المعارضة السورية وعلاقاتها المشبوهة مع إسرائيل

 

ادّعت “إسرائيل” خلال سنوات الحرب السورية أن لا علاقة لها بما يجري في الداخل السوري وأنها لا تتدخل إطلاقاً بمجريات الأمور إلا أن تفاصيل الحرب تثبت عكس ذلك، إن كان من خلال قصف مواقع للجيش السوري بشكل مستمر عندما تضعف المعارضة المسلحة في منطقة ما أو جبهة معينة أو من خلال مساعدة التنظيمات الإرهابية المسلحة على الحدود مع “إسرائيل” كما حصل عندما كانت تنقل المصابين من “جبهة النصرة” إلى الداخل الإسرائيلي، وتعالجهم في مستشفياتها، أو عندما تؤمن طريق عبور لمن يسمون “الخوذ البيضاء” وتسمح لهم بالعبور عبر الأراضي المحتلة إلى دول أوروبا.
اليوم المشهد نفسه يتكرّر ولكن سياسياً وليس عسكرياً، على اعتبار أن الميدان أصبح بيد الجيش السوري، وهو صاحب الكلمة العليا في الداخل، ونظراً لهذا لم يبقَ أمام المعارضة المسلحة سوى الهروب والتمسّك بما تبقّى لها بأقصى ما تستطيع عبر تحريض الغرب على بلادهم ومحاولة تقسيمها للانتقام من الحكومة السورية التي تمكّنت من استعادة أغلبية الأراضي التي خرجت عن سيطرتها.
معارضة الخارج والتي اعتادت أن تلقي خطاباتها من شرفات فنادق أوروبا اتجهت إلى “إسرائيل” هذه المرة لاقتراح وضع سوريا تحت الوصاية الدولية وتقسيمها إلى محافظات تحت فترة انتقالية محددة.
الزيارة قام بها رئيس الوفد المعارض السوري “عصام زيتون”. وقد زار عصام “إسرائيل” أكثر من مرة وكذلك زار “إسرائيل” عدد من المعارضين السوريين منهم كمال اللبواني وعبدالجليل السعيد وغيرهما .
كما استقبلت “إسرائيل” عشرات الجرحى من مقاتلي المعارضة السورية داخل الكيان، وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بزيارة عدد منهم في المشافي الإسرائيلية.
وكشف عن الزيارة الصحفي “الإسرائيلي” “ايدي كوهين” حيث نشر مقطع فيديو أثناء لقائه مع زيتون، وذكر “كوهين” أن الوفد “سيبحث مع مسؤولين إسرائيليين، مبادرة سلام تحت مسمى “المبادرة السورية الإسرائيلية” لحل الأزمة السورية.
وقال عصام زيتون: إنه يزور “إسرائيل” ليس ضمن برنامج محدد ولكن فكرة “المبادرة” سوف تُعرض على المسؤولين “الإسرائيليين”، وأبرز بنود “المبادرة” هي: وضع سوريا تحت الوصاية الدولية ومقسّمة إلى محافظات تحت فترة انتقالية محددة. مع دراسة كل الملفات “الأمنية، ضبط الأسلحة، فرض القانون والاستقرار “خلال الفترة انتقالية”.
وذكر كوهين في تغريدته على (تويتر) أنّ ما أطلق عليه وفد المعارضة السوريّة، الذي وصل الأحد الماضي إلى تل أبيب، بحث مع مسؤولين إسرائيليين، مبادرة سلام تحت مسمى “المبادرة السوريّة الإسرائيليّة”، ولفت إلى أنّ ما يُطلَق عليها “مبادرة السلام” ستهدف إلى “إحلال السلام” في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء أيضاً إنّ رئيس الوفد زيتون كشف النقاب خلال لقائه المُستشرِق كوهين بعض تفاصيل ما تسمى بـ “المبادرة السوريّة الإسرائيليّة” لحلّ الأزمة السوريّة.
