الشهيد القائد جهاد وعطاء

 

وفاء للشهيد القائد وما قدمه لنا من مشروع قرآني عظيم أحيا من خلاله أمة كان يراد لها الخضوع والخنوع لأعدائها سنتحدث اليوم عن الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه وعن مواقفه العظيمة في قضايا الأُمَّـة المركزية حين وقف لمواجهة قوى الاستكبار العالمي، لقد كان الشهيد القائد أمة لوحده ومدرسة في كل نواحي الحياة وكان لا يمتلك من حطام الدنيا شيئا لكنه كان يمتلك إيمانا وثقة بالله وإرادة ووضوح رؤية المستقبل بل كان يمتلك القدرة على كسب الناس وإقناعهم والتوضيح لهم من خلال استشهاده على الواقع بآيات القرآن الحكيم.
ونحن نعيش ذكرى استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه أجرينا لقاء خاصاً مع الأستاذة القديرة والمجاهدة العظيمة أم يحيى شقيقة الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي حيث تطرقت في حديثها إلى جوانب غاية في الأهمية في سيرة الشهيد القائد وعن حياته الشخصية تقرأون تفاصيلها في سطور هذا الحوار:
إعداد المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة
تحدثت الاستاذة المجاهدة أم يحيى شقيقة الشهيد القائد حسين الحوثي عن الشهيد القائد الانسان وعن حياته اليومية وعلاقاته مع من حوله قائلة : في البداية نعزي أنفسنا ونعزي أمتنا الإسلامية ونعزي خاصة بلادنا اليمن في فقدان الشهيد القائد رضوان الله عليه لأن من نكبات الأمة هو أن تفقد عظماءها ونحن فقدنا انساناً عظيماً حمل هم الأمة واستشعر المسؤولية في شجاعة وكان لايخشى في قول الحق لومة لائم ، سوف أطرح عليكم اليوم نبذة وجيزة عن حياة الشهيد القائد كون شخصية عظيمة ملموسه للمطلع على ملازم الهدى التي وضعها للمتأمل من أعماق توجهه في الحياة ونظرته لها وانطلاقته فيها، وأنا أعلم بأنني لن أستطيع طرح شخصه بالشكل الذي يليق به كونه شخصية فريدة ونادرة في الوجود وإنما سأكتفي بإشارة عابرة لشخص ملأ الوجود جودا وكرما..
لقد كان الشهيد القائد شخصية اجتماعية مرموقة في المجتمع من بداية شبابه وبالنسبة لتحمله مسؤوليته في الحياة فقد نشأ على الخير والعطاء وأخذا كتاب الله منبع هداية وجعل الاسلام له راية ربانية يجلها بعظيم مقامها ويتفانى لرفعها يتأمل عظيم مناها وقليل نيلها يبحث بين الناس عن وجودها فلا يجد منها إلا بصيص أمل راكدا في حيات الأمة، وتيهاً قد عطل طريق الحرية السامية لأمة هي أحوج ما يكون لفرج الله واعتناق راية الدين الحنيف كمخلص لها من عنائها، فالبرغم من مشاغله الكثيرة ولكنها لم تبعده عن هموم وطنه بل هموم الأمة بأكملها ، أما عن كونه رب أسرة فقد كان الرجل المثالي ، تزوج في بداية شبابه من ابنة عمه حميد التي كانت يتيمة الوالدين، وأنشأ بيت الزوجية الذي حفه بالمحبة والوئام وكان متعمراً بالإيمان والتقوى ، وكان له سكن في مران تحديدا في قرية الخرب الذي وجد له فيها مسكناً في تنقله مع الوالد لبدء حياته الزوجية وكان ذلك السكن قريباً من مسجد القرية التي يعلم فيها الوالد ويدرس الطلاب، فكان يتردد الى ذلك المسجد لأداء الصلاة وحضور الدروس، غير انه كذلك لم يكن بعيدا عن المجتمع الذي حوله، فكان يشكل العلاقات الودية الانسانية لمن حوله في قرية الخرب وما حولها من القرى المجاورة وعلى رأس هذه القرى قرية الرويس التي نشأ فيها جزءاً من طفولته، كذلك كان يتنقل في مناطق الصعيد حيث كان يتعلم في معهد في مدينة صعدة، فلزم الأمر أن يستمر لفترة قريباً من المدينة وكان كثير السفر على حسب أعماله.
ثم تحدثت عن أسس تربية السيد حسين لأولاده، وكيف كان تعامله معهم قائلة: لقد كان الشهيد القائد أمة لوحدة ومدرسة في كل نواحي الحياة، فكيف به عند تربيته لأبنائه لقد كانت تربيته لهم تربية قرآنية، لأنه كان يدرك أنها مسؤولية وواجب مهم فكانت محبته لهم غامرة ومعاملته لهم معاملة المسؤول المرشد والموجه، زرع في قلوبهم محبة الله واحترام الآخرين، وكان يشجعهم على الاهتمام بالقرآن والصلاة وعلى الكرم والاحسان فمثلا إذا وجد طفلا من أطفاله كان يفضلهم على نفسه وينفق ما معه من مال زهيد في قيمة حلوى ، وكان يهب كل ما لديه ويقسم ما كان يجود به في بيته من اكل وفواكه له ولجيرانه وللمحتاجين، فقد كان يشعر أسرته باهتمامه البالغ بالمستضعفين، كما هو كذلك لأبنائه وبناته يعطف عليهم.
لقد كان حنونا يغمرهم بحنانه الكبير، حتى في نهاية العدوان عليه في جرف سلمان بمران وهو يشاهد العدو يقترب من المكان ويحاصره بكل طغيان كان لايزال ذلك الأب الحنون الذي يحتضن أبناءه الصغار ويناغيهم ويداعبهم، ويشعر الطفل الصغير باهتمامه البالغ ويوجه الكبار بالعبارات المضيئة الايمانية، لقد ملك قلوب أطفاله كما ملك قلوب من حوله وكل من عرفوه بالمحبة والاحترام والهيبة والحياء منه.
وتحدثت عن العلاقة بين السيد حسين كعالم بمنهجية القرآن مع والده السيد الحجة بدر الدين الحوثي، وكيف تأثر بوالده السيد الحجة بدر الدين الحوثي قائلة: إن العبارات والمحاضرات التي قدمها الشهيد القائد كانت عظيمة مضيئة بنور القرآن مما جعله مكان إجلال وتعظيم لدى والده وحظي بعظيم الإجلال والتقدير رغم ما كان يملك والدنا من العلم والحكمة والايمان فقد قال الشهيد القائد عن والده :” ما أنا إلا حسنة من حسنات الوالد” فكان يحترم أباه ويجله كوالد وكعالم رباني جليل، وقد أخذ من العلم والمعرفة والايمان والتقوى ما ورثه أبا عن جد في اسرته التي تتوارث علوم محمد وآل محمد واهتمامها البالغ بالقرآن الكريم تعلما وتعليما واهتماما بعبادة الله سبحانه وتعالى وتجسيد العبودية لله تعالى في واقعها، فكان الشهيد قرآناً ناطقاً يروي ظمأ الظامئين بعلم علمه رب العلا وحكمة بالغة يعمل بها .
وكنت ألاحظ والدي في علاقته مع ابنائه علاقة ايمانية وأبويه حيث كان يجعل من اهتمامه الأول بأبنائه من منهم اكثر إيمانا، فكان يحتفي بقدوم الشهيد القائد أكثر من غيره رغم اهتمامه بالجميع.
وقد قال الوالد عن الشهيد القائد :” أتاه الله مالم يؤتِ أحدا في زماننا” تأكيدا على انبهار الوالد بالثقافة القرآنية التي كان يمتلكها الشهيد القائد والتي هدف من خلالها تغيير واقع الأمة وعودتها لكتاب الله ، ومحاربة اليهود والطواغيت المتسلطين على رقاب الناس وارتباطهم بالدين في واقع الحياة ب بتقديمه الحلول الحقيقية لإخراجهم من واقع العناء والشقاء، كان والدي رضوان الله عليهم يخصون الشهيد القائد بالدعاء المستمر والاهتمام بملازم الهدي حتى بعد أن فقدوا بصرهم كان يقرأها عليه أحد، فيتفاعل معها ويصغي اليها بكل اهتمام وتعظيم.
