نحو عام الاقتحامات الباليستية

يحيى محمد الربيعي
تأملت كيف تتعجب إحدى المغردات الخليجيات في نبرة استفهامية مصحوبة بالألم والحرقة عن وضع بلدانها الأمني المهدد مقارنة بالصمود الأسطوري للشموخ اليمني: “‏اليمانيون يعلنون أنهم سيكشفون يوم غد عن 4 منظومات صاروخية للدفاع الجوي.. كيف يصنعون ليفاجئونا يوماً بعد آخر بشيء جديد وتطوير ما يحدث في دولنا الخليجية التي ما فيها حرب وكل الخير موجود.. اليمانيون يسابقون الزمن للتطوير، ونحن ننتظر من يحمينا وندفع له أكثر ؟..”
فقلت في قرارة نفسي: هذه التغريدة لم تكن لتأتي من فراغ.. وانما أتت بفعل الجهود الصادقة لرجال صدقوا ما عاهدوا.. رجال تمكنوا بنضوج عقولهم النيرة من جعل العام السادس من العدوان عام الاقتحامات بالصواريخ الباليستية.. عام تحريم الأجواء اليمنية على طيران العدو.. عام الردع العام والنصر الشامل بإذن الله.. عام يجدر بهؤلاء الأبطال أن يرفعوا الصوت عاليا: “انتظروا يا آل سعود أنتم وآل نهيان مزيداً من المفاجآت؛ فلقد تم الانتقال من مرحلة التصنيع العسكري إلى مرحلة تجهيز البنية التحتية لهذه الإنجازات والمنظومات الرادعة، التي تعتبر خطوة متقدمة نحو بناء عملي ذي بعد استراتيجي على المدى المتوسط والبعيد”.
فلقد تألم الشعب اليمني بما فيه الكفاية، وقد آن الأوان لردة الفعل وإيلام من كان السبب.. حان وقت أن يشرب من ذات الكأس.. العدوان استباح الدماء دون مبالاة بالعاقبة.. ضرب عرض الحائط بكل قوانين الأمم، وبكل تشريعات وأدبيات الحروب، وحتى القوانين السماوية التي تحرِّم قتل النفس بغير الحق.
إن غطرسة غرور امتلاك القوة الباطل، لا يكسرها غير امتلاك قوة حق رداعة هي الأقوى فعلا والأوسع أثرا.. لم يكن ليردع غرور التحالف المعتدي سوى أن تأتيه ضربة موجعة في أماكن هي الأغلى في ميزانه من أرواح استرخصوها وحتى من أرواح من باعوا أنفسهم بثمن رخيص.. ضربة مؤلمة تمس ضروع البقرة التي تدرُّ خيراتها تمويلا وفيرا يستخدم في الانفاق على صناعة هيلمان ذلك الغرور.. ضربة ردع تحمل أبعادها الكثيرة بل والموجعة لكل الأطراف المتحالفة رسالة مفادها “هنا اليمن”.
مؤخراً انطلقت طائرات الصماد الـ12 وصواريخ القدس وذو الفقار ، حاملة معها أوجاع المجازر التي سبَّبها العدوان الظالم والتي كان آخرها مجزرة المصلوب بالجوف التي كان جل ضحاياها من النساء والأطفال، .. ضربة تحمل رسالة مفادها أن الدماء اليمنية ليست رخيصة، ويجب أن يعمل العدوان ألف حساب لأي حماقة قد يقدم على ارتكابها في المستقبل.
“عملية الردع الثالثة” والتي كانت وجهتها ينبع الصناعية شفت صدور قوم مؤمنين.. وقال لسان: لا بد للمتغطرسين من رادع يردعهم عن جرائمهم واعتداءاتهم المتكررة، ولا رادع لهم سوى ضرب الأماكن التي كانت سبباً في استمرار غطرستهم وبغيهم.. شركات النفط والصناعات التي سخَّروها لتدمير الشعوب وإبادتهم، فكم من طفل صار يتيما وكم من امرأة أصبحت أرملة؟.. وكم من أسر أبيدت عن بكرة إبيها بلا رحمة؟.. وكم من أجساد أمست أشلاء، دون ذنب يذكر أو جرم يُقترف.
“عملية الردع الثالثة” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما استمر العدوان في غيه وطغيانه، ستستمر، القوة اليمنية في ردعهم، والدفاع عن الأنفس.. عن الأرض والعرض.. عن حياض الوطن ومقدراته حتى يولِّي الطغاة الدبر وإلى غير رجعة.
اليمن وطن له رجال شرفاء هم الأجدر بتحمِّل مسؤولية حماية أرضه.. رجال لا يقبلون الضيم والخنوع.. رجال يقدمون أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن الأمة، فأنى لهكذا رجال أن تضام أو تذل؟
رجال هم العزة ولأمتهم المجد والخلود.. رجال شكلوا بآيات ما يسطرون من بطولات مدرسة ومنهاجا يحتذى به على مر الأزمان، فسلام على أياد صنعت وأياد رصدت وأياد أطلقت والحمد لله على تأييده ونصره، والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا