ظريف: نهاية الوجود الأمريكي من غرب آسيا باتت مؤكدة

مواراة جثمان الشهيد سليماني الثرى بمسقط رأسه بمدينة كرمان: المشيّعون يردِّدون من مدينة كرمان: “الموت لأمريكا وإسرائيل”

اللواء سلامي للأمريكيين: سندمر مكاناً محبباً إلى قلوبكم إذا رديتم على انتقامنا للشهيد سليماني

الثورة/طهران/وكالات
جرت يوم أمس مراسم دفن الشهید قاسم سليماني و رفيقه الشهيد اللواء بور جعفري في مقبرة بمسقط رأسه في بلدة كرمان،
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أنه “بدأت الآن نهاية الوجود الأميركي في المنطقة”. وأضاف ظريف في كلمة له خلال مؤتمر طهران للحوار في طهران أن النظام الأميركي أثبت أكثر من مرة أنه يقوم بخطوات تزعزع أمن واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن هم معه يسفكون الدماء في المنطقة بأخطائهم وارتكاباتهم.
موقف ظريف يأتي بالتزامن مع تشييع الشهيد الفريق قاسم سليماني في كرمان أمس حيث يوارى الثرى في مسقط رأسه.
وتابع، أن خطأ الحسابات لا ينحصر بالولايات المتحدة بل يمتد إلى بعض حلفائهم في المنطقة والعالم، معتبراً أن أهم ما ترتب على السياسات الأميركية المدمرة ما نشهده من ألم في فلسطين وليبيا والعراق وغيرها من دول المنطقة.
وقال ظريف “أنا أؤمن وبشدة بأن أزمات المنطقة قريبة من الحل”، معتبراً أن ما يمكن أن يأتي بالأمن على مساحة غرب آسيا هو التفاهم المشترك والحوار داخل المنطقة.
وأشار إلى أن الرؤية الخاصة بالرئيس حسن روحاني عن السلام في هرمز تقوم على الحوار والتفاهم.
ولفت إلى أن بلاده تعلن نداء السلام والمحبة مع جيرانها، مشدداً على أن “خروج القوات الأميركية من غرب آسيا بات مؤكداً”.
ظريف كان قد وجّه كلاماً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما إذا كان سبق له أن شاهد مثل هذا البحر البشري الذي شيّع الشهداء الفريق سليماني والقائد أبو مهدي المهندس .
وفي تغريدة له على تويتر سأل ترامب ما إذا كان يريد مواصلة الإصغاء الى ما يقوله مستشاروه المهرجون حول إيران، وما اذا كان يعتقد أنه يستطيع كسر إرادة هذه الأمة العظيمة وشعبها.
وفي سياق متصل، حذّر قائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي الأميركيين في كلمة له خلال تشييع الشهيد الفريق قاسم سليماني في كرمان أمس قائلاً:”إننا سندمر ذلك المكان المحبب إلى قلوبهم إذا ردوا على انتقامنا للشهيد سليماني”.
كذلك صادق مجلس صيانة الدستور في إيران على مشروع القرار المستعجل لاتخاذ إجراء للرد بالمثل ضد أميركا.
وأكد رئيس البرلمان علي لاريجاني أنه سيتم خلال الشهرين المقبلين تخصيص 200 مليون يورو لدعم “قوة القدس”.
من جانبه نفى مجلس الأمن القومي الإيراني، أن يكون أمينه العام علي شمخاني، أجرى حديثا صحفيا، قال فيه إن “إيران لديها 13 سيناريو للرد على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني”.
وأكد مجلس الأمن القومي الإيراني، أن شمخاني لم يجر خلال الأيام الماضية أي لقاء مع أي وسيلة إعلامية، مشددا على أنه بصدد متابعة المسؤولين عما نشرته مجلة “حرم” الإيرانية وملاحقتها قانونيا.
وكانت مجلة “حرم” نقلت عن شمخاني قوله إن “لدى إيران 13 سيناريو للرد على اغتيال سليماني أقلها سيكون كابوسا تاريخيا لأمريكا”.
وأكد شمخاني حسب المجلة أن “انتقام طهران لمقتل سليماني لن يكون عبر توجيه ضربة واحدة محددة”.
وأضاف وفق المجلة عينها “إننا نرصد كل القواعد الأمريكية في المنطقة وكل التحركات فيها، ونعلم أنها على أهبة الاستعداد”، وتابع أن “الأمريكيين يدركون أننا قادرون على استهداف بوارجهم في المنطقة عبر صواريخنا متوسطة وبعيدة المدى”.
