مقاطعة البضائع الأمريكيةو الإسرائيلية خيار استراتيجي لإسقاط صفقة ترامب

 

المشروع القرآني للشهيد القائد حمل مسارات عملية كانت المقاطعة أبرز عناوينها
جمعيات حماية المستهلك بفلسطين تدعو الى مقاطعة البضائع والخدمات الأمريكية وعزل إسرائيل رداً على إعلان صفقة القرن
المقاطعة شكل من أشكال رفض صفقة العار، وهي شكل أساسي من أشكال المقاومة الشعبية

مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما يسمى صفقة القرن التي بموجبها سيتم قضم المزيد من الأرض العربية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني تزداد وتيرة الغضب والرفض الواسع في الوسط الفلسطيني بكل توجهاته وفي الأوساط العربية الشعبية بالذات وبالتزامن مع هذا التوجه الأمريكي الاسرائيلي الأرعن تبرز الحاجة لتكرار الدعوات المتعلقة بالحرب الاقتصادية ومقاطعة البضائع الامريكية والاسرائيلية كخيار من خيارات المواجهة بين شعوبنا العربية المسلوبة والمظلومة وبين قوى الهيمنة والاستعمار والاحتلال الأمريكية الصهيونية ولما للمقاطعة التجارية من أثر بالغ على كيانات الاستكبار العالمي.. إلى التفاصيل:

الثورة / أحمد المالكي

دعا اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني، إلى مقاطعة البضائع الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية، ردّا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميا بـ»«صفقة القرن».
وقال اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني في بيان : «بمقاطعة البضائع الأمريكية إلى جانب العودة إلى الأرض والمقاومة الشعبية الموحدة والمستمرة تسقط صفقة العار».
مغريات
وأوضح المهندس عزمي الشيوخي رئيس اتحاد جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني، أن «المقاطعة شكل من أشكال رفض صفقة العار وصفقة القرن»، معتبرا أن «المقاطعة شكل أساسي من أشكال المقاومة الشعبية».
وأشار إلى أن «المقاومة الشعبية بأدواتها لن تؤلم الاحتلال الإسرائيلي بدون أن ننجح في المعركة الاقتصادية ونتوج انتصارنا بها بنجاحنا في مقاطعة البضائع والخدمات الأمريكية وعزل إسرائيل».
وأكد الشيوخي ضرورة تنفيذ جميع قرارات المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني، وفي مقدمتها الانفكاك التدريجي بالاقتصاد الفلسطيني عن اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا لتفعيل مكاتب المقاطعة في جميع الدول العربية والتكامل في المقاطعة الفلسطينية والعربية مع حركة المقاطعة العالمية لمقاطعة البضائع والخدمات الإسرائيلية والأمريكية.
غضب
وحث الشيوخي جميع دول العالم على محاصرة دولة إسرائيل وعزلها في جميع دول المنطقة والعالم من خلال انتصارنا في حملات المقاطعة وفي معركتنا الاقتصادية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي، عن تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميا بـ»صفقة القرن».
ويبلغ متوسط الواردات الفلسطينية السنوية من إسرائيل سنويا نحو 3.2 مليارات دولار، بحسب أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بينما تصدر فلسطين لإسرائيل بقيمة 875 مليون دولار سنوياً.
وهناك عقبات تضعها إسرائيل أمام الفلسطينيين لاستيراد عديد السلع من الخارج، كالطاقة والوقود والمياه، وعديد السلع الأخرى في مجال الصناعة والبناء والتشييد.
