حوار يمني- يمني ومصالحة وطنية شاملة تساهم في ترسيخ الأمن الاجتماعي والخروج بالبلد من دوامة الصراع والارتهان للخارج

خطاب الرئيس المشاط..رؤية للحل السياسي ودعوة صادقة للتصالح والتسامح والحوار والسلام

تقرير / أمين النهمي

في خطابه التاريخي المفصلي الموجه للشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تناول فخامة الرئيس مهدي المشاط، عددا من القضايا المهمة التي يعصف بالوطن الحبيب في المرحلة الراهنة، متطرقا إلى الأسباب والمعالجات لكافة المشاكل والخلافات والتحديات.
رسائل مهمة
فقد شكل هذا الخطاب رؤية للحل السياسي لكل الأطراف اليمنية، وحمل في طياته عددا من الرسائل والدلالات والمضامين الجوهرية الهامة للشعب اليمني، وجيشه الوطني ولجانه الشعبية في الداخل، وكذلك لقوى الخيانة والارتزاق المخدوعة بأساليب العدوان، وكذا رسالة قوية لتحالف العدوان الإجرامي.
معادلة ردع مؤثرة
تطرق فخامة الرئيس المشاط في مفتتح هذا الخطاب المسؤول إلى إجرامية ووحشية هذا العدوان الذي مضى عليه خمسة أعوام دون أي مبرر على الإطلاق، مشيرا إلى انه أكبر عدوان في الساحة العالمية بما يمتلكه من إمكانات في مقابل ما يعانيه شعبنا من ظروف عصية، لافتا إلى تطور القدرات العسكرية اليمنية، التي استطاعت أن تقلب موازين المعركة وتفرض معادلة ردع مؤثرة وفاعلة في الميدان، وقدرتها على استهداف العدو وإيذائه وإيلامه، والتأكيد على استعدادنا للسلام العادل والمشرف.
تفريغ الحج من مضامينه
نقطة مركزية مفصلية تناولها هذا الخطاب، كانت مغيبة عن وعي الأمة الإسلامية، وهي فريضة الحج التي تعد أكبر مؤتمر إسلامي للأمة تبحث فيه قضاياها الهامة، والمخاطر والتحديات التي تحيط بها، وكيف عمل النظام السعودي على تفريغ الحج من تلك المعاني والمضامين الهامة، واستغلاله السلبي لمنابر الحرمين الشريفين للتحريض على أبناء الأمة ونشر الأفكار المضللة، والتطبيع مع أعداء الأمة واستغلاله سياسياً وفقاً لهواه، وجعله موسماً سياحياً لجني المال.
حوار يمني -يمني
ومن النقاط المهمة والحساسة التي تطرق إليها الرئيس المشاط في هذا الخطاب الأحداث الأخيرة التي تعيشها عدن والمحافظات المحتلة، وهذا يدل على الحرص الكبير لدى القيادتين الثورية والسياسية على تحرير الوطن ودحر الغزاة والمحتلين، داعيا جميع اليمنيين إلى لملمة الصفوف وتعزيز الروابط الأخوية والشروع في حوار يمني -يمني يضمن حقوق كافة أبناء الشعب اليمني دون أي تمييز ويحول دون إنزلاق وطننا في مشاريع العدو التدميرية.
مصالحة وطنية شاملة
دعوة صادقة وحريصة على تغليب المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات، أكد عليها فخامة الرئيس المشاط، بالقول: “إن المصالحة الشاملة خيار كل شعب يتطلع لمستقبل من القوة والعزة، ولن يتأتى ذلك إلا بالانفكاك من قيود الماضي وتأثيرات الخارج”، مشيرا إلى البدء بتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية والحل السياسي، وعلى جميع الأطراف والمكونات السياسية الفاعلة أخذها على محمل الجد للخروج ببلدنا من دوامة الصراع والارتهان للخارج.
الإنصات لصوت العقل
كذلك من الرسائل الهامة التي حملها هذا الخطاب إلى كل المخدوعين بالأجنبي والمعلقين آمالا عريضة على الخارج أن يتعلموا من دروس التاريخ، ويدركوا أن مكافأتهم من قوى العدوان لن تكون إلا الذل والهوان، وهو ما يتوجب عليهم أن يسارعوا إلى مراجعة النفس والإنصات لصوت العقل والحكمة.
تجاوز المسائل الخلافية
كما أن تجديد الدعوة للمغرر بهم للعودة إلى حضن الوطن في ظل مصالحة وطنية شاملة، ينبئ عن الدعوة الجادة والحرص الوطني للقيادتين الثورية والسياسية على الشراكة في السلطة والثروة، واستيعاب كل اليمنيين تحت مظلة اليمن، مع أن المشتركات بين اليمنيين كفيلةٌ بتجاوز المسائل الخلافية.
فرصة استثنائية
في الختام فإن خطاب الرئيس المشاط، ودعوته للحوار والمصالحة والسلام، يمثل فرصة استثنائية لكل المخدوعين بالأجنبي، كما هو في الوقت نفسه دعوة صادقة وحريصة للشراكة وبناء الدولة اليمنية الحديثة، وعلى كافة المخدوعين انتهاز فرصة قرار العفو العام والعودة السريعة إلى حضن الوطن، أما ما يتعلق بقادة تحالف العدوان فعليهم استيعاب الدروس بأن يمن اليمن، ليس كما كان بالماضي، فإن أرادوا السلام العادل والمشرف فنحن على استعداد، وإن تمادوا في غيهم وإجرامهم فعلى الباغي تدور الدوائر، “وعلى الله فليتوكل المؤمنون”.

قد يعجبك ايضا