آخر تصريحات أو تعليقات الرئيس الأمريكي «ترامب» ما يقول عنها مؤامرة ضده تهدف إلى حرمانه من أهم ما يحلم به وهو الحصول على جائزة نوبل للسلام من منظور أنه رجل سلام على مستوى العالم، فما هي هذه المؤامرة ومن هم أطرافها من منظور ترامب؟.
يرى ترامب أن وراء المؤامرة رئيس روسيا «بوتين» و«نتنياهو» الصهيوني لأن كليهما ـ في نظر ترامب ـ يصران على استمرار حرب أوكرانيا وحرب غزة، وهذا ما يحول بينه وبين الجائزة «الحلم»..
لكن كيف لنا أن نصدق تآمر نتنياهو ضد ترامب في ظل حقيقة أن الكيان الصهيوني لا يستطيع خوض أي حرب في غزة أو غيرها بدون شراكة وليس فقط مجرد دعم أمريكي؟.
وإذا كان ترامب ذاته مشارك ومتحمس لإبادة الشعب الفلسطيني كما نتنياهو إن لم يكن أكثر فكيف لنا فهم أو تصديق ما يقوله ترامب عن نتنياهو المتآمر والخائن له ليحرمه فقط من حلم «النوبل»؟..
ألا يقال بأنه إذا كان المتكلم مجنوناً فالمستمع بعقله؟..
إذا ترامب قرر اتهام رئيس روسيا «بوتين» بأنه سار في استمرار الحرب بأوكرانيا بهدف حرمانه فقط من جائزة نوبل فالزج باسم «نتنياهو» تحلية للعبة وتمريراً للملعوب، لأنه بدون هذا «الزج» فالمسألة لا تصلح حتى لأن تكون لعبة أو ملعوباً..
بدلاً من أن يتصل ترامب بـ«النتن» ويطلب أو يأمره بإيقاف الإبادة الجماعية فهو يكون اتصل به ولكن ليبلغه أنه يحتاج للزج باسمه إلى جانب «بوتين» لإنجاح فكرة التآمر والمؤامرة، وبالتالي فذلك قد يساعد في تقديم ترامب على أنه رجل سلام ولكن ظروفاً قاهرة تحول دون نجاح التقديم والمؤامرة الكبرى لمنع تحقق الحلم الترامبي أساسها الثنائي «بوتين ـ نتنياهو»..
مع إيماني بأن ما تسمى جائزة نوبل للسلام تفقد مصداقيتها كلياًّ ونهائياً حين تربط بالسياسة كما السادات وبيجين أو عرفات وإسحاق رابين وغير ذلك، ولكنه حين منحت الجائزة للرئيس الأمريكي الأسبق «أوباما» خرج ليقول إنني لم أعمل أو أنجز ما أستحق به هذه الجائزة..
يكفي مجرد هذا القول مقابل الحبكة المهترئة والدبكة المقززة في حديث «ترامب» عن مؤامرة لحرمانه من هذه الجائزة «الحلم»..
لو أن هناك جائزة تخصص لمجرم هذا الزمن وهذا العصر وجرى استفتاء عالمي على الأحق والأجدر بها فإنه لايوجد أحد في هذا العالم يمتلك الحد الأدنى من أهلية الترشيح إلى جانب «ترامب» وليس منافسته..
وهكذا ففي حين أن العالم يجمع وبأغلبيته المطلقة على أن ترامب هو مجرم العصر في الإبادة الجماعية بغزة فإن ترامب يعتبر المسألة قضية إعلام وألعاباً سياسية، وكل ما كان يحتاجه للنجاح هو موافقة الرئيس الروسي بوتين على وقف الحرب في أوكرانيا وكان بمقدور ترامب تحقيق حلمه حتى في استمرار الإبادة الجماعية بغزة..
رفض بوتين إيقاف الحرب كما أراد «ترامب» وهو ما حال بينه وبين تحقيق ما يعرف بأهم أحلامه، وبالتالي فالزج باسم «نتنياهو» هو حاجية لحبكة ومسرحة هزلية وهزيلة وليس أكثر من ذلك..
بات مضحكاً أن نتساءل: هل سارت روسيا فيما أسمتها عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا فقط لإنجاح ترامب في تحقيق أهم أحلامه؟ وهل روسيا ليس لها أمن قومي مقارنة بأمريكا وأوروبا وغيرهما؟..
هل روسيا حاربت أمريكا وأوروبا والمرتزقة من أجل عيون ترامب ومن أجل أمانيه وأحلامه؟..
كل أساطيل ومدمرات أمريكا وأوروبا استنفرت وحشدت لشن حرب عالمية على الشعب الأعزل في غزة، فكيف بعد كل هذا يأتي رئيس الإجرام والإبادة الجماعية في غزة ليتحفنا بمقولة أن «نتنياهو» شريك في مؤامرة حرمانه الجائزة «النوبلية»؟..
ترامب بشعاره الفضفاض «أمريكا أولاً» كأنما لم يعد له همٌ ولا قضية غير الحصول على هذه المسماة «جائزة نوبل»، حتى وقد تحولت إلى شاهد متواتر ومعاصر على حقيقة أن أمريكا هي الإجرام وهي الإرهاب في هذا العالم ولا يوجد قائد ولا رئيس بهذه الصفات والبذاءات «الترامبية»، بحيث لم يعد الحد الأدنى في هذه السياسة الأمريكية من فنون الحبكات والدبكات..
وفيما العالم يضحك ويسخر من هذا الانحطاط والتخبط الأمريكي فأمثال ترامب يعيشون انعزالاً يجعلهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!!.