اسلوب نموذجي
وتعتبر المقاطعة أسلوبا نموذجياً كأحد أوجه المواجهة المشروعة والجهاد ضد الاحتلال كي تنال الشعوب حريتها واستقلالها. والمقاطعة (الاقتصادية) تعني بمفهومها العام إيقاف التبادل السلعي والخدماتي بشكل كلي أو جزئي مع الطرف المراد مقاطعته بما يخدم مصالح وأهداف الطرف الداعي للمقاطعة، ويشمل التعامل الاقتصادي والخدماتي بكافة أشكاله أي وقف التبادل السلعي والخدماتي مع الطرف المطلوب مقاطعته بهدف التأثير عليه سياسياً أو أضعافه عسكرياً واقتصادياً، وتأتي المقاطعة بهدف إحداث الضغط والتأثير على أمريكا وإسرائيل بما يخدم المصالح العامة للأمة الإسلامية..
ومن أروع صور المقاطعة بالتاريخ الحديث ( إضراب عام 1936) الذي قام بتنفيذه الشعب والثوار الفلسطينيون ضد اليهود والاحتلال البريطاني وقد استمر هذا الإضراب لمدة ستة أشهر مسجلا أطول وأفضل إضراب (مقاطعة ) في التاريخ, كذلك لا ننسى التجربة الهندية الشجاعة والتي نفذها الشعب الهندي بزعامة المهاتما غاندي ضد المستعمر البريطاني “للقارة الهندية” وكذلك مقاطعة الشعب الفيتنامي الصامدة المتميزة ضد المحتلين الأمريكيين والفرنسيين حتى نالوا حريتهم وكبرياءهم، وهنا لا ننسى الانتفاضة الفلسطينية المباركة عام 1987م ونموذجها البطولي المشرف في الجهاد ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، باعتبارها تكتيكا ضمن أوجه الجهاد الأخرى.
ومما لاشك فيه أن الوضع القائم حاليا بالتزامن مع إعلان ترامب لصفقة القرن قبل ايام وفي ظل العدوان الأمريكي السعودي الإجرامي الغاشم وما يترتب عليه من نتائج قاسية نتيجة الاعتداءات والممارسات والتجاوزات الوحشية اللاأخلاقية من قبل الطرف الأمريكي الإسرائيلي السعودي وما رافقها من إفراط المحتل في استخدام أقسى درجات العنف المبرمجة ضد شعبنا اليمني مما يفرض علينا شرعية الدفاع بكافة الوسائل منها النضالية التصعيدية (استمرار الفعاليات) ومنها ما يعرف بالدفاع اللاعنفي, وتعتبر المقاطعة من أفضل صور مقاومة الشعوب للمحتلين من خلال حقهم في الامتناع عن شراء منتجاته من جهة وتنشيط التعامل مع المنتجات الوطنية من جهة أخرى واعتبار هذا واجب وطني وديني وأخلاقي يجب تحقيقه شعبيا ورسمياً.
آثار سلبية
ولمقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية آثار سلبية على أمريكا وإسرائيل وكانت بداية مشجعة ومثمرة وهي ما زالت تلقي استجابة مقبولة من جمهور المستهلكين المسلمين وذلك يعتبر ردة فعل طبيعية بسبب استخدام أمريكا وإسرائيل وأدواتها “النظام السعودي ومرتزقته” القوة والاعتداء الوحشي على الشعوب الإسلامية، وذلك حتى نتخطى هذه الأزمة التي يمر بها شعبنا.
كما أن المناخ والأجواء مهيأة لإنجاح حملة مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية وخصوصاً أن الحالة العدائية لأمريكا وإسرائيل نتيجة السخط العربي والاسلامي بعد إعلان صفقة القرن مؤخراً وللهجمة العدائية الشرسة ضد شعبنا متمثلة بمجمل الجرائم التي طالت كل الشعوب فمن هنا نجزم بإمكانية نجاح حملة المقاطعة. لذا يتوجب التخطيط الجيد وإعداد المواطن نفسياً ووطنياً لكي تكون مقاطعة منتجات الأعداء أسلوباً ونهج حياة وعند الحديث عن مقاطعة المنتجات يجب التأكيد على النهوض وتشجيع الصناعات الوطنية والارتقاء بمواصفاتها لكي ترقى وتحظى بثقة المستهلك في حال تصديرها بشرط مطابقتها للمواصفات والمقاييس الجيدة وتثبت قدرتها على المنافسة.
