ليلة القدر… روحانية الإيمان وسمو المشاعر

 

د. عبدالرحمن حسن الحيمي

مرت سريعاً أيام الشهر الكريم، شهر الإحسان والتوبة، وها هي العشر الأواخر تهل علينا بما تحمله من روحانية الإيمان وسمو المشاعر في هذه الأجواء العابقة بذكر الرحمن وتلاوة آيات الذكر الحكيم، من الأهمية بمكان أن يستشعر الإنسان عظمة المولى سبحانه وتعالى في كل حركة من حركاته، وأن يستشعر كذلك رقابة الخالق القدير على عباده وخاصة من يحمل على كاهله مسؤولية تجاه الغير، وأن يكون عند مستوى الأمانة الملقاة على عاتقه.
من المهم اغتنام هذه العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك والتماس ليلة القدر وهي ليلة عظيمة، وفضلها كبير يقول الحق تبارك وتعالى ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر ” سورة القدر، وعلينا كذلك اغتنام الأجواء الايمانية في تعزيز علاقتنا بالخالق الحق والتزود بما ينفع الإنسان في الدارين، وعدم موالاة الظالمين، والبراءة من أعداء الحياة.. أعداء الإنسانية في كل عصر وفي كل زمان.
وهذا الجانب الذي يتعلق بعدم الانجرار وراء أفكار وخطوات أولياء الشيطان له أهمية كبيرة في مسار حياتنا وفي مسار صراع الحق والباطل..
حيث لا يستقيم الإيمان في وجود اخطار وتحديات تستهدف كيان المجتمع، وهذا الأمر يستدعي تكاتف جهود الجميع لمواجهة التحديات والاخطار وصيانة الصف الوطني من محاولات الاختراق والاستهداف.
في هذه العشر الأواخر من الشهر الفضيل نصقل أرواحنا بعبق المحبة والتسامح، ونعطر أوقاتنا بالعمر المثمر الذي نرجو ثوابه من الخالق وحده لا سواه.

قد يعجبك ايضا