وأكد أن “ردنا على اغتيال سليماني سيكون موجها للقوات الأمريكية في المنطقة”، وقال: “إذا أرادت الإبقاء عليهم في قواعدها سنضرب القوات والقواعد الأمريكية معا”.
من جانب آخر توجّه قائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي في كلمة له خلال تشييع الشهيد الفريق قاسم سليماني ورفاقه في مدينة كرمان الإيرانية أمس إلى الأميركيين محذّراً: “سندمر ذلك المكان المحبب إلى قلوبهم إذا ردّوا على انتقامنا للشهيد سليماني”، مشيراً إلى “إسرائيل”، من دون أن يسميّها.
وأضاف أن شخصية الشهيد سليماني كانت أبعد من حدود إيران، وأن العالم يذكره كسند للمقاومة والمستضعفين، وأنه كان شخصية جادة في العمل وعطوفة لينة مقابل الناس.
سلامي أكد أن اليوم هو بداية “قاسم سليماني”، مشيراً إلى أن هذا النهج الذي مهّد للفتح مقابل الأعداء.
اللواء سليماني لفت إلى أن الشهيد الفريق سليماني وضع الكيان الصهيوني تحت حصار نار ولهيب الشعب الفلسطيني، مشدداً على أنه لم يسمح لأميركا أن تثبت أقدامها في المنطقة أو تحقق أي مشروع من مشاريعها.
وتابع أن الأعداء أعجز من أن يبعدوا شعب إيران عن قيادته، مؤكداً “كلنا فداء شعبنا حتى لو قطعنا فنحن فداء لهذه الأرض”.
وتوجّه للأميركيين قائلاً: “إنكم وضعتم كل استثماراتكم تحت النار باغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني”.
كما شكر كل من حضر من داخل إيران وخارجها للمشاركة في تشييع الشهيد الفريق سليماني.
هذا وردد جماهير المشيّعين في مدينة كرمان التي سيوارى فيها الشهيد الفريق سليماني شعارات “الموت لأميركا وإسرائيل”، وذلك بعد تهديد اللواء سلامي للأميركيين إذا ردّوا على الانتقام للشهيد سليماني.
وشهدت العاصمة الإيرانية طهران ومدينة قم تشييعاً مليونياً تاريخياً لجثامين الشهداء الفريق سليماني والقائد أبو مهدي المهندس ورفاقهما.
من جانبه صادق مجلس صيانة الدستور في إيران على مشروع القرار المستعجل لاتخاذ إجراء للرد بالمثل ضد أميركا.
بدوره، وافق نواب مجلس الشورى الإسلامي الإيراني على مشروع قانون بصفة “عاجلة جداً” لاتخاذ إجراء للرد بالمثل ضد أميركا. وذلك إثر اغتيال قائد قوّة القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني.
وبذلك تم تعديل قانون الإجراء المضاد الذي تمّ إقراره من قبل البرلمان الإيراني في تاريخ 23 ابريل من العام الماضي، والمصنفة بمقتضاه القيادة المركزية الأميركية في المنطقة “سنتكوم” كمنظمة إرهابية، وذلك رداً على إدراج أميركا الحرس الثوري على لائحة “الإرهاب” حينئذ.
ووافق نواب المجلس بالإجماع أمس على تعديل نص قانون الإجراء المضاد عبر إدراج كافة أعضاء وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” والشركات والمؤسسات التابعة لها والقادة والمتورطين بجريمة اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني.
كما ألزم القانون الحكومة الإيرانية بتعزيز البنية الدفاعية لقوات القدس التابعة للحرس الثوري، فأعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إنه سيتم خلال الشهرين المقبلين تخصيص 200 مليون يورو لدعم قوة القدس.
وحذر موقع الإدارة البحرية الأمريكية الإلكتروني، مجددا من وجود تهديدات للسفن التجارية الأمريكية، من جانب إيران ووكلائها في الخليج والمنطقة المحيطة.
ولا يختلف التحذير، الساري منذ يوم الاثنين وحتى 13 يناير، كثيرا عن التحذير الأول الذي صدر يوم الجمعة.
وقال التحذيران: “لا يزال هناك احتمال حدوث عمل إيراني ضد الأصول البحرية الأمريكية في المنطقة”.
وازداد توتر الوضع في الخليج والمنطقة المحيطة به، بعد أن قام الجيش الأمريكي باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في بغداد فجر يوم الجمعة الماضي.

قد يعجبك ايضا