تحسين المنتجات
وحتى نضمن تحقيق أفضل النتائج ولكي تساهم شرائح المجتمع بدور فعال لإنجاح حملة المقاطعة نود أن نذكر الصناعيين والمنتجين بدورهم والمسؤولية الملقاة على عاتقهم عن طرق اتخاذ جملة من الإجراءات أهمها العمل على تحسين المنتجات الوطنية المطابقة للمواصفات والمقاييس ومراعاة مستوى الجودة حتى تحظى بثقة ورضا المستهلك اليمني، ولتؤكد قدرتها على المنافسة، وعلى الجهات الرسمية كمؤسسة المواصفات والمقاييس والوزارات المتخصصة الأخرى لعب دور أكبر في هذا المجال.
كذلك العمل على تخفيض الأسعار بما يتناسب وتدني الدخول بسبب العدوان وتفشي البطالة وحرمان فئات عديدة من الناس لمداخيلهم.
والحرص على استخدام الوسائل التسويقية العالمية المتطورة وعدم إغراق الأسواق المحلية بشكل عشوائي للمنتجات الأجنبية وضرورة اعتماد التعامل مع المنتجات الوطنية المتوفرة عند تنفيذ المشاريع والمناقصات والعطاءات المتعددة.
كما ان على الصناعيين التعود على ضرورة أخذ رأي المستهلكين بالمنتجات والاستماع إلى آرائهم وتلبية رغباتهم من هذه المنتجات باعتبارهم – المستهلكين لهذه السلع والمنتجات وذلك لتحفيزهم على تشجيع الصناعة الوطنية.
دور المستهلك
وعلى المستهلك أن يقوم بدوره لتشجيع الصناعة الوطنية باعتبار أن ذلك واجب وطني وديني وأخلاقي من خلال
الامتناع كلياً عن التعامل مع المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، والبدء بمقاطعة المنتجات الموجود لها بدائل وطنية جيدة.
وكذا الاستغناء عن كل المنتجات الأمريكية والإسرائيلية الكمالية وغير الضرورية، مع أهمية الترشيد الاستهلاكي في كافة أوجه متطلباته الحياتية اليومية والاعتماد على سلم الأفضليات عند اتخاذ قرار الشراء والاستغناء عن السلع الكمالية والتحول من الاستهلاك الترفي إلى استهلاك الصمود والصبر.
واحرص في الإقبال على شراء المنتجات الوطنية والجيدة والتأكد من جودة السلع لأن الجودة هي من حقوق المستهلك الواجب توفرها في المنتجات والبضائع التي يقدم على شرائها وبهذا نضمن فعالية دور المستهلك في إنجاح حملة المقاطعة بحيث أنه يبتعد عن شراء المنتجات الأمريكية والإسرائيلية. وضرورة تحفيز الصناعات المنزلية للأسر المنتجة لتحسين دخلها
مع أهمية الاستفادة من الحديقة المنزلية بالزراعة الحضرية وتربية بعض الطيور لتأمين متطلبات الأسرة لتمكينها من الإيفاء بالالتزامات الحياتية الضرورية والتقليل من نفقاتها وتحقيق لمرحلة ولو جزئية قدراً من الاكتفاء الذاتي، حتى يفصل الله بيننا وبينهم, والعاقبة للمتقين.
المشروع القرآني
وقد حمل المشروع القرآني للشهيد القائد مساراتٍ عملية كانت الصرخة (اللهُ أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود – النصر للإسْلَام) أحدها، وإلى جانبه المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، والتي تعتبر حرباً اقتصادية على العدو في مواجهة إمكاناته الاقتصادية والمادية التي يتحَـرّك من خلالها في زعزعة واستقرار الأُمَّـة الإسْلَامية، والحث على مقاطعة تلك البضائع كواجب؛ لأن أموالنا هذه التي نستهلك البضائع الأمريكية بدفعها تعتبر إعانة لهم على الإسْلَام وعلى أبناء الإسْلَام.
