الثورة نت../
تشتد الأحداث على الساحة الفلسطينية منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023م واحتلال العدو الصهيوني لقطاع غزة وارتكابه آلاف المجازر بحق وتشريدهم والسعي لتهجيرهم قسرياً ومحاولة الضغط على المقاومة الفلسطينية لرفع راية الاستسلام، في حين تشهد الجبهة العسكرية اليمنية المساندة لغزة سخونة وتطوراً غير مسبوق.
وبينما يواصل العالم، صمته إزاء ما يحدث في غزة من جرائم يقترفها العدو الصهيوني بدعم أمريكي بريطاني أوروبي، يقف اليمن رسمياً وشعبياً بكل ثبات مسانداً للشعب الفلسطيني ومظلوميته، ويمضي بخطوات مدروسة في مراحل متقدّمة من التصعيد لإيقاف الحرب الكونية على غزة والسماح بدخول المساعدات الغذائية والدوائية للمدنيين.
وقوف اليمن إلى جانب فلسطين والدخول في معركة عسكرية مساندة له ومفتوحة ضد العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني، سواء بقصف مدن فلسطينية محتلة، أو منع مرور سفنه والمتجهة إليه والداعمة له من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وصولاً إلى المحيط الهندي وطريق الرجاء الصالح، لم يكن ليتحقق لولا ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م التي حررّت القرار السيادي اليمني وأفشلت مخططات قوى الهيمنة والاستكبار في اليمن.
ومما لا شك فيه أن موقف اليمن المبدئي من العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني على غزة، لم يأت من فراغ أو من منطلقات سياسية بحتة فرضتها المرحلة أو نتيجة تعاطف لحظي أو مشاعر إنسانية، إنما يظل هذا الموقف متجذراً بذهنية القيادة والشعب اليمني انطلاقاً من الواجب الشرعي والإنساني والأخلاقي والقومي، الذي يحتم على الجميع المضي فيه.
لطالما انتظر الشعب اليمني المعركة المباشرة مع العدو الصهيوني والأمريكي حتى جاءت معركة “طوفان الأقصى” التي نكّلت بأفراد عصاباته ومرّغت أنوفهم في التراب، حينها كانت الفرصة مواتية لدخول اليمن خط المواجهة لإسقاط أسطورة الإمبراطورية الأمريكية التي تجلّت في فشلها الذريع بحروبها في العراق وأفغانستان، وإثارة الفتن في كثير من الدول لتحصد ثمارها اليوم بتصاعد الاحتجاجات والمظاهرات الطلابية في الجامعات الأمريكية.
ولمّا كان الشعب اليمني بقيادة قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بما تراكم لديه من خبرة ودوافع إنسانية ودينية وأخلاقية جاهزاً للانخراط في هذه المعركة المشرفة، سبق ذلك إعداد العدة ورسم الخطوط العريضة ووضع استراتيجية لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” للانتصار لقضية فلسطين ونصرة قضايا الأمة بصورة عامة.
وبالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني جراء الكارثة الإنسانية التي سببها التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن في التسع السنوات الماضية من العدوان والحصار، لم يبخل اليمنيون يوماً عن نصرة المستضعفين وإغاثة الملهوفين في أي مكان، وما يزال يتوالى عطاءهم وسخاءهم ومددهم، وخاصة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع مجازر يرتكبها كيان العدو الصهيوني بقيادة المجرم نتنياهو وعصابته المارقة التي أوغلت في الدماء البريئة واستفحلت في الجرائم وانتهكت الحرمات واستباحت الأعراض.
يسجّل اليمن اليوم موقفاً مشرفاً في معركة “طوفان الأقصى”، مقارنة بمعظم حكام الدول العربية والإسلامية ممن أُلجمت ألسنتهم، محققاً بذلك نجاحات كبيرة على المسار العسكري، وما الدخول في المرحلة الرابعة من التصعيد ضد العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني إلا خير دليل على ذلك الموقف الذي سيظل ثابتاً حتى النصر المبين للشعبين اليمني والفلسطيني.
الخميس بشّر قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالمرحلتين الخامسة والسادسة من التصعيد مع العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني، مضيفاً “نحن الآن نفكر في المرحلتين الخامسة والسادسة من التصعيد ولدينا خيارات مهمة جداً وحساسة ومؤثرة على الأعداء، وبمعونة الله وتأييده نصل إليها”.
ولم يكتف قائد الثورة بذلك، لكنه أكد السعي باستمرار لتطوير القدرات العسكرية وتوفير الإمكانات إلى أن نحقق أهدافا كبيرة، سيما في ظل المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية الواجبة تجاه مظلومية ومعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة، ما يجعل العدو الصهيوني يعيش في دوامة من القلق والخوف والانزعاج المستمر وهو ما يخشاه بالفعل.
وأضاف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “ليس هناك بالنسبة لنا أي خطوط حمراء يمكن أن تعيقنا عن تنفيذ عملياتنا، التي يهمنا عند تنفيذها أمرين: أولهما الضوابط الشرعية الأخلاقية ونحن ملتزمون بها في أعمالنا وعملياتنا، وثانيهما مستوى الإمكانات والقدرات”.
وبدخول العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة شهره الثامن، لا نهاية تلوح في الأفق بإيقاف نزيف الدم الفلسطيني الذي يُراق على مدار الساعة في جريمة مكتملة الأركان تُرتكب أمام مرأى ومسمع العالم المنافق وأنظمة العمالة والخيانة العربية والإسلامية الغارقة في وحل التطبيع مع العدو الصهيوني برعاية أمريكية، ما يجعل من الخيارات العسكرية اليمنية مفتوحة على مصراعيها بتهديد مصالح أمريكا وبريطانيا وإسرائيل أينما كانت.
سبأ