العدوان الغاشم يتعمد بصورة مباشرة القضاء على حاضر ومستقبل الطفولة

 

الأسرة/..

ذهبت أم اسعد لشراء علاج وصفه الأطباء لابنها المصاب بالسرطان لكنها عادت وفي يدها قليل من خضروات الطماطم والبطاطس.
وتقول هذه السيدة التي تسكن في حي نقم شرقي العاصمة صنعاء إنها اصيبت بالصدمة عندما اخبرها الصيدلاني بأن ثمن العلاج يصل إلى ثلاثين ألف ريال وهو منعدم ويصعب الحصول عليه بسبب العدوان السعودي وما يفرضه من حصار وإجراءات مشددة على دخول الأدوية كغيرها من المتطلبات الإنسانية والسلع الضرورية إلى البلاد.
هذه السيدة قليلة الحيلة لم تكن تحمل في حقيبتها القديمة كما قالت لـ”الأسرة” سوى الفي ريال لذلك ارتأت شراء بعض الخضروات ولوازم الطبخ اليومي والعودة إلى المنزل حيث يعيش طفلها المريض ذي الثمانية أعوام تاركة أمره إلى الخالق العظيم، حيث راحت تبتهل إليه بالدعاء والتضرع الصادق بشفاء صغيرها والانتقام من العدوان وأصحابه ممن أوغلوا في قتل الناس كبارا وصغارا بمختلف الأساليب والطرق.

مأساة أم أسعد ماهي إلا نموذج لآلاف الأسر اليمنية ممن لديها أطفال مصابين بهذا المرض الخبيث الذين أصبحوا يواجهون خطر الموت المحقق بسبب نفاد الأدوية الخاصة بمكافحة السرطان جراء العدوان وحصاره الجائر على اليمن منذ نحو تسعة أشهر متواصلة استهدف خلالها الأصحاء والمرضى والصغار والكبار والنساء والرجال وحتى الأموات في قبورهم.
ويؤكد مسؤولو مركز معالجة الاورام السرطانية بصنعاء أن المركز لم يعد قادرا على تقديم خدمة العلاج بالأشعة الكيماوية بعد ان نفدت الكمية المتوفرة من تلك العلاجات التي كانت تُقدم مجانا للمرضى الصغار والكبار على حد سواء بسبب الحصار الذي يفرضه العدوان على البلاد.
وبات أكثر من سبعة آلاف طفل من أصل أكثر من سبعين ألف مصاب بالسرطان في اليمن وفقا لاحصائيات رسمية يواجهون خطر الموت المحقق في ظل هذه الاوضاع الكارثية التي تسبب فيها العدوان والحصار.
ويقول أولياء أمور الأطفال المصابين بالسرطان: إن الحصول على العلاج الكيميائي من المؤسسات الطبية الخاصة أصبح أمرا في غاية الصعوبة حتى وان وُجد فانه يكلف اموالاً طائلة تفوق امكانياتهم وقدراتهم خاصة في الظروف الحالية والاوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها الناس تحت القصف والحصار.
الأكثر تضررا
الأطفال يظلون الأكثر تضررا من العنف والمواجهات المسلحة التي تنشب بين أطراف الصراع السياسي في كل زمان ومكان ونال اطفال اليمن ومازالوا ينالون النصيب الوافر من نيران حقد العدوان السعودي الذي أزهق أرواح الآلاف منهم وشرد عشرات الآلاف عن منازلهم واضطر مئات الآلاف منهم على ترك مدارسهم ..وتقول الدكتورة ليلى العوامي أخصائية طب الأطفال بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء :إن العدوان السعودي ألحق بأطفال اليمن أضرارا فادحة طيلة التسعة الأشهر الماضية على مختلف المستويات الاجتماعية والنفسية والطبية وهاهو اليوم يحكم على أكثر من سبعة آلاف مريض ومريضة بالسرطان من الصغار بالموت بالإعدام البطيء من خلال حصاره الذي منع عنهم وصول الأدوية والعلاجات الخاصة بمكافحة المرض.
وتضيف العوامي في حديثها لـ”الأسرة” :إن الآثار النفسية الناجمة عن العدوان على الأطفال سترافقهم طويلا في حياتهم المستقبلية وخاصة إذا لم يخضعوا لبرامج علمية متخصصة في إعادة التأهيل والتهيئة النفسية ..موضحة أن العدوان لم يقتصر على هذا الجانب فقط بل انه يحكم من خلال حصاره ومنعه دخول العلاجات الخاصة بجرع علاج السرطان وكذا اللقاحات المخصصة ضد امراض الطفولة المعروفة يجعل من مستقبل هؤلاء الأبرياء مظلما ومأساويا على كافة الاصعدة.
وتشير الدكتورة ليلى العوامي إلى أن مراكز التطعيم أصبحت في ظل الحصار المفروض على البلد تعاني نقصا حادا في اللقاحات الخاصة بتحصين الاطفال ضد الامراض وخاصة اللقاح المخصص لمرض السل ما يجعل اطفال اليمن عرضة لهذه الامراض الخبيثة مستقبلا.
لا حياة لمن تنادي
الدعوات والاستغاثات التي طالما وجهتها وتوجهها المؤسسات الطبية المحلية والمنظمات الانسانية الدولية وتحذيراتها المستمرة من المخاطر الكارثية التي تنطوي على منع دخول الادوية واللقاحات وخاصة تلك المتعلقة بأمراض الاطفال والنساء لا تلقى أي تجاوب أو تفاعل من قبل قادة دول تحالف العدوان التي تصر وبصورة غريبة على مواصلة عدوانها وحصارها الجائر وممارسة كل انواع البطش والتنكيل بأبناء الشعب اليمني وخاصة الاطفال والنساء حيث بات من الواضح ان العدوان يتعمد قتلهم والقضاء على حياتهم حاضرا ومستقبلا.. فيما يكتفي المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية والحقوقية بلعب دور المتفرج العاجز عن فعل أي شيء لإيقاف هذه الجريمة النكراء بحق الانسان والانسانية.

قد يعجبك ايضا