رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان لـ (الثورة): نستقبل أكثر من ( 40 حالة ) يومياً.. والنساء والأطفال أكثر عرضة للإصابة

 

لدينا مركزان فقط للأورام يفتقران للكفاءات وقسم الجراحة
العدوان سبب رئيسي في زيادة وتفاقم معاناة مرضى السرطان
نحتـــاج إلــى 7 مليارات ريال لتغطيــة تكلفــة الخطــة الجديدة 2020

قال رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة السرطان الدكتور / عبدالسلام المداني: إن من الأسباب المباشرة لانتشار الأمراض والأوبئة وعلى رأسها (مرض السرطان) قيام تحالف العدوان بقصف المدن والأحياء المأهولة بالسكان واستخدامه لأسلحة محرمة دوليا ذات تأثير سريع .
وناشد في لقاء أجرته (الثورة) معه، المجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية بالضغط على تحالف العدوان برفع الحصار عن اليمن وفتح (مطار صنعاء) الدولي ، حتى يتسنى للمرضى السفر للخارج لتلقي العلاج ، كما دعا كافة الجهات المعنية إلى المشاركة في دعم صندوق مكافحة السرطان للتخفيف من معاناة المرضى .. تفاصيل أكثر في سياق الحوار التالي:

لقاء/
رضي القعود

في البداية نود منكم ان تطلعونا على أهداف ومهام صندوق مكافحة السرطان ؟
– بالنسبة للأهداف فإن القانون كان واضحاً وصريحاً في تحديد أهداف ومهام الصندوق ومن هذه الأهداف المذكورة في القانون إنشاء ودعم المراكز الصحية للأورام .. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه وللأسف لا يوجد في عموم محافظات الجمهورية سوى مركزين .. وهذان المركزان لا يستحقان أن يطلق على كل منهما مركز بل “مريكز” وذلك بسبب عدم وجود القسم الجراحي .. وما هو متوفر في كل منهما فقط قسم العلاج الكيماوي وقسم العلاج بالإشعاع والقسمان ليسا بالكفاءة المطلوبة .
ومن ضمن المهام والخدمات التي يقدمها المركز توفير الأدوية والعلاج .. وهذا ما نقوم به منذ بداية تسلمنا للعمل إلى جانب المساهمة في تشخيص الحالات بالتنسيق مع المركز الوطني لعلاج الأورام ، وكذلك تمويل الأبحاث والدراسات وهذا ما نعمل به ضمن خطة 2020م .. حيث تم إنشاء إدارة خاصة بالدراسات والبحوث، ومن الأهداف أيضا العمل على دعم برامج التأهيل والتدريب وفي هذا الجانب بدأنا العام الماضي بإقامة دورات تدريبية للكادر الطبي والصحي في أربع محافظات هي حجة ، المحويت ، عمران ، ذمار، على أساس أن يتم فتح وحدات علاجية في هذه المناطق للتخفيف من معاناة المرضى وعناء السفر الى صنعاء، ويجري التواصل حاليا مع محافظات أخرى وهي : إب ،الحديدة ، البيضاء ، صعدة ، وذلك بهدف تدريب وتأهيل الكوادر الصحية فيها .
وتابع الدكتور المداني حديثه بالقول : ومن الأهداف التي يسعى الصندوق لتحقيقها الإسهام في إنشاء مركز مرجعي للأمراض السرطانية وهذا العمل يتم بالتنسيق مع وزارة الصحة .
ويلعب صندوق مكافحة السرطان وفقا لرئيسه دورا مهما في تخفيف الأعباء الملقاة على عاتق المريض وذلك من خلال دفع تكاليف الأدوية والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي وقد بدأ تقديم هذه الخدمة والعمل بها عندما توفر الجانب المادي.. إذ أنه وقبل ذلك لم يكن لدى الصندوق موارد مالية ، وفي هذا الخصوص أنفق الصندوق خلال ثمانية أشهر لصالح الحالات المرضية وغيرها من التزامات ( تأهيل الكوادر الطبية – مستلزمات للمركز الوطني -مستلزمات مركز سرطان الاطفال في مستشفى الكويت ) أنفق ما يقارب ثلاثمائة مليون ريال.
