في أول فعالية رسمية تحييها دائرة التوجيه المعنوي في ذكرى اغتيال الرئيس الحمدي

عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: من قتل الحمدي بالأمس هو من يقتل الشعب اليمني اليوم واستشهاد الحمدي هو وأد للجمهورية والمؤسسات

 

الثورة / أحمد المالكي

تحت شعار “الإرادة الوطنية تنتصر لدماء الحمدي” أحيت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة أمس السبت بصنعاء يوم الوفاء للرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي كأول فعالية رسمية منذ استشهاده في الـ 11 من أكتوبر 1977م.
وفي الفعالية التي أقيمت بهذه المناسبة أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أنه كان هناك تطلع لإقامة هذه الفعالية ولكن كان لا بد من الحصول على الوثائق لمعرفة حقيقة اغتيال ومقتل الشهيد الرئيس الحمدي رحمة الله عليه حتى نتأكد من أن الحقيقة قد تكشفت وأن الأمور أصبحت واضحة.. مؤكداً أن الكثير من الحقائق طمست والكثير من الإشاعات حبكت تجاه الشهيد الحمدي رحمة الله عليه وأن استشهاد الحمدي هو وأد للجمهورية وللمؤسسات وأن ما تلى استشهاد الحمدي كان بداية لعصر مظلم مليء بالإجرام والتبعية والاستعمار.. مشيراً إلى أن من كان يتحدث عن الحمدي من العملاء وهم قيادات هم الآن في حضن السعودية والعدوان ولم يبق في اليمن سوى الوطنيين الذين لم يشاركوا في قتل الحمدي وأن من يقتل الشعب اليمني اليوم هم من قتل الحمدي بالأمس.. مؤكداً أن القتلة استهدفوا مشروع الحمدي الذي كان يحمله ويقوده ولم يستهدفوا الحمدي لشخصه لأنه كان يحمل مشروع التحرر والسيادة الكاملة وعدم التبعية لأحد، وذلك ما دفعهم لارتكاب جريمة الاغتيال، كما أن جيراننا في الدول الخليجية لا ترى لأحد الحق في أن يصبح لديه القرار المستقل لأنهم ببساطة مرتهنون للقرار الأمريكي، وهم أذلاء امام الأمريكيين ومرتزقتهم من اليمنيين الذين يدعون بأنهم يحمون الجمهورية هم أذلاء عندهم ومرتهنون لهم والحرية لا تأتي من أشخاص فاقدين لها أصلاً لذلك فهم كلهم يكذبون ولا يمكن لرجعية أو لحكم سلالي أن يعيد لشعبنا الديمقراطية، ونحن عندما نتحدث هكذا فإنه من واقع وعي وإدراك بأن الحكم الديمقراطي والشوروي هو ما يحتاجه الشعب اليمني في هذه الفترة وليس تصنعاً وتزلفاً لأحد ولكن ذلك هو غايتنا، لأن الاستمرار في الحكم هو استمرار في الطغيان كيفما كان الإنسان مخلصاً.
وأكد الحوثي أنه لا قداسة إلا للمشروع والبناء وللحرية والاستقلال، ونحن نتحدث عن هذه المشاريع لأنها مشاريع الدين الإسلامي لأن المدرسة التي تخرجنا منها ليست ممَّن تقّبل التبعية والمدرسة التي تخرج منها الحمدي والبردوني هي التي تخرجنا منها وهي المدارس التي ترفض الطغيان ولا تقبل بأحاديث أطع الأمير وإن قصم ظهرك وأخذ مالك.