وكان المشروع القرآني الثقافي النهضوي الذي تحَـرّك به الشَّهِيْد القَائِد بشعار الحرية ومقاطعة البضائع الأمريكية هو المشروع الذي نحتاج إليه كمسلمين؛ كون بقاؤنا في حالة الاستسلام والصمت تخدم الأعداء؛ ولأننا إذا تحَـرّكنا من خلال الثقافة القرآنية فسنكون متنورين؛ كونها تحمل رؤية شاملة متكاملة، تتناول الواقع وتتناول مشاكل الأُمَّـة وتتناول الأحداث وطبيعةَ الصراع وما تحتاج إليه الأُمَّـة في مواجهة هذا العدو.
وقد استطاع الشعار والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية أن يمثلا خطوةً عمليةً مهمة لمواجهة مشـروع التدجين وفرض حالة الولاء والتسليم المطلق لأمريكا والإذعان لها ولإسرائيل، وسَرعانَ ما ظهر الأثرُ الكبير للشعار وانزعاج الأمريكان والإسرائيليين منه والسعي في محاربته منذ أيامه الأولى.
ومما لا شك فيه أن الشعار والمقاطعة لهما مكاسب كثيرة، ومن مكاسبهما الأولية هو توفر حالة من المنعة الداخلية، حالة من السخط والعداء تحمي الشعوب في الداخل من العمالة والارتهان للأعداء؛ لأن البيئة المعادية تخفف من العمالة والخيانة بشكل كبير، وهو العكس في البيئة الفارغة من أي نشاط مناهض للعدو تكون بيئة مشجعة للكثير من عديمي الضمير والإنسانية والمبادئ والوطنية.
حرص الشَّهِيْدُ القَائِدُ على ضرورة أن نصرُخَ بهذا الشعار وأن ينتشر في المناطق الأخرى، وأن تعيَ الشعوب ضرورة المقاطع للبضائع الأمريكية والإسرائيلي؛ لأننا من خلال هذا التحَـرّك سنترك سخطاً شعبياً شديداً ونقاطع بضائعهم؛ وبهذا نكون قد استطعنا أن نضرب أمريكا في عقر دارها، اقتصاديًّا، قبل أن تضربنا عسكريًّا، والاقتصادُ عند الأمريكيين مهم، يحسبون ألف حساب للدولار الواحد، فهؤلاء بإمكانهم أن يقاطعوا المنتجات الأمريكية، أَوْ مُنتجات الشـركات التي لها علاقة بالأمريكيين، وباليهود أَوْ بالحكومة الأمريكية نفسها، وحينئذ سيرون كم سيخسـرون؛ لأن مَن أصبح ممتلئاً سخطًا ضد أمريكا وضد إسرائيل أليس هو مَن سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية؟ والمقاطعة الاقتصادية منهكة جدًّا.
وقد ارتفعت قيمة الصادرات الأمريكية الى الدول العربية حسب مكتب الإحصاء الأمريكي في 2018م الى نحو 60.6 مليار دولار مقارنة مع 50.1 مليار دولار في 2008م محققة زيادة بنحو 10.5 مليار دولار في قيمة التبادل التجاري مع العرب. في المقابل تقلصت قيمة الواردات الامريكية من الدول العربية بنحو 56 مليار دولار من 116.16 مليار دولار في 2008م الى 60.3 مليار دولار في 2018م. وبذلك حققت الولايات المتحدة فائضا يقدر بنحو 300 مليون دولار في ميزان التبادل التجاري مع الدول العربية الذي انقلب للمرة الأولى لصالح الولايات المتحدة.

قد يعجبك ايضا