نحرص على تبصرة الطلبة بواجباتهم تجاه دينهم وأمتهم وترسيخ المسؤولية تجاه مقدساتهم

مسؤولون في المراكز الصيفية لـ” الثورة “: يتلقى الطلبة علوماً ومعارف قرآنية ومهارات تنمّي قدراتهم ومواهبهم

 

أوضح عدد من الباحثين والقائمين على المراكز الصيفية أنه وفي هذه الفترة الصيفية يتلقى أبناؤنا علوماً ومعارف قرآنية ومهارات تعود عليهم بالفائدة لتحقق الأهداف الدراسية كإضفاء صبغة إسلامية على حياة الطلبة على مدى أيام الدورة، وكذلك ترسيخ معرفة الله تعالى والتقرب منه بالأعمال الصالحة، والتولي الصادق له، وتحصين المشاركين بالثقافة القرآنية لتنعكس سلوكا مستمرا عليهم في الحياة وتبصرة الطلبة بواجباتهم تجاه دينهم وأمّتهم ومقدساتهم وترسيخ روح المسؤولية لديهم بما يجعل منهم عنصرًا إيجابيًّا فاعلًا ومؤثرًا في واقع الحياة.
الثورة / استطلاع / أسماء البزاز

الباحث والكاتب محمد حسن زيد قال إن التعبير عن حب الأبناء فطرة والحرص على مصلحتهم غريزة، لكن هذا التعبير والحرص يختلف حسب أولويات الأسرة وثقافتها، فمن كانت أولوياته دنيوية فسيجهز أبناءه لمواجهة الدنيا وتحدياتها فحسب، فيحرص على حصولهم على أفضل الشهادات والوظائف والأموال والصحة والمستوى المعيشي لأن هذا ما يراه مهما وأولويا.
وتابع زيد متسائلا: لكن أين هذا من تجهيز أولاده للآخرة؟ لدار البقاء؟ لدار الحقيقة والخلود؟! وعلى قدر إيمان الشخص بهذه الغيبيات ويقينه بها وحضورها في ذهنيته وحياته سيكون حرصه على تجهيز أولاده لها بل سيجعلها أولوية حتى قبل تجهيزهم لمواجهة ماديات الدنيا الفانية.. قال تعالى “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ”، وقال سبحانه “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ” صدق الله العظيم.
وأضاف: كيف بمن يعرض أبناءه للفتن بيده ويلقيهم لقمة سائغة للملحدين والمنحرفين والشواذ وعالم الإنترنت المتلاطم؟ وكيف بمن لا يسعى سعيا لتعليم أبنائه أبجديات النجاة يوم يقوم الأشهاد ليعرفوا الحق من الباطل والصواب من الخطأ فيكون لهم أبا حريصا ويكونوا هم له ذخرا في الدارين؟

المباركة الطيبة
من ناحيتها تقول فاطمة الجرب مسؤولة الدورات الصيفية للبنات بمحافظة حجة أنه ويفضل الله سبحانه وتعالى استطاعت الهيئة النسائية الثقافية العامة في محافظة حجة، من فتح 125 مدرسة صيفية في أماكن تواجدها حيث بلغ عدد الطالبات الملتحقات بالدورات الصيفية (٧٩١٩) طالبة وما زالت الأعداد في تزايد، ففي هذه المدارس الصيفية يتم تدريس المنهج المقرر للدورات الصيفية للمرحلة الأولى والتي تتضمن المستوى التأهيلي و الأساسي وكذلك المرحلة الثانية والتي تتضمن المستوى المتوسط إضافة إلى ذلك المرحلة الثالثة و التي تتضمن المستوى العالي وفق الجدول المعد لكل المراحل الدراسية. ولإكساب الطالبات أكثر معرفة وأكثر مهارة تم توزيع الطالبات إلى مجموعات كمجموعة الصحة وأصدقاء البيئة وأصدقاء المكتبة وغيرها من المجموعات ولكل مجموعة مسؤولة تعمل على إدارتها بحيث تضفي على العملية التعليمية في المدارس الصيفية نوعاً من المرح ولتستمتع الطالبات خلال هذه الفترة القصيرة بما يتلقينه من علوم ومعارف قرآنية ومهارات تعود عليهن بالفائدة ولتحقق الأهداف الدراسية كإضفاء صبغة إسلامية على حياة الطالبة على مدى أيام الدورة، وكذلك ترسيخ معرفة الله تعالى والشد إليه، والتولي الصادق له، وتحصينها بالثقافة القرآنية لتنعكس سلوكا مستمرا لها في الحياة.
وتابعت: وكذلك العمل على تبصرة الطالبة بواجباتها تجاه دينها وأمّتها ومقدساتها، وترسيخ روح المسؤولية لديها بما يجعل منها عنصرًا إيجابيًّا فاعلًا ومؤثرًا في واقع الحياة.
وأوضحت أنه في هذه المدارس يتم تعريف الطالبة على قدواتها وقادتها ورموزها من أعلام الهدى، والخط الصحيح الذي يجب أن تسلكه للوصول إلى السعادة في الدنيا والآخرة تبصرتها بواجباتها تجاه والديها وأرحامها وجيرانها ومجتمعها.
ودعت الجرب القائمين على هذه الدورات الصبر والاستمرار في أداء مهامهم ومسؤولياتهم لتحقيق كل الأهداف التي من أجلها تفتح الدورات الصيفية وعدم الشعور بالملل وكذلك الانضباط والجدية والإخلاص في العمل وعليهم أن يمثلوا القدوة الصالحة للطلاب في اهتمامهم وأخلاقهم وسلوكياتهم وفي الاقتداء برسول الله صلوات الله عليه وآله في الربط بين العلم النافع والعمل، والعناية والاهتمام بالجيل الناشئ والعمل على تزكية نفوسهم وتربيتهم وتنشئتهم النشأة الطيبة المباركة.

