مائدة رمضان في مارب..

رشا محمد
البذل والعطاء السخي ومساعدة الفقراء والمحتاجين في محافظة مارب يصبح جميع أبنائها أسرة واحدة عند قدوم شهر رمضان المبارك .. وتتوقف الأعمال والمظاهر السلبية وتغيب ظاهرة الثأر ويحل التكافل الاجتماعي في مختلف مديريات المحافظة وطقوس شهر رمضان بمحافظة مارب تتمثل في ارتفاع نسبة التكافل الاجتماعي والألفة والمحبة بين أبناء المحافظة ، وفي قراءة القرآن الكريم وزيارة الأرحام والأقارب والفقراء ، بالإضافة إلى إعداد الوجبات الغذائية المختلفة وتبادلها بين الأسر ، وتقديم أطباق منها للأسر المحتاجة، وقيام معظم الأسر بالمحافظة بالتجمع في كل جمعة من شهر رمضان المبارك لتناول الفطور وكذلك السمر حتى تظل الأسر متماسكة فشهر رمضان يغسل القلوب ويبث الأفراح وينشر السعادة والألفة والمحبة والسلام بين الأهل والأصدقاء.
ومن مظاهر شهر رمضان بمارب أن أبناء المحافظة الساكنين على جوانب الطرق الرئيسية إلى حضرموت أو المهرة أو البيضاء أو شبوة توارثوا عادة حميدة من أسلافهم وذلك في جلب المسافرين لتناول الإفطار والعشاء في كل أيام الشهر الفضيل.
بالإضافة إلى أن الكثير من الأسر بالمحافظة تقوم بالبذل والعطاء السخي لمساعدة بعض الأسر الفقيرة وخاصة قبل قدوم عيد الفطر المبارك حتى يتسنى لتلك الأسر شراء كسوة العيد لأطفالها لترسم الابتسامة على شفاههم وشفاه كافة من حولهم وتتجلى المودة والألفة بينهم في أجمل صورها وتعم روح التسامح والإخاء أرجاء المحافظة في هذا الشهر الكريم.
ثقافة التسامح
قبل أيام قليلة من حلول الشهر الفضيل تقوم بعض الأسر بالمحافظة بشراء اليسير من حاجاتها من السلع والمواد الغذائية لرمضان ، أما البعض الآخر من الأسر فلا تستطيع شراء متطلباتها واحتياجات شهر رمضان الكريم وتأتي مساعدة الفقراء في رمضان وفي مائدة مارب تتواجد مأكولات ريفية هِي الْمَجْمَرَة .. وَهِي خُبْزَة بِر تَعْجِن وَتُدْفَن بِالْجَمْر حَتَّى تَسْتَوِي و العِصِيد .. (مَرَق .. حَلَبَة .. زُوَم) ) العصيده طحين ابيض وبر (الأسمر)ملح ماء.
والْمَعْصُوْبة (مَرَق .. حَلِيْب ..زَيْت وَعَسَل .. سَمْن وبُهَارَات (لمرق باللحم او الدجاج النُشُوفَة وَتَكُوْن بِاللَّبَن وَحُب الْجَرِيش الشفّوّت الْفَتُوت بِحَلِيْب الْنَّاقَة وَالْسَّمْن الشتِيحَة بِالْدَّقِيْق وَالْحَلِيْب وَالْسَّمْن ….
خيرات الأرض..
يمتاز مناخ محافظة مارب بتنوعه، حيث يسود المناخ المعتدل البارد في فصل الشتاء، والحار في فصل الصيف في المناطق الجبلية والمرتفعات الواقعة في القسم الغربي من المحافظة، ويسود المناخ الشبه مداري الذي يتسم بالبرودة والجفاف في فصل الشتاء، والحرارة العالية في فصل الصيف في المناطق الصحراوية، كما تتساقط الأمطار القليلة على المحافظة في فصل الصيف. التضاريس تملك محافظة مارب تضاريس متنوعة تتمثل في: المرتفعات الجبلية مثل: جبل الحميمة، وجبل مردح، وجبل الشعب، وجبل الوثبان، وجبل العيونة، والسهول السهلية، والمناطق الصحراوية، والأودية مثل: وادي أذنه، ووادي حريب، ووادي ثماد، ووادي الصدر، ووادي الضيق، ووادي معين، ووادي البرابر، ووادي حابس. النباتات والحيوانات البرية من نباتاتها البرية: السدر، والطلح، والأشجار الشوكية، والحشائش، والظهي، والقرض، أما حيواناتها البرية فمنها: الضبع، والعرج، والنمر، والثعلب، والأرنب البري، والقنفذ، والأوبار، والصقر، والنسر، والحمام البري.
ويعتمد اقتصاد محافظة مارب على كل من: القطاع الزراعي، والتي من أهم محاصيلها الزراعية: الخضروات، والفواكه، والحبوب، وتربية المواشي مثل: البقر، والماعز، والجمل، والدواجن، والحمير، والضآن، والإبل، وصيد الحيوانات البرية، والطيور،
واستخراج الثروات المعدنية مثل: الجرانيت، والملح الصخري، والرخام، والاسكوريا، والجبس، والنفط، والغاز.
غيرأن مزارع البرتقال تتناثر بالعشرات بمحيط المدينة وعلى ممرات السواقي التي تأتي من سد مارب، السد الذي يعتقد المؤرخون أنه بني قبل الميلاد بألف عام، معظم تلك المزارع تقع ضمن مديرية الوادي، بالحِـضن، العريقين، الحصون، الحـوِي، النقيعا، آل شبوان.
وتتحول مزراع البرتقال مع حلول فصل الشتاء إلى جنان محملة بالثمار تؤتي أكلها بإذن ربها، جِنان عن يمين وشمال لذلك تعتبر مارب الأكثر انتاجا بمحصول البرتقال على مستوى الجمهورية.
وأنواع البرتقال التي تصل إلى خمسة أنواع. تختلف أشجار البرتقال من حيث الشكل والارتفاع، فكل نوع مميز عن الآخر.من أنواع البرتقال “السرة”، “العادي” “البلنسي” “المبروم” أو “الدغزة”.
برتقال لمرضى السكر
يتميز أحد أنواع البرتقال بشكله واحمرار لونه من الداخل، وكذلك مذاقه الحامض. يطلق المزارعون عليه “إيجري فورت” وهو نوع يتناوله مرضى السكر، حيث يتناسب مع المرض ويخفف السكر لديهم، كما يقول المزارعون هنا. من الأنواع أيضا الليمون الحامض بنوعيه الشامي والحضرمي، الذي يتميز بحجمه الكبير والليمون (الكاريزو – سنترنج – رانجيو لايم).

قد يعجبك ايضا