موارد مالية
• كيف يحصل الصندوق على موارده المالية ؟
– القانون حدد للصندوق نسبة معينة من فواتير الاتصالات والسجائر والمبيدات الحشرية .
وقد واجه الصندوق صعوبات في تنفيذ القانون ، مع ذلك الجهة الوحيدة التي تفاعلت معنا منذ البداية هي مؤسسة كمران ، بينما لم نجد تجاوباً من الإخوة في شركات الاتصالات ومن ضمنها المؤسسة العامة للاتصالات ، إلا أنهم وعدونا في بداية العام الجديد ، كما توجد لدينا مشكلة مع شركة تيليمن في عدم التزامها بتسديد نسبة من فواتير الانترنت، والمبالغ التي يدعمون بها الصندوق زهيدة لم تتجاوز خلال ستة أشهر الـ 400 الف ريال، كذلك الجمارك لم نجد تفاعلاً منهم في تفعيل القانون ويبررون ذلك بحجج واهية، ورفعنا مذكرة إلى وزارة الشؤون القانونية لتفسير بعض المواد واضافتها إلى اللائحة التنفيذية حتى يكون لنا مخرج مع الإخوة في مصلحة الجمارك، والأمر الآخر أن الصندوق يواجه صعوبة في عدم تجاوب أمانة العاصمة ووزارة الأشغال بخصوص تنفيذ توجيهات حكومة الإنقاذ المتعلقة بتسليم مبنى مرضى لوكيمياء الأطفال.
برأيكم ما أسباب زيادة نسبة حالات الإصابة بمرض السرطان؟
– الأسباب عديدة، فهناك أسباب بيئية وهناك أسباب سوء استخدام لمواد معينة مثل المواد النفطية، فبعض هذه المواد تدخل في صناعة الملابس، ولهذا نأمل من الأخوة في الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس أن يعملوا على فحص كل ما يدخل إلى البلد ومعرفة مدى مطابقته للمواصفات المعتمدة .
ولا بد من الإشارة إلى أن من الأسباب الرئيسية التي فاقمت المشكلة استمرار العدوان واستخدامه أسلحة بدأ تأثيرها بشكل سريع.. فمن المعروف أن أمريكا في الحرب العالمية الثانية استخدمت أسلحة ضد اليابان واستمر تأثيرها بعد عشرات السنين، لكن في اليمن كانت لهذه الأسلحة نتائج سريعة. بالإضافة إلى وجود أسباب أخرى مثل التدخين والمبيدات الزراعية التي تدخل البلد بطريقة غير قانونية .
ماهي الفئات الاكثر تعرضا للإصابة بهذا المرض؟
– من خلال المتابعة للحالات فإننا نستطيع القول إن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض وبالأخص سرطان الثدي، حيث انتشرت هذه الحالات في الفترة الأخيرة بشكل مخيف، بالإضافة إلى انتشار سرطان الدم لدى الأطفال ولدى الكبار، وقد لوحظت زيادة الحالات في هذا الجانب مقارنة بالأعوام السابقة. كل هذه النتائج في اعتقادي جاءت بسبب العدوان واستخدامه الأسلحة الجرثومية وانواعاً مختلفة من الأسلحة الجديدة التي لم يتم الكشف عنها في الوقت الحالي، إلا أن نتائجها ستظهر مستقبلا عند إجراء الفحوصات والمسح للمناطق التي تعرضت للقصف .