وقال: إن ثقافة الشعب اليمني هي ثقافة الحرية والاستقلال وليست تلك الثقافة التي تدجِّن الشعوب على الخضوع والارتهان ورب موقف صحيح يجنب البلاد كوارث عظمى ويجب على الكتاب والإعلاميين والمثقفين أن يحذروا من الشائعات لأن الشائعات لاحقت الحمدي نفسه، ويجب على الجميع الدفاع عن الجمهورية اليمنية بكل الإمكانيات، لأن الشائعات تواجه الأحرار والوطنيين دائماً.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس مجلس الشورى عبده الجندي ووزير الثقافة عبدالله الكبسي ومستشارا المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبد العزيز الترب واللواء مجاهد القهالي رئيس تنظيم التصحيح ورئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام وعدد من القيادات العسكرية والشخصيات الاجتماعية، أكد نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي عبدالله بن عامر، في كلمة الدائرة أن جريمة اغتيال الرئيس الحمدي لم تعد غامضة ولن تعود كذلك وملفها الذي لم يُفتح قد فُتح في سبيل إظهار الحقيقة وتحقيق العدل.
وقال ” من المثير أن تُسجَّل جريمة اغتيال الحمدي عالمياً ضمن الجرائم السياسية الأكثر غموضاً والمقيدة ضد مجهول والتي لم يحقق فيها لأن القتلة هم من سيطروا على الحكم إثر الانقلاب الدموي وسخَّروا إمكانيات الشعب والدولة لمشروعهم الخاص وعملوا ما بوسعهم من أجل تغييب الحمدي وتشويهه”.
ولفت إلى أن ما تم جمعه من الوثائق والأدلة سيُحال إلى الجهات المختصة .. مبينا أنه تم العثور على وثائق تكشف أسماء الضالعين الرئيسيين في جريمة اغتيال الرئيس الحمدي من سعوديين ويمنيين، وكذا التوصل إلى معلومات وشهادات حول طبيعة الدور السعودي في المؤامرة الشنيعة والتمويل والإشراف على الانقلاب الدموي.
وتضمنت المعلومات والوثائق أن نتائج اغتيال الحمدي لم تقتصر على يوم الانقلاب الدموي بل امتدت إلى بعده لسنوات وذلك من خلال الحرص السعودي على أن يحكم اليمن أحد المشاركين في الجريمة وذلك لحماية بقية المشاركين وتنفيذ الأجندة السعودية في اليمن.
وأشار إلى أن إحدى الوثائق تكشف مستوى ما وصلت اليه البلاد من تبعية للسعودية بعد اغتيال الحمدي لدرجة أن مسؤولاً صغيراً في السفارة السعودية بصنعاء كان يصدر قرارات وتوجيهات بتعيينات في المناصب القيادية العليا للدولة.
ولفت نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، إلى أن الوثائق تؤكد أن قرار اغتيال الرئيس الحمدي كان قرارا سعوديا بامتياز، وهذا لا يعني استبعاد مشاركة أجهزة استخباراتية أجنبية في التخطيط والتنفيذ والتغطية، وكذا عدم استبعاد حصول السعودية على ضوء أخضر من قوى أجنبية كان من مصلحتها التخلص من الحمدي وإبقاء اليمن ضمن التبعية للرياض.
وأكد أن ما تم التوصل إليه استند على ما تم الحصول عليه من وثائق تم التأكد من صحتها بالطرق المتبعة.
وأضاف” من خلال تتبع مسار تداعيات القضية خلال العقود الماضية والعلاقات بين الأطراف المشاركة الداخلية والخارجية وجدت محطات معينة جرت فيها خلافات بين تلك الأطراف واستخدمت القضية كورقة ضغط وتهديد وكل ذلك يعتبر أدلة يمكن الاستناد إليها بما تحمله من تلميح وتصريح بشأن تفاصيل وملابسات القضية”.
وأوضح أنه لم يكتف بالبحث عن تفاصيل تعود إلى وقت ارتكاب الجريمة أو قبلها بأشهر بل امتد البحث إلى ما قبل الجريمة بسنوات وإلى ما بعدها بعقود وصولا إلى المرحلة الحالية.
تخلل الفعالية أوبريت الوفاء تضمن عدداً من الأناشيد الوطنية والمقطوعات الموسيقية لفرق الموسيقى العسكرية، وفيلم وثائقي عن حياة الرئيس الحمدي ودوره في البناء والتنمية خلال فترة حكمه لليمن، وكذا قصيدة للشاعر أمين أبو حيدر.

تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا