عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد أحمد المروني لـ»الثورة «: الرسول هو المجاهد الأول ونستلهم منه روح المسؤولية والعطاء

الحشود اليمانية المؤمنة التي تحتفي بمولد خير البشر، هذا الاحتفاء والحبور وهذا الحضور المدهش في حضرة رسول الرحمة في كل تفاصيل حياة أبناء اليمن يعكس حالة الفشل والخسران التي جناها أعداء اليمن، أعداء الإسلام المحمدي خلال مراحل تآمرهم الطويل على وأد هذا الحب وطمر هذا العنفوان.
بمناسبة المولد النبوي الشريف التقت «الثورة» عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد احمد علي المروني في هذا الحوار الشامل الذي أضاء تفاصيل اللوحة الإيمانية ودلالات الارتباط الوثيق بين الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأبناء اليمن كما تطرق عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد إلى أهمية تطوير المناهج التعليمية والتربوية بما يسهم في الحفاظ على هوية الوطن اليمني وصيانة هذه الهوية من محاولات الاختراق.. وهنا المحصلة:
الثورة /
عادل محمد

دص ما هي دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
– اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بأحر التهاني لقائد المسيرة القرآنية وقائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وللأمتين العربية والإسلامية كما هي على وجه الخصوص للمجاهدين ولأسر الشهداء والجرحى والمفقودين.
وعوداً على السؤال فالاحتفال بالمولد النبوي الشريف له دلالات كثيرة فمنها أن ذلك يدل على أن المحتفل ممن يقدر نعمة بعثة هذا النبي التي هي من أكبر نعم الله على خلقه والتي منَّ الله بها على عباده « لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ» ومن دلالات الاحتفال أيضا التعظيم والتوقير لرسول الله الذي هو والقرآن الكريم أعظم رموز الإسلام « وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ» ومن دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أن المحتفل ممتثل لأمر الله سبحانه وتعالى حين قال» قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ « ومن دلالات الاحتفال الوعي بأن للاحتفال دوراً توعوياً وتعبوياً كبيراً للأمة وربط الامة برسولها ورسالته وبأنه وسيلة مهمة للتنوير والتربية للأجيال ومن خلاله يمكن تعريف الأمة برسولها وهذا يمهد لامتثال الواجب الإلهي المهم وهو التأسي والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى « لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» ومن دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فالمحب يهتم بمناسبات وذكريات محبوبه، ومن دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فشل الأعداء في محاولتهم فصل الأمة عن رسولها ورسالته، ومن دلالاته أيضاً أنه يعتبر رداً عملياً لكل من يسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من داخل الأمة وبدون قصد بروايات غير صحيحة ومن خارج الأمة بقصد التشويه والإساءة، ومن دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أن الأمة لا تزال مجمعة ومجتمعة على الرسول وهذا يعبد الطريق أمام وحدتها وتوحدها والاستقصاء للدلالات في مساحة ضيقة فتكتفي بهذا المقدار لصاحب القدر العظيم وصاحب هذه المناسبة العزيزة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
ماذا نستلهم من سيرة الرسول الجهادية وشعبنا يخوض ملحمة الدفاع عن الوطن؟
– الرسول صلوات الله عليه وعلى آله هو القدوة والقائد والمعلم والملهم في كل المجالات والكمالات وما يمكن أن يستلهم من رسول الله، من سيرته وحركته الجهادية هو الكثير الكثير ولا سيما وشعبنا كما قلتم يخوض ملحمة الدفاع عن الهوية والوطن بل إن ما هو عليه شعبنا من ثبات وصبر وشجاعة وحكمة وعزة وإباء وثقة وتضحيات جسيمة وحرية وكرامة ليس إلا من عطاء رسول الله والاقتداء به والتأسي به والسير على نهجه وهو الحاضر بيننا ومعنا في هذه المعركة التي نواجه فيها الكفر والنفاق، فهو حاضر بقيمه وتعاليمه ومبادئه هو حاضر بما تلاه من الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من تحت يديه ولا من خلفه، الكتاب الذي يملأ الروح طمأنينة، الكتاب الذي يفتح الآفاق ويرفع المعنويات، ويكشف الواقع، ويهدي السبيل، ويرشد إلى الحكمة، ويسدد العقول وينفخ روح المسؤولية، حاضر بتزكيته وتربيته، تهذيبه، حاضر بتعاليمه وهديه وهداه.
ونحن نستلهم منه وهو المجاهد الأول والمقاتل في سبيل الله الذي كان يخوض الغمرات ولا يتقي الأبطال في ساعات الروع إلا به نستلهم منه الشجاعة ونستلهم منه الثبات أمام الترغيب وأمام الترهيب، الثبات على المبدأ، فنحن اتباعه وتلاميذ تعاليمه لا نبيع ولا نشتري لا في ديننا ولا في هويتنا الإيمانية ولا في حريتنا ولا في أوطاننا ولا في ذممنا، ولو وضعوا الشمس في يميننا والقمر في يسارنا.
نستلهم منه الصبر على الحصار وعلى الجوع ومواجهة التحديات والأخطار بثقة بالله وتوكل عليه والمخرج بيده والنصر من عنده.