التوجه التحرري
أما هناء الديلمي المنسقة الميدانية في الهيئة النسائية والمسؤولة عن الدورات الصيفية للبنات بمحافظة إب، تقول من ناحيتها: تأتي الدورات الصيفية في هذا العام كما في كل عام في إطار التوجه التحرري لشعبنا اليمني العظيم واستجابة لدعوة السيد القائد يحفظه الله.
وقالت إنه وفي محافظة إب كما في جميع المحافظات بدأ التسجيل للالتحاق بهذه الدورات في الموعد المحدد حيث كان الإقبال هذا العام بحمد الله أكبر من العام الماضي، وقد بلغ عدد المدارس التي فتحت حتى يومنا هذا ما يقارب 72 مركزاً صيفياً للبنات في جميع مديريات المحافظة وبلغ عدد الطالبات 22,500 طالبة تقريباً، ستقدم المادة التي تنزل من اللجنة العليا للدورات الصيفية وهي مادة القرآن الكريم و الثقافة القرآنية وهي المادة الأساسية التي يجب أن تدرس في هذه الدورات الصيفية مدعومة بأنشطة ثقافية ومهارية متنوعة ليتزود النشء بالثقافة القرآنية الصحيحة التي تمنحه الحصانة والمنعة الثقافية لمواجهة الحرب الناعمة والحرب الشيطانية وتتعزز لديه الهوية الإيمانية وليعرف دينه ويتحرر من الثقافات المغلوطة والمفاهيم الظلامية ولو بالقدر المتاح حتى وإن كانت هذه الفترة قصيرة لكن إذا قدمت المناهج بطريقة صحيحة فإنها ستترك أثراً لا بأس به.
وقالت الديلمي: نصيحتي للقائمين على المراكز الصيفية، الحرص على تصحيح النوايا واستشعار المسؤولية في تحمل مسؤولية أبنائنا الذين هم في فترة ومرحلة ذهبية يجب أن تستغل وتوجه التوجه السليم لنقدم لهم العلم النافع الذي هو في بمثابة النور لهم في مواجهة الظلمات وفي مواجهة كل التحديات التي تمر بها أمتنا في هذه المرحلة العصيبة، وأيضا أقول لهم يجب أن يركزوا على تقديم ماده الثقافة القرآنية بعيداً عما يتوجه إليه البعض في بعض المدارس التي فتحت هذه الدورات للتركيز على تقديم دروس تقوية لبعض المواد الدراسية كمادة الرياضيات أو الإنجليزي أو غيرهما لأن الفرصة في هذه الدورات الصيفية هي في تقديم الثقافة القرآنية التي تصحح مسار النشء في انتمائه لأمته ووطنه ليبنيه بناءً حضارياً صحيحاً متميزاً كذلك أقول لهم تذكروا دوركم العظيم الدور الرسالي الذي سيكتبه الله لكم إذا صححتم مسار أفكار أبنائنا وبناتنا في إطار التدريس والإشراف على هذه الدورات الصيفية.
وتابعت: سيكتب الله لكم آثاراً عظيمة لأن آثار العمل الثقافي عظيمة وكبيرة لا تساويها آثار أي عمل آخر لأن الإنسان إذا تصححت أفكاره وإذا تصحح مساره في الحياة فإنه سيتحرك ببصيرة ووعي تحركا صحيحا فيكسب العزة والفلاح في الدنيا والفوز العظيم برضوان الله وجنته في الآخرة أيضاً.

جيل النهضة
من ناحيتها استهلت منسقة الدورات الصيفية في المحافظات ريم الرضي، حديثها بقوله تعالى: (يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، ويقول رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في الحديث النبوي «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة».
وتابعت الرضي: لقد أعلى الإسلام من شأن التعليم بشكل كبير والمعرفة الصحيحة والهدى الحقيقي ورغب فيه وحث عليه وجعله في عداد الفرائض الدينية والالتزامات الإيمانية وجعله من مميزات الكمال البشري ومن ضروريات هذه الحياة وهو من القربى العظيمة إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الدورات الصيفية التي سيكون التركيز فيها على الجيل الناشئ من خلال تعلم القرآن الكريم وترسيخ الهوية الإيمانية والانتماء الراسخ والوعي المسؤول والتربية على مكارم الأخلاق، التثقيف بثقافة القرآن وتعلم مبادئ الإسلام لاكتساب المهارات والقدرات التي ترسخ مستوى المعرفة الذهنية والمعرفة التي يحتاج إليها الجيل الناشئ من خلال ما تقدمه من أنشطة متنوعة من أبرز تلك الأنشطة أنشطة اجتماعية وثقافية وفنية ومهارية وزراعية .
وبينت أنه ومن منطلق هذه الأهمية سعينا للاهتمام بهذه الدورات والإعداد لها من خلال إقامة ورشات على مستوى المحافظات الحرة.
وقالت: في الهيئة النسائية الثقافية العامة المكتب الرئيسي نقيم ورشة مركزية تهدف إلى تدريب وتأهيل العاملات على كيفية إقامة الدورات الصيفية وكيفية متابعتها.
كما نقيم 28 ورشة في المحافظات على مستوى المديريات وما يقارب 500 ورشة على مستوى القرى والأحياء التي يشارك فيها أكثر من 4000 عاملة.
وأضافت: نأمل من مخرجات هذه الدورات أن يرتجي الجيل الناشئ في مختلف مجالات الحياة ليكون دعامة لنهضة حضارية إسلامية، جيلا راقيا في معرفته وأخلاقه واهتمامه..

قد يعجبك ايضا