الأنشطة الصيفية ملاذ الأسر اليمنية لحماية أطفالها
الأسرة / ..
تعتبر المراكز الصيفية المكان الأفضل للشباب والنشء في الإجازة الصيفية وتبقى هي الحل الأمثل لحمايتهم من التشرد والضياع وحماية أفكارهم من التطرف والإرهاب وتضج المراكز بالعاصمة بآلاف الطلاب والطالبات مما يجسد مستوعى الوعي المجتمعي بأهمية هذه المراكز في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الأطفال في اليمن جراء ما يتعرضون له بسبب الحرب والعدوان ومخططاته باستهداف الشباب ونشر الأفكار الهدامة والظلامية بين أوساطهم واستهداف جيل كامل من اليمنيين من خلال نشر هذه الأفكار المتطرفة والمنحرفة، ويؤكد مختصون أن الأسر والعائلات اليمنية معنيون بالتعاون مع الجهات التربوية في دفع وحث أولادهم على الالتحاق بهذه المراكز والمساهمة الايجابية في إنجاح برامجها وفعاليتها المختلفة كونها تهدف الى مصالح أبنائها في الحاضر والمستقبل:
وأكد مسؤولو التربية والتعليم والقائمين على المراكز الصيفية بأهمية هذه المراكز ودورها في توعية الطلاب والطالبات وحمايتهم من الأفكار الهدامة والثقافات المغلوطة وأهمية تفاعل أولياء الأمور مع المراكز الصيفية والدفع بأبنائهم للالتحاق بها حيث إن مستقبل الأطفال مسؤولية مجتمعية ينبغي ان تتضافر كل الجهود من اجلها وان انشطة هذه المراكز متنوعة علمية وثقافية واجتماعية ورياضية وتعتبر أهم وابرز الفعاليات التي تستوعب الشباب خلال الاجازة الصيفية وصقل المواهب وتوجيه الطاقات الشبابية التوجيه السليم واستثمار الطاقات الشبابية بطريقة سليمة وبدون أي تأثيرات من الجماعات المتطرفة والمنحرفة في الفكر والسلوك.
وتقول أم أنور :إن المراكز الصيفية مهمة جدا للأطفال في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد حيث لابد من صقل مهاراتهم واستيعاب كل طاقاتهم بدلا من اللعب المتواصل طوال اليوم .
وتضيف: أحس باطمئنان كبير عندما يتجه أطفالي الى هذه المراكز للتعلم عكس ما كنت اشعر به من قلق وهم في الشارع طوال الوقت ولا اعلم الى أين يذهبون .
اما نور يحيى البالغة من العمر عشر سنوات فقد انظمت الى الدراسة حتى تستطيع استرجاع وحفظ آيات القرآن الكريم، وتقول نور انها تقضي وقتاً ممتعاً مع صديقاتها في المركز الذي يضم الكثير من الترفيه والانشطة الرياضية .
الاستفادة من الوقت
من جهتها توضح الطالبة بغداد العامري، بأن العطلة الصيفية ليست للكسل واللعب والنوم فقط ويكفي أن أرتاح أسبوعا أو أسبوعين ثم أبحث عن دورات عملية وتأهيلية وألتحق بالمعاهد التعليمية كاللغات والكمبيوتر فأقضي نصف وقتي في الراحة واللعب والنصف الآخر بالاستفادة من الوقت في الدورات العلمية التي تنمي عقلي وموهبتي.. وأيضا لا أنسى مساعدة والدتي في أعمال المنزل فهي التي حملت عني كل أعباء العمل في المنزل عندما كنت ادرس واختبر وحان الوقت لأعوضها وأساعدها وأحمل عنها بعض التعب واجعلها ترتاح ولو لبعض الوقت.
التربية الصحيحة
أوضحت الأبحاث التربوية أنه في حال أخفقت الأسرة في حماية عقل أطفالها خلال الاجازة المدرسية فإنه ربما يفقد، في المتوسط، ما يعادل 2 الى 6 أشهر من تحصيله على مستوى الصف في مهارات علم الحساب وكذلك ما يعادل عامًا كاملاً على مستوى القراءة.
