ما إن تبزغُ شمسُ الإجازة الصّيفية من كل عام إلا وتطلُ علينا نسائم الهدي القرآني العبقة بالمعارف التوعوية، والعلوم الدّينية، والأخلاق المحمدية وذلك من خلال المراكز الصيفية التي تُعد رسالة سامية تكتنف في طيها العديد من الدروس والعبر المحتم علينا معرفتها والأخذ بها على محمل الأهمية، وتطبيقها في أرض الواقع.
إنَّ الهدف من تأسيس المراكز الصيفية والإلمام بها، ليس تطرفا لحزب محدد أو لجهة معنية كما يزعم بعض الناس، بل هي نافذة عبور لغد مشرق مبني على أُسس دينية قيمة، غير أن هناك من يصدُّ أبناءه ويمنعهم من الالتحاق بالمراكز الصيفية لما يسمع من بعض المعاقين ذهنيا، أولئك القاصري الرؤية الذين يبثون إشاعات حول المراكز الصيفية، و أنها وضعت لتسميم الفكر، وإغادقه بمفاهيم مغلوطة تبعده عن الدّين، وتؤثر سلبا في حياته، بينما لا مانع لديه إن رأى ولده المراهق يجول ويصول في أنحاء الشوارع مع رُفقاء سوء يبعدونه عن الدّين أميالا وأمتارا، ومن هُنا ينسل الأبناء من قيمهم ومبادئهم، فتبدأ حياتهم بالانحدار والانجرار وراء الثقافات الغربية والأنكى من ذلك هو استغفال الأهل عن هذا التُهاوي، والتغيب التّام البالغ في الخطورة.
نعلمُ جميعا أن سيرة آل البيت قد غُيبت تماما من المناهج الدراسية لسنين لاتعد، ورغم هذا لم يشجب أحدهم أو يتساءل عن السبب، بينما ينتقد اليوم وبجرأة مناهج المدارس الصيفية التي تتناول سيرة عترة آل البيت من ينابيع صافية عذبة، ويتهم قاصرو الرؤية هذا التوجه بأنه ينخر في العقيدة الإسلامية، ويمس عقول الأبناء بأذى. ويتوهمون بأنها نُصبت لغرض طائفي سياسي، والصائب أنّ من يحب محمدا يستوجب عليه حب آل بيته، وهل هُناك أحب وأقرب وأجل من ذلك.
اليوم نحن بأمس الحاجة لتعزيز الوعي بين أوساط المجتمع، بحاجة لإنتاج جيل ضليع في العلوم راسخ كالجبال بإيمانه ومبادئه، بحاجة لمقارعة هذه الآفة الخبيثة التي تستهدف أجيالنا وتحيل بينهم وبين الهدي القرآني، وهذا لن يكون إلا بالمواجهة الجادة لمرضى النفوس، ومجابهة التضليل الذي تزاوله قوى الشّر حتّى هذه اللحظة…والله المستعان.