو الذي قطع على نفسه وعدا بأن لا يجمع على عبده بين عسرين في وقت واحد.
حقيقة خلو اليمن من وباء كورونا إلى الآن قوبلت ولا تزال تقابل بكثير من التكذيب أو التشكيك في أحسن الأحوال من قبل الكثيرين في الداخل والخارج.
وكانت منظمات دولية مختصة وأطباء في أكثر من بلد قد توقعوا قبل أسابيع أن يشهد اليمن انفجارا شبيها بطوفان “تسونامي” لحالات الإصابة بكورونا ومنهم من راح يتحدث عن تكتم تبديه الجهات المختصة في صنعاء والمناطق خارج سيطرة قوى الغزو والاحتلال السعودي الإماراتي، لكن وانطلاقا من حقيقة أن هذا الوباء الخطير وذا الانتشار السريع والواسع لا يمكن إخفاؤه أو التكتم على الأعداد الحقيقية لضحاياه فإنه وبعد مرور عدة أسابيع منذ بداية ظهور الفيروس في بلدان المنطقة ومسارعة السلطات السعودية في وقت مبكر ولا تزال حتى اللحظة إلى ترحيل جماعي للمغتربين اليمنيين وإعادتهم بشكل متعمد وبأعداد كثيفة إلى البلاد وبدون أي إجراءات صحية أو الالتزام بالخطوات والإرشادات المتعارف عليها دوليا في أزمنة انتشار الأوبئة، إلا أن اليمن لا تزال خالية من وباء كورونا حتى في تلك المحافظات الجنوبية المحتلة ما يعني أننا أمام معجزة ربانية ما جعل اليمنيين قاطبة يتعزز إيمانهم بالله وثقتهم في ألطاف الخالق سبحانه دون أي نوع من التساهل في الأخذ بالأسباب قبل تفويض الأمر لله عز وجل.
هذه الإجراءات الاحترازية لحكومة الإنقاذ لا تساوي شيئا مقارنة بالإجراءات والخطوات التي أقدمت عليها كثير من البلدان ذات الإمكانيات الهائلة، لكنها وبتوفيق من الله كان لها الأثر الكبير في الإبقاء على البلاد خالية من الوباء على عكس إجراءات الدول الكبرى وما سخرته من إمكانيات ضخمة لكنها لم تفلح في الحد من انتشار الوباء والتقليل من خسائره الفادحة في الأرواح والاقتصاديات العالمية.

مخاوف محقة
مخاوف اليمنيين من ظهور الوباء في البلاد لم تتوقف يوما على الرغم من مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء انتشاره في الصين ووصوله إلى مشارق الأرض ومغاربها، ومرد تلك المخاوف والهواجس المحقة المحاولات المحمومة للنظام السعودي وتحالفه الإجرامي لإيصال الفيروس إلى اليمن وهي المحاولات والمساعي التي باتت أكثر وضوحا يوما بعد آخر ولم تعد خافية على أحد، لذلك تتعالى الدعوات إلى ضرورة الالتزام والتقيد بإجراءات وإرشادات وقرارات حكومة الإنقاذ الاحترازية للوقاية من الوباء سواء على صعيد الفرد أو المجتمع وما ينبغي على كل طرف القيام به لمواجهة هذا التحدي.

النظام الصحي واستهداف العدوان
المخاوف الواسعة من قبل الداخل والخارج من آثار كورونا الكارثية على اليمن في حال انتشار الفيروس، تعود بالأصل إلى النظام الصحي المتهالك بعد تعرضه للاستهداف الممنهج من قبل الألة الحربية للعدوان طوال الخمس السنوات الماضية وكيف ساهم العدوان في إخراج معظم المستشفيات والمرافق الطبية عن الجاهزية ناهيك عن آثار الحصار المتواصل الذي يحول دون دخول الأدوية والمستلزمات الطبية للبلد.
وتسبب العدوان المتواصل على اليمن بقيادة السعودية في أكبر كارثة إنسانية في العالم، وتحتاج نسبة 80% من سكان اليمن للمساعدات الإنسانية، وتقف نسبة ثلثي سكان البلاد على بعد خطوة واحدة من المجاعة بحسب منظمات دولية، لذلك فإن اليمنيين باتوا في مرحلة من الإيمان العميق والراسخ برحمة الله وألطافه.

قد يعجبك ايضا