ذكرى الاستقلال في عهد الاحتلال

 

منير اسماعيل الشامي

يحيي الشعب اليمني في شمال الوطن وجنوبه الذكرى الـ (٥٢) لذكرى الاستقلال من براثن الاحتلال البريطاني للمناطق الجنوبية من الوطن والذي استمر لـ (١٢٩) عاما كل بطريقته وهو اليوم الذي يصادف الثلاثين من نوفمبر من كل عام.
هذه الذكرى هي الذكرى الخامسة لعيد استقلال جنوب الوطن في ظل عصر احتلال بريطاني أجنبي جديد عبر جنودهم في المنطقة ممثلة بالنظام السعودي والاماراتي، فمحتل الأمس هو محتل اليوم.
ومن المضحك والمبكي أن نرى مرتزقة الجنوب يحتفلون بالغزاة والمحتلين (السعودية والإمارات) ويرفعون صور قاداتهم في هذا اليوم الوطني ويشيدون باحتلالهم، ويفتخرون بقمعهم لأبناء الجنوب وتعذيب المئات من إخوانهم في كل معتقل من معتقلات المحتلين بمختلف أنواع التعذيب وشتى طرق الانتهاك لإنسانيتهم !؟!!
يحتفلون بالغزاة في ذكرى الاستقلال وقد سلبهم المحتل الأمن والأمان طوال خمس سنوات، وجلب عليهم الشقاء والعناء، ومارس المئات من عمليات الخطف والاغتصاب والقتل للنساء والأطفال خلالها.
يحتفلون بالغزاة في ذكرى الاستقلال وقد جردهم من كل حقوقهم، وحرمهم من كل الخدمات، ونهب مقدراتهم والثروات، وجرعهم الغلاء والويلات، وهم بخضوعهم وارتهانهم هذا الذي لم يحدث في التاريخ البشري، ولن يحدث مثله أبدا، إنما خلدوا أبشع وأحقر لوحة للسقوط الإنساني في تاريخ الأمم.
أما في المناطق الطاهرة من دنس المحتل ورجسه فإن إحياء الشعب اليمني لهذه الذكرى الوطنية يتم كل عام بمظاهر مختلفة عن المناطق المحتلة كل عام، من خلال فعاليات العزة والكرامة والصمود وجعل هذه الذكرى محطة سنوية لتجديد العهد بتطهير كل ذرة رمل من تراب الوطن الطاهر من دنس كل غازي ومحتل وطامع، والعزم على المضي على خطى الأبطال الذين بدمائهم الطاهرة اجبروا المحتل البريطاني على جرجرة ذيوله من جنوب الوطن.
ومن مظاهر الاستعداد لإحياء هذه الذكرى هذا العام الاحتفال بأول دفعة من أبطال قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية وصلت واستقبالها بحشد جماهيري كبير في مطار صنعاء.
اسقاط طائرة حربية عمودية (اباتشي) أمس في مجازة بعسير بصاروخ أرض جو يمني الصنع وحدوي الانتماء لم يكشف عنه.
وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي هو الآخر استقبل ذكرى الاستقلال بتوجيه رسائل قوية لتحالف العدوان ودولة مذكرا لها أن اليمن اليوم هو من يملك زمام المبادرة وأنه أصبح اليوم يمتلك أسلحة ردع نوعية ومحذرا لها بقوله أن الحرب الحقيقية لم تبدأ وأن (هناك مبادرة من رئيس المجلس السياسي ) إن لم تستغلها دول العدوان قبل أن تنسحب فسترى الحرب الحقيقية ونتائجها، ومعلنا أن استقرار وأمن الجمهورية اليمنية إن لم يتحقق فإن استقرار المنطقة وأمن البحر الأحمر لن يتحقق وسوف تتضرر دول العالم وأولها دول الاستكبار والهيمنة.
هذه بعض من مظاهر الاستعداد لإحياء اليوم الوطني للاستقلال وربما تكشف قيادتنا الثورية والسياسية في الايام القادمة عن مفاجأة لم تخطر على بال بشر تزامنا مع فعاليات ذكرى الاستقلال.

قد يعجبك ايضا