كما تحدثت شقيقة الشهيد القائد حسين الحوثي عن دور أسرة الشهيد في دعمه، ومساندته في مواجهة جميع ما مر به من صعوبات وحرب ظالمة فقالت: لقد مر الشهيد القائد رضوان الله عليه بمراحل كثيرة من العناء والإيذاء منذ بداية شبابه حيث كان الجهل وقلة الوعي منتشرا اضافة لمن دجنوا لمحاربة الوعي والحقيقة .
فمن أشد المواقف التي تلقاها الشهيد القائد حينما بدأ مشروع الهداية في المسيرة القرآنية هي تلك الهجمة الكبيرة والقوية من مختلف الشخصيات العلمائية والمثقفة والاجتماعية، حتى من بعض الافراد الذين لم يكونوا يعون ما يقولون، ولكن رغم كل تلك الصعاب فقد كان الشهيد القائد يملك قوة إيمان عجيب، حيث كنا نجد فيه روحية الانسان الواثق بالله العظيم وبعظمة ما يقوم به، وان الوضع ذلك لن يدوم، رغم تنوع الهجمة وتثبيط الجميع له، إلا قلة قليلة ممن وقفوا معه حينها، ولكنه لم يتراجع عن الحق قيد أنملة وكان يزداد ايمانا بنجاح مشروع الحق على يديه نصرة للمستضعفين وإصلاحاً في أمة جده واخراجهم من واقع الضعف و الهوان الذي أصبحت تعاني منه.
ثم واصلت حديثها عن دور والده وأهله في الوقوف إلى جانب الشهيد القائد رضوان الله عليه حيث قالت :إن دور أسرة الشهيد القائد كان دورا ايجابيا منذ البداية إلا من بعض ابناء عمومته كون الأسرة كانت واعية لأهمية ما جاء به، فكان للوالد الدور الكبير والمهم حيث وقف إلى جانبه يحث ويشجع على مصداقية ما جاء به الشهيد القائد، وكذلك كان دور اخوان الشهيد القائد كبيراً وعظيماً ومنهم الشهيد احمد والشهيد عبدالقادر حيث ظهر منهم التفاني أين ما وجههم الشهيد القائد، حيث كانوا معه يدا قوية في كل الأعمال، كما ان السيد عبدالملك كان له دور كذلك في نشر الثقافة القرآنية وتوعية الأمة، وكذلك كان اهتمام ابنه وباقي اخوانه ووقوفهم الى جانب الشهيد القائد، واما بالنسبة للنساء فكان لهن دور كبير فمنهن من كانت تعمل في الطبخ للوافدين على الشهيد القائد، ومنهن من كانت تعمل في التوعية وتعليم القرآن، وكان دور زوجات الشهيد القائد وبناته وابنة اخيه في احتدام المعارك ومصارعة الموت بارزا وقويا .
كما تحدثت شقيقة الشهيد القائد عن أبرز صفات الشهيد القائد قائلة: كانت له صفات وسمات متعددة فكان رضوان الله عليه الحنون والمتسامح والعطوف على الكبير والصغير وكان متواضعا لطيفا يحب اللطافة وكان كريما جوادا يؤثر على الآخرين ولو على حساب نفسه ، وكان يمتلك صفات القائد الذي يستطيع قيادة الأمة إلى ما فيه خيرها وعزها وصلاح أمرها، بل وهو القائد الذي استطاع استنهاض واقع الأمة مما جعلها تقف على قدميها أمام دول الاستكبار العالمي وما نراه اليوم خير شاهد كيف وقف أبناء الشعب اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبية خصوصا ممن استقوا وفهموا ثقافة الشهادة، والاستشهاد وكسر أعتى عدوان على مستوى العالم سمي بالحرب الكونية حين تكالب علينا العالم لكن صمد أبناء الشعب ولا زالت أيديهم على الزناد ورغم مد اليد الأخرى للسلام لكن سلام بعزة وكرامة تعمل على رفع يد الوصاية والهيمنة والاستكبار، هذه اليد التي تعبث في البلدان العربية والإسلامية بأكملها تحت مسميات متعددة، فكل انتصاراتنا هي ثمرة جهوده وتضحياته سلام الله عليه.
وفي ختام حوارنا هذا نشكر الأستاذة المجاهدة أم يحيى شقيقة الشهيد القائد حسين الحوثي، رضوان الله عليه، سيظل الشهيد القائد ثورة فكرية ثقافية شاملة قاد أعظم ثورة على الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة.

قد يعجبك ايضا