مات جمعان

أحمد أبو منصر
كان لي شرف حضور أربعينية المرحوم رجل الخير ورجل الوطنية ورجل الكفاح من أجل لقمة العيش واسعاد الفقراء الحاج محمد أحمد جمعان.
وخلال حضوري الأربعينية التي أقيمت في المركز الثقافي تولدت لدي الكثير من الشجون.. والكثير من التحسر على فقدان هذا الرجل الذي عرفت من خلال الكلمات الاعتبارية للشخصيات القيادية روحاً وعقلاً وتاريخاً أمثال المجاهد الأستاذ محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى والأستاذ حمود عباد أمين العاصمة وكلمة أسرة الفقيد التي ألقاها أحد أبنائه الأستاذ أحمد محمد جمعان..
تعرفت واستمعت إلى مناقب ومآثر فقيدنا الحاج محمد أحمد جمعان طيب الله ثراه وأن للرجل مواقف لا يحملها إلاّ جمعان فقيدنا الذي أكتب عنه..
عاش فقيراً مزارعاً وتحمل أعباء الحياة منذ صغره وهاجر إلى عدن وهو في ريعان شبابه لمواصلة كفاحه في الحياة التي كانت من وجهة نظري التي سمعتها في الأربعينية بأنه كافح أيما كفاح حتى وصل إلى ما وصلت إليه شركته ومؤسسته العملاقة.. وأقول العملاقة بفضل حنكة الفقيد ونزعته الإنسانية وحبه لفعل الخير ومتابعته من يستحقون الإغاثة وتقديم العون والمساعدة لهم وكان رحمه الله يتفقد أحوال كل من يحتاج للعون والمساعدة أياً كان ومن حيث انتمائه الأسري والسكني..
منذ أن عرفته في حصار السبعين يوماً فهو الوحيد الذي صمد في تلك الفترة كان حنون على الفقراء والمساكين وساهم في تكفل حالات كثيرة لمساعدتهم.. وهو ما يعبر عن اصالته منذ بداية حياته وحتى مماته، كان رحمه الله إنساناً بما تعنيه الكلمة من معنى.. كان سعيداً بما يحققه لوطنه الكبير في عدن.. وفي صنعاء وفي رداع وحتى تعز..
كان أول من بذل العون والمساعدة لتأهيل كل أبناء اليمن في المجال العلمي.. وكان أول من سعى لبناء المدارس وخصص أكبر نسبة من ثروته لدعم مجال التعليم ومساعدة من يسعى للتحصيل العلمي في الوطن وخارجه من الذين في حاجة إلى العون والمساعدة.
كذلك عرفته أكثر من خلال ما وضحه كثير من المسؤولين وكبار القادة الذين وصلوا إلى مراتب عالية في التأهيل والتحصيل العلمي وهم الآن في أرقى مراتب المراكز القيادية.. وهنا وجب عليّ التعبير عن شكري لهم على اعترافهم بما قدمه جمعان لهم حتى وصلوا إلى هذه المكانة..
فإذا كنت أول من تأثر بهذه الكلمات التي اعتز بها فإن أكثر من يعتز بمواقف وتاريخ جمعان هم أبناؤه أمين وخالد وأحمد وسامي..
أنا بصراحة اعتز وافتخر أنني عرفت هذا الرجل عن قرب وهو في التسعين من عمره.. لكنه ومع تقدم العمر وبحضور ابنه أمين الذي تربطني به معرفة ومعزة تحدّث عني أمام أمين بكلمات اعتبرتها أفضل شهادة لي بحياتي.. وذكّرني بذكريات ومواقف يعرفها عني أكثر مما اعرفها عن نفسي.. فسبحان الله على قوة الذاكرة التي يتحلى بها.. أقول هذا الكلام وشاهد الحال كان ابنه أمين الذي كان حاضراً وفي مكتبه..
أمين الذي اعتز أني عضو تحت قيادته لرئاسة نادي الوحدة بصنعاء.. وأمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة التي اعتبر نفسي أحد سكانها..
أخيراً.. رحمك الله يا رجل الخير.. يا رجل الشموخ والوطنية والإباء والاعتزاز بالنفس والثابت في مواجهة العدوان ثبات جبال عيبان ونقم وشمسان رغم أنك يستطيع العيش في أفضل الدول أسوة بمن في مستواك ومكانتك الاعتبارية والتجارية..
صمد جمعان في مواجهة القصف القريب من سكنه وبجواره في وقت تخلى وهرب الكثيرون من رجال الأعمال.. تحدث عن ذلك المجاهد محمد علي الحوثي.. يوم الأربعينية.. هرب الكثيرون لأنهم فضلوا حياتهم على حساب أبناء وطنهم وتناسوا الإيمان بالله والقضاء والقدر وحب الوطن الذي يعتبر ايضاً من الإيمان..
الى جنة الخلد يا أبانا.. إلى جنة الخلد يا والد اخوتي أمين.. وأحمد.. ثم من عرفتهم يوم الأربعينية خالد وسامي وابنته العظيمة..
إن ما تجدر الإشارة إليه في هذا العمود أن الفقيد محمد جمعان هو أول من أسس نادي الأحمدي برداع.. وله بصمات في مساندة ابنه أمين في دعم نادي وحدة صنعاء والذي أوكلت رئاسته لولده البار أمين محمد أحمد جمعان..

قد يعجبك ايضا