سطّرت سيرة ابنائها البطولية في الجهاد والدفاع عن الارض

أمهات الشهداء.. قيمة عظيمة من العطاء

 

الأسرة/ خاص

كثير من الأسر اليمنية قدمت ابناءها شهداء وانسابت دماء ابنائها الطاهرة على تراب هذه الأرض التي ستكون شاهدة على بطولتهم والاستئثار بحياتهم في سبيل الدفاع عنها.. هاهن أمهات الشهداء يودعن أبناءهن وهن يحبس دموعهن ويروين لنا قصص كفاحهم النضالية في سبيل الدفاع عن ارضهم وعرضهم:
حيث وتقول والدة الشهيد ماجد الذيب، الذي استشهد في احدى جبهات الشرف والبطولة: اشعر بالفخر والاعتزاز كون ولدي قدم روحه دفاعا عن الوطن رغم اني افتقده كثيرا فهو اكبر ابنائي وقد استشهد وهو لم يكمل الثامنة عشرة من العمر، سقط ماجد وسقطت روحي معه غير ان استشهاده خفف عني بعض الحزن فسيرته البطولية في الجهاد والدفاع عن ارضه وعرضه ستظل شاخصة أمام اخوته الصغار واقرانه وابناء بلدته جميعا فقد كان منذ الصغر متشوقا الى الجهاد في سبيل الله والدفاع عن وطنه.
صبر وفخر
من جانبها تقول ام الشهيد لطف القحوم: انها تفتخر كون ولدها شهيدا في سبيل الله وأنها قدمت بقية ابنائها لجبهات العزة والكرامة، وتضيف: احمد الله كثيرا على نعمه وعلى ما قدر واحمد الله على هداية اولادي وأنا سعيدة كوني ربيت ابنائي احسن تربية وعلمتهم حب الوطن والدفاع عنه وهاهم يقدمون ارواحهم في سبيل الدفاع عن اوطانهم وقد رحل ابني وترك لأطفاله الروح الجهادية والتربية الجهادية التي كان ينتهجها قبل استشهاده.
احتساب ومواساة
بدروها تتذكر ريهام محمد اخت الشهيد الحسن الزبيدي الذي استشهد قبل عام من الآن في احدى الجبهات، اخاها ليل نهار وتفتقده ولكنها تطمئن وهي تتذكر أنه سقط شهيدا ونال العزة والبطولة.
وتقول : لقد كنت بمثابة الام لأخي الحسن بعد وفاة والدتي وكان رحمة الله تغشاه يردد دائما بأنه سينال الشهادة وأنه سيقاتل حتى الموت وسيدافع عن بلده وعندما كان يعود لزيارتنا يردد وهو امام المنزل لقد رجعت هذه المرة وفي المرة الثانية سأعود شهيدا إلى أن جاءنا خبر استشهاده، فقلنا جميعا رحمك الله يا اخي لقد تمنيت الشهادة ونلتها .
الشهادة غالية
والدة الشهيد محمد الوصابي، قالت : استشهد ابني البكر محمد الذي كان يوصي بأن لا نبكي عليه وان الشهادة حلمه الذي ينتظره ..استقبلناه شهيدا والحزن يعتصر قلوبنا ولكننا حمدنا الله وشكرناه على الطمأنينة والصبر اللذين بثهما الله في قلوبنا ونحن نودعه .
وأم الشهيد هي تلك الام الصابرة التي انجبت بطلا قدم روحه فداء للوطن وتحمل في داخلها مزيجاً من المشاعر مشاعر افتخار واعتزاز بأن ابنها شهيد ومشاعر حزن بأنها فقدت جزءاً منها ولكن عزاءها الوحيد انها أم الشهيد وأم صانعة للأبطال.
أمهات الشهداء هن اجمل الامهات لأنهن علّمن اولادهن أن النصر لا يأتي بالكلام والشعارات بل بالدم والتضحية من أجل الوطن وهن أسمى الامهات لأنهن لقنّ أولادهن أن الأرض لا تحرر إلا إذا ارتوت بدماء ابنائها بل بخيرة هؤلاء، لذلك ضحين بأولادهن.
مدارس بطولة
وإذا كانت الأم مدرسة لأعداد الأجيال، فأمهات الشهداء صاحبات مدرسة خاصة في تخريج الابطال الذين اعزّوا أمتهم ووطنهم وكل من ينتمي إليهم ويسير على دربهم.
ولا تزال الام اليمنية عبارة عن منظومة أخلاقية رغم المعاناة التي عاشتها على مدى سنين طويلة فانتقلت من المرأة الضعيفة إلى القوية والقدرة على التحمل فكانت المحامي والمدافع عن العرض والشرف وهو ما أثبتته خلال الانتفاضات المستمرة وأصبحت قادرة على التعامل مع الواقع المعاش بقوة ومسؤولية واكتسبت الخبرة والقوة وبرز تيار نسائي قوي يمتاز بقدر كبير من المسؤولية الوطنية والوعي.
وبالإضافة إلى ذلك قامت المرأة بدروها الأسري على أكمل وجه وتحملت المسؤولية في الإنجاب والتربية وتحمل الأعباء المادية والمعنوية والتربية النضالية لأبنائها فكانت جزءاً من المجتمع الذي تعيش فيه وعليها حماية وحدته وصونه وتحمل النضال والتضحية ومن هنا تبوأت المرأة المكانة المتميزة طيلة مسيرة الكفاح المسلح فلم تعد ضعيفة أو خائفة بل باتت قادرة على القيام بالمهام التي يعجز عن أدائها الرجال، فلا تزال بعض النساء يحتفظن بسلاحهن الذي شاركن به في القتال لاعتبار أن ذلك السلاح هو الشاهد المنصف على نضالهن ومبعث الفخر والاعتزاز لهن أمام الأبناء والأحفاد كما انه يوثق لهن كما يقلن مرحلة عزيزة في حياتهن شاركن خلالها في تحرير الوطن .

قد يعجبك ايضا