يقول الأخصائيون :إن الإجازة الصيفية تعتبر هي أفضل وقت لتعليم الأطفال وتنمية مواهبهم وغرس حب القراءة فيهم لأن الوقت متاح أمامهم لتعلم الكثير من المهارات وخاصة أن أذهانهم صافية من هم الاختبارات ودوام المدرسة، ويرى الآباء عموما ان هذه الإجازة إنما هي لراحة أبنائهم من هموم المدرسة والدراسة فيوفرون كل ما استطاعوا لأبنائهم من الألعاب المتنوعة لهم وتقديم الوقت الكافي لهم ليلعبوا ويخرجوا ويناموا تاركين لهم الوقت بأكمله يعملون فيه ما يشاءون وبينت دراسات أجريت حديثاً على الأطفال التي تحرص أمهاتهم على القراءة لهم بانتظام أنهم يتعلمون القراءة بسهولة كبيرة وبسرعة أكثر بالمقارنة بالذين لا يقرأ لهم ، كما أن القراءة المشتركة بين الأم والطفل تعتبر تجربة مفيدة لا ترتبط بوقت محدد فإذا كانت القراءة قبل النوم مفيدة إلا أنه يمكن الاستفادة بشكل كبير أيضا من القراءة في أوقات أخرى لأن القراءة تنتهي بإغلاق العينين والنوم، أما الأوقات الأخرى فتنتهي بتنمية خيال الطفل من خيال بعض الأسئلة التي تحتاج إلى استنتاجات من جانبه عن النهاية المتوقعة له في القصة للأحداث وأسباب حبه لشخصيته دون الأخرى وهكذا.
غرس القيم
اما زهرة العقيلي فترى أن الإجازة الصيفية فرصة لتعليم الأطفال وتنشئتهم وذلك لأنهم في عطلة ويبقون قريبين من الأب والأم والذين يقع عليهم في ذلك الوقت غرس القيم وتعليمهم الصح من الخطأ وخاصة أنهم يلازمونهم طوال الوقت، وتضيف العقيلي انه يمكن للأم ان تعلم بناتها بعض فنون الطبخ وكذلك الأب يأخذ أبناءه ويعلمهم مهارات العمل وبهذا يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهم فلا يتركوهم للشوارع وأصدقاء السوء.
وترى بأنه ينبغى على الوالدين تسجيل أبنائهم في بعض حلقات حفظ القرآن الكريم وكذلك في النوادي الرياضية والمراكز الصيفية وما اكثرها الآن فلو حافظ الأبناء على بعض الوقت ليستفيدوا منه في العطلة الصيفية لما امتلأت الشوارع بالأطفال والذين يختلطون بأصدقاء السوء ويتعلمون الكثير من الممارسات السلبية السيئة .
تقليد
وتقول الأستاذة هدى هبة منصري أخصائية ومدرسة في محو الأمية: إن الإجازة الصيفية كفيلة باحتكاك الطفل بأبويه وأسرته فيقلد الطفل ابويه فإن كانوا يقرأون فهو يقرأ وإن نظموا اوقاتهم فهو يقلدهم كذلك فينبغي على الوالدين الانتباه لتصرفاتهما أمام ابنائهم وان يغرسوا فيهم ان التعليم مستمر ولا ينقطع حتى في الاجازة فهي فرصة لتطوير الطفل والاهتمام به وصقل مهاراته فالعطلة كفيلة بأن تجعل الطفل أكثر تطورا اذا استغلوها الاستغلال الأمثل .
فلا يجب أن تترك لهم الحرية بكاملها بحيث يقضون أوقاتهم في المرح واللهو واللعب وتعلم السلوكيات السلبية والسيئة والكلام البذيء من الشوارع وأصدقاء السوء.. وعلى الوالدين أن يتابعا أبناءهما ويتناقشان معهم على وضع أسلوب حياة وجدول لقضاء بعض الاوقات معهم في التربية والزيارات وفي ما يعود عليهم بالفائدة.