مؤشرات
هل بالإمكان أن تستعرضوا لنا المؤشرات والبيانات الخاصة بمرض السرطان؟
– في الحقيقة نحن بدأنا في 2018م على أساس أن يكون لدينا سجل وطني خاص بالأورام حيث بدأنا في إدارة الإحصاء وذلك ضمن الخطة الجديدة 2020م لتكون لدينا إدارة خاصة بالسجل الوطني للأورام، وقد رفعنا مذكرة لوزير الصحة يتم التوجيه من قبله للإخوة في المستشفيات سواء كانت حكومية أو خاصة بأن يتم التعاون مع الصندوق وموافاته بما لديهم من إحصائيات لكي نستطيع أن نصدر سجلاً وطنياً للأورام يتم من خلاله انشاء قاعدة بيانات نحتاجها للمستقبل والعمل بها ضمن خططنا الاستراتيجية. وأستطيع القول إنه من خلال ما يصل إلى الصندوق من حالات مرضية فإن النسبة في تزايد .. وبشكل أوضح نحن نستقبل يوميا (40 حالة) مصابة بالسرطان .. أي بمعدل (100 حالة) كل شهر وهو عدد كبير مقارنة بدول الجوار .
مسببات
كيف يمكن الحد من انتشار مرض السرطان ؟ وما هي الطرق للوقاية منه ؟
– هناك عدة وسائل منها التلوث البيئي والاستخدام العشوائي للأسمدة والمبيدات الحشرية وبالتالي بعض المواد والأغذية المحفوظة، كل ذلك يعتبر عاملاً مساعداً في الإصابة بمرض السرطان ، إلى جانب المشتقات النفطية كالبترول والديزل وغيرها من المواد .. وبالتالي إذا استطعنا الابتعاد عن هذه العوامل المساعدة في انتشار المرض والوقاية منها من خلال استخدام وسائل الحماية كالكمامات وعدم تناول المعلبات والأغذية المحفوظة . إلى جانب ذلك توجد الأعمال التراكمية وتظهر أعراضه بعد فترة من الزمن مثل العمل في ورشات النجارة وتقطيع ونشر الاحجار ، وهذه المهن يجب أن تصاحبها توعية وتثقيف بضرورة استخدام وسائل الحماية .
وقال الدكتور المداني : من الأشياء المساهمة في انتشار السرطان التدخين والشمة وتدخين المعسل وكلها عادات سيئة يجب الابتعاد عنها . كما قمنا وبالتعاون مع وزارة الزراعة والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والهيئة العامة لحماية البيئة بإنشاء لجنة مصغرة تبدأ بتحديد والكشف عن الأسباب المساهمة في انتشار المرض وكيفية الحد منه، وقد عقد اللقاء الأول لهذه اللجنة كما سيتم انعقاد الجلسة الثانية الاسبوع القادم لكي تقدم كل جهة رؤيتها حول مكافحة السرطان وطرق الوقاية منه والخروج بدراسة شاملة وتقديمها إلى الحكومة لاتخاذ الإجراءات القانونية، وتتضمن هذه الدراسة عمل جريدة توعوية تهدف إلى التعريف بكيفية الحد من انتشار المرض . بالإضافة أن إيقاف العدوان على اليمن سوف يساهم في الحد من انتشار المرض وسنستطيع النزول إلى المناطق التي تعرضت للقصف لإجراء الدراسات، وهذا الأمر يحتاج إلى كوادر وأجهزة نحن في أشد الحاجة إليها .. ولا ننسى أيضا ما كان يحدث سابقا من دفن للنفايات في البحر الأحمر وعلى الدولة أن تتأكد من ذلك بحيث تكون لدينا معلومة واضحة وحقيقية، حيث أن مسؤولي النظام والحكومة السابقة لم يكن لديهم ضمير ويتصفون بالفساد وعدم المصداقية وهم اليوم مرميون في أحضان آل سعود فقد يبيع البلد بثمن بخس، كما نطالب جميع الجهات بتضافر الجهود للحد من انتشار مرض السرطان ، وعلى وزارة الزراعة عمل رقابة مستمرة للمبيدات والأسمدة التي تدخل إلى البلد إلى جانب التوعية بكيفية استخدام المبيدات والاحتفاظ بها لدى المزارعين ، فشريحة المزارعين دائما ما يتعرضون للإصابة بالمرض نتيجة خلط المبيدات والاستخدام السيئ .. ولذا يجب على كل الجهات أن تتحمل المسؤولية ونتمنى في المستقبل أن تكون هناك توسعة للجنة المذكورة سابقا بحيث تشمل وزارة الأوقاف ، وزارة التربية والتعليم بحيث تتم اضافة مواد توعوية في المناهج عن السرطان وغيرها من الأمراض وإن شاء الله – وبتكاتف الجميع –ستتم مستقبلاً توعية المجتمع أكثر .