نستلهم منه أن نعمل ونعمل ونعمل ونجاهد ونجاهد ونجاهد فحياته لم تكن من أول يوم إلى آخر يوم إلا جهاداً في جهاد وعملاً في عمل دون كلل أو ملل وسراياه وغزواته خير دليل وأكبر شاهد، وهو الذي كان يصلى على الشهداء ويطبب ويزور الجرحى ويركب الخيل ويحمل السيف والرمح والدرع ويضرب وجه الكفر والنفاق، نستلهم منه روح المسؤولية وروح العمل والروحية الجهادية.
وفريضة التأسي الواردة في الآية المذكورة سابقاً هي وردت في غزوة الأحزاب وكأنها تقول لنا تأسوا به في جهاده وثباته وثقته وإيمانه وصبره وتوكله على الله..
كيف ترون أهمية تطوير المناهج التعليمية والتربوية بما يواكب استقلالية القرار الوطني؟
– لقد قدم الله لنا ومن خلال رسول الله صلوات الله عليه وآله أعظم وأفضل منهج وهو القرآن الكريم الذي ثقافته أعظم ثقافة وهديه أعظم هدي ومنهجيته أعظم منهجية، القرآن الكريم الذي رؤاه في كل المجالات حكيمة وعظيمة، القرآن الكريم الذي من يتثقف بثقافته تكون ثقافته أرق ثقافة..
وعلينا ونحن نقوم بعملية تطوير المناهج التربوية والتعليمية أن نجعل ذلك نصب اعيننا وأن يكون القرآن الكريم بما فيه من هدى واسع في كل المجالات هو المعيار والمقياس والموجه الذي نعتمد عليه في عملية التطوير، ويكفي تجارب فاشلة ويكفي ابتعاد عن القرآن الكرآن، ويكفي تغييب للقرآن الكريم وتهميش، ويكفي خسارة، وفي حال اعتمدنا القرآن الكريم فهو من سيحقق لنا استقلالاً ثقافياً وفكريا وسياسيا واقتصاديا وهو من سيبني نفوسنا ونفوس أجيالنا بناء ربانيا يحفظ الفطرة السوية، ويقي طرق الشيطان الغوية..
عندما يكون محور العملية التعليمية والتربوية والتثقيفية هو القرآن الكريم وبشكل صحيح يصلح الفرد ويصلح المجتمع، ويتحقق الخير والعدل، وتحل المشاكل.
من أين جاء النفاق؟ من أين جاءت الخيانة داخل هذه الأمة؟ من أين جاء الخلاف والتنازع؟ من أين جاءت العصبيات؟ من أين جاء الجبن والسكوت والذل؟ من أين جاء الظلم والتباغظ والتحاسد؟ من أين جاء الكسل والاتكال وكره العمل؟ من أين جاء الانحلال والفساد الأخلاقي؟ من أين جاء الضياع والتيه؟!!
من القرآن الكريم لا وألف لا وحاشاه أن تكون هذه هي النتيجة أو الغاية التي يوصل إليها، إنها جميعاً ثمرة ونتيجة ابعاد واستبعاد القرآن الكريم وعدم اعتماده والانفتاح عليه والتأثر به..
فمن المهم أن تطور المناهج على ضوء القرآن الكريم وما يرشد إليه وما يهدي إليه..
كتاب الله
يحاول الأعداء فرض حالة من الجفاء بين المسلمين ورسولهم.. كيف نقاوم الفكر الوهابي الإرهابي ونعزز حالة الارتباط بالرسول؟
– تعزيز حالة الارتباط بالنبي صلوات الله عليه وعلى آله يكون من خلال التعرف عليه وأوثق مصدر للتعرف على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله هو القرآن الكريم ومن خلال القرآن الكريم يمكن مقاومة وفضح كل الأفكار الهدامة والثقافات المغلوطة، عندما تكون مقاييسنا قرآنية لا يمكن لأي أحد مهما كان ومهما عمل أن يخترقنا أو أن يؤثر علينا أو أن يضلنا أو أن يغوينا أبداً، هذه مسألة ضمنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال الحديث الصحيح الصريح المروي عند كل المسلمين ناصحاً وموصياً :» إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ،إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» رمته الأمة بأجمعها، فعندما تكون الامة وأبناؤها متمسكون بالقرآن وقرناء القرآن الذين يترجمونه عملياً ويلتزمونه ويتحركون بحركته ويجعلونه امامهم ويهدون به وبه يعدلون، تكون في أمان وضمان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي لا يخفر أمانه بل تكون في أمان الله وضمانه وتكون عصية علي الافتراق، آمنة من الضلال.
رسالتكم للحشود اليمانية في هذه المناسبة؟
– للحشود اليمانية وللمتحفين والمحتفلين بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقول وإن لم نكن نحن أهل للقول هكذا هكذا وإلا فلا لا هكذا الوفاء ، هكذا الحب ، هكذا الولاء، هكذا الاتباع، هكذا الصدق ،هكذا التقدير والتعظيم.
هنيئا لكم هذا الشرف ، هنيئاً لكم هذا التميز والتفوق:
هنيئاً لكم ، هذه العلاقة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما خاب ظن رسول الله بكم ولن يخيب إن شاء الله « الايمان يمان والحكمة يمانية» رسول الله ينتظركم على الحوض وسيذود عنكم الناس لتشربوا.. الحمد لله على ما وفق وعلى ما هدى إليه المحبين ونصرهم وفرج عنهم ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
تتعاظم إنجازات الجيش واللجان الشعبية كلما اقترب الاحتفال بمولد الرسول الأعظم ما هي دلالات هذه الانتصارات؟
– هي دليل على رعاية الله وعونه ومعيته فهو من نصر عبده وأعز جنده وصدق وعده وهزم الأحزاب وحده.
وهي دليل على المظلومية ودليل على أننا معتدى علينا ودليل على أننا ننصر الله وعلى أننا محقون في الدفاع عن أنفسنا وبلدنا وشعبنا ،ودليل على ايماننا فالله يقول (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)ويقول (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا) ويقول (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ) وهي الدليل على ان الامة لو تعاونت وتحركت ونهضت بالمسؤولية فإنها ستكون قادرة على المواجهة وعلى الانتصار.
تصوير/عادل حويس

قد يعجبك ايضا