مخاوف أردنية من مخططات أمريكية إسرائيلية لنقل الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية بالقدس إلى السعودية

 

كشف صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن محافل واسعة الاطلاع في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب، النقاب عن وجود اعتقادٍ تُغذّيه خطّة ترامب وصهره جاريد كوشنير للسلام في الشرق الأوسط بأنّ الرئيس الأمريكيّ وصهره يسعيان إلى منح الوصاية على المقدسّات الإسلاميّة في القدس المُحتلّة للسعودية، لافتةً إلى أنّ أيّ مساعٍ لترامب لتعديل الوصاية الأردنيّة على المقدسّات الإسلامية بالقدس المحتلة هي بمثابة لعب بالنار وستكون له تداعيات كارثية على المنطقة.
وتابعت الصحيفة إنّ الوضع القائم في القدس المحتلّة منذ عشرات السنين، الذي بموجبه تتولّى الأردن الوصاية على المقدسّات الإسلاميّة في المدينة يخدم مصالح مختلف الأطراف، وأنّ أيّ تغييرٍ لهذا الوضع قد يفتح بابًا من الصراع تصعب السيطرة عليه.
وكانت وسائل إعلام إسرائيليّة وعربيّة قد نشرت تقارير تفيد بنيّة ترامب منح رعاية مصالح المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة للسعودية بدل الأردن، الأمر الذي أثار قلقًا في الأوساط السياسية في عمّان لم يفلح في تبديده تأكيد جيسون غرينبلات، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، خلال حديثه عن تقديم حلول خلاقّة في القدس المحتلة، ورجحت الصحيفة أنْ تثير تلك الشائعات القلق في بعض الأوساط السياسيّة الغربيّة أيضًا، نظرًا لسجلّ السعودية في دعم الإرهاب العابر للقارات، طبقًا للصحيفة العبريّة.
واعتبرت المصادر عينها أنّ أيّ اتفاقٍ ثنائيٍّ بين كوشنر وولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان حول منح السعودية حقّ الوصاية على المسجد الأقصى سيكون انتهاكًا لبنود اتفاقية السلام المُوقعّة بين الأردن وإسرائيل والتفاهمات التي توصل إليها الطرفان مع الجانب الفلسطينيّ، ونتبأت الصحيفة بأنْ يُقابَل ذلك الاتفاق بالرفض من قبل مختلف الأطراف الفلسطينيّة، خاصّةً بعد قمة البحرين التي شاركت فيها السعودية بحماس منقطع النظير وقاطعها الفلسطينيون، مُرجحةً أنْ تضع الأطراف الفلسطينيّة خلافاتها مع عمان جانبًا، وتسعى لدعمها في هذه القضية.
في السياق عينه، رأى يوسي ميلمان، مُحلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، نقلاً عن مصادره الرفيعة في تل أبيب، رأى أنّ الوضع في القدس لا زال متوترًا رغم مرور عدّة أشهرٍ على اندلاع الأزمة الأخيرة الخاصّة بـ(باب الرحمة) في الحرم القدسيّ، والتي أسفرت عن تواصلٍ إسرائيليٍّ أردنيٍّ من خلال جهاز الأمن العام (الشاباك)، فيما يتواصل ضباط الشرطة الإسرائيليّة مع رجال الأوقاف الإسلاميّة، وهكذا تراجع التوتّر إلى أجلٍ غيرُ معروفٍ، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ المشاكل الأساسيّة في الحرم القدسيّ لا زالت ماثلةً، واحتمال الانفجار الذي قد يؤدّي لاشتعال المنطقة بغطاءٍ دينيٍّ هذه المرّة ما زال قائمًا، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، طبقًا لأقواله.
إلى ذلك، ذكر بنحاس عنباري، المُستشرِق الإسرائيليّ في موقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامّة، ذكر أنّه عشية طرح خطّة السلام الأمريكيّة التي باتت تُعرَف باسم (صفقة القرن) يزداد السؤال أهميةً: مَنْ يُسيطِر على القدس؟ الأمر الذي يضع المزيد من الضغوط على الأردن، لأنّ هذا الموضوع يُشكِّل عنصرًا ضاغطًا على المملكة الهاشميّة، ويُعتبَر المساس فيه تهديدًا جديًا على موقعها المُتقدِّم في وصايتها التاريخيّة على الأماكن الإسلاميّة المُقدسّة في مدينة القدس.
واختتم المُستشرِق الإسرائيليّ قائلاً إنّ هناك مخاوف أردنيّة من دخول السعوديّة على خطّ الوصاية كمنازعٍ للمملكة الهاشميّة، بعد أنْ أطاحت بالأردن من إشرافه على مكّة والمدينة، واليوم يُواصِل السعوديون جهودهم لإبعاد الأردنيين من الإشراف على المسجد الأقصى، على حدّ قوله.

قد يعجبك ايضا