وكتب كوهن في تغريدةٍ أخرى، نشرها الأحد الماضي: اجتمعت منذ قليل في تل أبيب مع المعارض السوريّ المُقيم في ألمانيا الأستاذ عصام زيتون وبحثنا خلال الاجتماع مبادرته للسلام، مُضيفًا: “نعم للسلام مع سوريّا ومع الشعب السوريّ، نعم لإسقاط نظام بشار الأسد”، على حدّ قوله.
وظهر زيتون عبر قناة “INEWS2” الإسرائيليّة من داخل قاعات المؤتمر، وتحدث عن سبب قدومه إسرائيل إنّه جاء للتأكيد: إننّا كسوريين طرقنا كل أبواب العالم، ورغم ذلك المذبحة مستمرة، على حدّ تعبيره.
ورداً على سؤال المذيع: هل ضاقت بكم الأرض لتطرقوا باب “إسرائيل”؟، أجاب زيتون: “نحن لم نطرق باب “إسرائيل”، هذا مؤتمر أمنيّ فيه دبلوماسيون من كلّ دول العالم، ويجب علينا أنْ نكون هنا، أنا موجود هنا لأشرح وجهة نظر ورسالة الشعب السوريّ أننا لسنا إرهابيين، والإرهاب من صنيعة النظام، ونحن ثابتون على مواقفنا”.
كما شارك زيتون في مؤتمرٍ عُقد في معهد (ترومان) بالقدس المُحتلّة، في العام 2017م، ولكنّه لم يكُن أوّل الضيوف العرب بالحضور، فقد سبقه المصري مايكل نبيل الذي عُرَّف عنه أنّه “بطل من ميدان التحرير”، عندما وصل الأخير من مصر حُراً بُعيد سجنه إبان ثورة 25 يناير، وألقى محاضرةً حول موضوع “التغيرات السياسية في مصر وعلاقتها بإسرائيل”.
هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم “معارضة” ويتخذون من الفنادق الفخمة في عواصم الخارج مقرّات لهم وللتأكيد على ارتباطهم مع المحتل أعلنوا مطلع عام 2017م عن خطة تتضمن “اعترافاً بـ “إسرائيل” والانتقال بالعلاقة معها من مرحلة العداء إلى مرحلة الصداقة” من بينهم المدعو نبيل الدندل الذي كان دعا في تصريح لصحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية عام 2017م كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التعاون مع التنظيمات الإرهابية ضد الجيش العربي السوري حيث تجلّى التعاون الإسرائيلي مع تلك التنظيمات من خلال تقديم السلاح لها وتسهيله لحركة وتنقل عناصرها مع أسلحتهم وعتادهم في منطقة الجولان ناهيك عن العدوان الإسرائيلي المتكرر على مواقع الجيش العربي السوري مساندة للإرهابيين.
وكان عدد ممن يطلقون على أنفسهم “معارضين سوريين” شاركوا في مؤتمر نظّمه الاحتلال الإسرائيلي عام 2017م فيما يسمى معهد “ترومان” بالقدس المحتلة عارضين ولاءهم واستعدادهم لتلبية مطالبه ومصالحه.
جديرٌ بالذكر أنّ الدولة العبريّة كانت قد استغلّت الأزمة السوريّة، التي اندلعت في (مارس) من العام 2011م، ونسجت علاقاتٍ مع التنظيمات الإرهابيّة الـ “مُعارِضة” للنظام الحاكِم في دمشق، وقامت بإمدادهم بالمُساعدات العسكريّة والـ “إنسانيّة”، كما قامت بعلاج الآلاف منهم في المُستشفيات الإسرائيليّة، والتي أكّدت بعض المصادر العربيّة على أنّ دولاً خليجيّةً قامت بدفع تكاليف العلاج، ضمن دعمها لـ”الثورة السوريّة”!

قد يعجبك ايضا