الملتقى الشتوي.. بين السكين والأعور

 

حسن الوريث

يقول المثل ” من شابه أباه فما ظلم” وهذا بالفعل هو فرع اتحاد كرة القدم بأمانة العاصمة الذي يكاد أن يحوِّل الملتقى الشتوي الذي ينظمه نادي وحدة صنعاء إلى فوضى وربما يقوده إلى الفشل خاصة بطولة كرة القدم للأندية بسبب الانتقائية الشديدة التي يتعامل بها مع احتجاجات الأندية المشاركة في البطولة، فهو اختار احتجاجاً واحداً فقط ليتعامل معه بينما ترك بقية الاحتجاجات للتفسيرات الفضفاضة واجتهادات بعض أعضائه الذين يريدون أن يخدموا ناديهم لكنهم من حيث يدرون أو لا يدرون يدمرون جمالية هذا النشاط الذي سيفقد تميزه بسببهم.
عندما أقول إن هذا النشاط سيفقد تميزه، فهذا بالفعل ما يحصل الآن فقد تحول إلى مشاكل واحتجاجات بل وفوضى إشراك لاعبين من أندية أخرى ومشاكل وعدم انضباط وهذا بسبب ضبابية الرؤية لدى اللجنة المنظمة للملتقى، هذا إذا كانت هناك ثمة لجنة لأن ما يحدث يؤكد أن الملتقى أوكل مهمة إدارته إلى فرع اتحاد كرة القدم وهنا تكمن المشكلة العويصة التي لن يجد لها نادي الوحدة مخرجاً سوى إعادة النظر في تشكيل لجنة مستقلة تدير البطولة بعيداً عن تحكم أي جهة أخرى وأن يجعل الاتحادات وفروعها مجرد هيئات استشارية في حال حدوث أي لبس فقط أما أن يسند لها كل شيء فهنا تكمن المشكلة وهذا ما يهدد الملتقى بالفشل على اعتبار أن بقية الألعاب الرياضية مجرد كومبارس.
ما الذي يعنيه انتقاء مباراة الوحدة والسهام لاتخاذ قرار من فرع اتحاد القدم باحتساب النتيجة لصالح الوحدة وترك بقية الاحتجاجات أو الرد عليها بردود أشبه ما تكون إلى “عذر أقبح من ذنب” ولا تتناسب مع نصوص قوانين كرة القدم أو روحها ولا تنتمي إلى اللوائح التي يتغنى بها فرع الاتحاد في ديباجة قراراته العمياء إذ كان من المفترض أن تكون كل الأندية في عين فرع الاتحاد سواسية هذا إذا كانت توجد لديه ثمة عين يبصر بها بل ومن المفترض أن تدرس كل الاحتجاجات بروح الحياد وليس بروح الانحياز كما يحصل، وهل يقصد فرع اتحاد القدم إفشال الملتقى حتى لا يكون هناك أحد أحسن من أحد كما فشل الفرع في إقامة أي بطولة واحدة ناجحة وآخرها بطولة ثلوج السقاف ومن قبلها بطولات الفئات العمرية المختلفة التي لم تنجح منها أي بطولة أشرف عليها هذا الفرع؟ وهل هو العجز من قبل النادي في عدم تشكيل لجنة منظمة حقيقية تدير الأمور؟ وهل ترك نادي الوحدة الأمور التنظيمية لفرع الاتحاد من باب الهروب من المسؤولية أم أن هناك أغراضاً وأشياء أخرى من وراء ذلك التهرب؟ وهناك الكثير من التساؤلات التي نضعها أمام نادي الوحدة الذي سلَّم سكِّينه بيده إلى يد شخص أعور أو أعمى لم يعد بمقدوره أخذ السكين أو إنقاذ نفسه من تصرفات فرع الاتحاد؟.
في اعتقادي إن الخطأ الكبير في هذا الملتقى يتمثل في عدم وجود لجنة داخلية منظمة من النادي تدير الأمور بنفسها وتضع لائحة محددة يلتزم بها الجميع، حتى لجنة الحكام يفترض أن تكون هناك لجنة خاصة بالبطولة ولا مانع أن تكون لجنة حكام كرة القدم نفسها، لكن التبعية تكون للجنة المنظمة للبطولة وليس لفرع اتحاد القدم الذي يكاد أن يضيع البطولة بتصرفاته التي تدل على أنه مثل أبيه تربى على المؤامرات والدسائس حيث أن الفرع لم يبتدع هذه التصرفات فقد ابتدعها من قبله الاتحاد عندما اختار احتجاجاً واحداً في ما أسماها البطولة التنشيطية في سيئون وهو احتجاج شعب حضرموت على أهلي صنعاء وترك بقية الاحتجاجات كما هي وبنفس الأعذار الواهية وهذا يؤكد أن على الأندية إذا أرادت أن تنجح في تنظيم بطولاتها أن تبتعد عن هذا الفرع ومسؤوليه الذين ثبت بالأدلة القطعية عدم قدرتهم على القيام بمسؤولياتهم وفشلهم في كل شيء، كما أن هناك أموراً أخرى تتحكم في أدائه وأداء أعضائه وربما أن الوقت قد حان لتجتمع أندية العاصمة لتختار لها فرعاً بدلاً عنه أو مقاطعته من باب الاحتجاج على تصرفاته، كما أن رسالتي لنادي وحدة صنعاء ونصيحتي له هي أن لا يسلم رقبته مع السكين إلى فرع الاتحاد الأعور، بل عليه أن يدير بطولاته بنفسه خاصة أنها كثيرة وأنه قادم على تنظيم ملتقيات وبطولات قادمة ويمكنه الاستعانة بمن يراه من أصحاب الخبرات والتجارب والأهم هو الابتعاد عن شلة الفرع وتحكمه ما لم تكن هناك حسابات خفية؟ وعليكم تدارك الأمور قبل وقوع السكين في الرأس.. فهل تعي إدارة النادي أم أن القرار ليس بيدها وأنها أيضاً مجرد تكملة عدد والقرار بعيد عنها؟.

قد يعجبك ايضا