وتابع المداني قائلا : لقد بدأ الصندوق خطوات كالتنسيق مع إدارة المرأة في وزارة الصحة ، حيث أقمنا ورشة عمل تم من خلالها النزول الميداني لأكثر من ( 46 كلية) من الجامعات الحكومية في أمانة العاصمة وعدد من محافظات الجمهورية ، كما قمنا بالنزول الميداني إلى ( 27 مدرسة ) بهدف التوعية والتثقيف منها ( 9 مدارس ) في أمانة العاصمة تم تزويدها بلوحات حائطية ثابتة تتضمن رسائل توعوية ثقافية عن مرض السرطان وكيفية الوقاية منه ، وهذه اللوحات يتم استبدالها وتغييرها كل شهر .. إلى جانب عمل استبيان في أوساط الطالبات لمعرفة مدى الاستفادة من المعلومات الواردة في اللوحات الحائطية، مشيرا إلى أن التركيز على الطلاب والطالبات شيء مهم كونهم سيصبحون رسلاً ثقافيين وصحيين لأسرهم .
توظيف الجهود
كيف يمكن توظيف الجهود للتخفيف من معاناة مرضى السرطان ؟
– قبل ستة أشهر تقريبا عقدنا ورشة عمل ضمت حشداً كبيراً من الجهات وذلك بهدف توظيف الجهود للتخفيف من معاناة مرضى السرطان ودق ناقوس الخطر للوقوف جميعا أمام مشكلة انتشار مرض السرطان، وكانت الورشة قد دعي لها العديد من الوزارات مثل وزارات الزراعة ، الإعلام ، التربية والتعليم وغيرها من الجهات ، فنحن بحاجة إلى تعاون ومشاركة الجميع من أجل بناء بنية أساسية لخدمة مرضى السرطان وكل جهة لها دور في ذلك ، فمثلا نحن بحاجة إلى تعاون الهيئة العامة للزكاة من خلال المشاركة والإسهام بتخصيص جزء من مصارفها لصالح دعم صندوق مكافحة السرطان ، فكثير من التجار وأصحاب رؤوس الأموال توقفوا عن تزويد الصندوق بالمال وذلك بحجة انهم يكتفون بالدفع للهيئة العامة للزكاة وكأن الجانب الإنساني لا يهمهم .
لدينا الكثير من الهموم والصعاب التي تقف عائق أمام توفير بعض احتياجات المرضى حيث أن الخطة الجديدة سوف تكلف في حدود ( 7 مليارات) ريال وما لدينا من موارد لا يتجاوز( 3 مليارات) ريال تقريبا ، فنحن بحاجة إلى معجل خطي كما نحتاج إلى استكمال المباني الخاصة بالمرضى إذ أنه وللأسف لا يوجد حتى الآن سوى مركز لسرطان الدم، ولكي يتم تجاوز هذه الإشكاليات لا بد من تعاون وتضافر جهود الجميع ضمن إطار التخفيف من معاناة المرضى .
• ما هي الرسائل التي تودون توجيهها.. ؟
– نتمنى من المعنيين أن يكون هناك تعاون وتكامل ، وأناشد الجميع في وزارة المالية ووزارة الصحة بتكثيف الجهود للتخفيف من معاناة مرضى السرطان وتقديم الخدمات الصحية في جميع المجالات، كما أوجه رسالتي إلى أصحاب رؤوس الأموال وجمعية الصرافين والغرفة التجارية وكل من لديه الاستطاعة، بأن يدعموا برامج وخطط صندوق مكافحة السرطان سواء بتجهيز المراكز الخاصة أو شراء الأدوية والمعدات الطبية ، وليس هناك مانع من تشكيل لجنة رقابية لمتابعة سير عمل خطط الصندوق، كما أدعو المجتمع إلى التراحم والتكافل مع كل مريض لا يستطيع توفير حاجته من الدواء .

قد يعجبك ايضا