في مكالمة استمرت أكثر من ساعة بين الرئيسين الروسي «بوتين» والأمريكي «ترامب»، تم التعاطي مع قضيتين، هما الحرب الأوكرانية و «إيران والشرق الأوسط»..
الكرملين وصف هذه المكالمة بأنها كانت «صريحة ودقيقة»..
الرئيس الأمريكي قال “إن النقاش حول الحرب الأوكرانية لم يعجبه أو هو منه منزعج، وهذا يعني أن الحديث حول الموضوع الثاني «إيران والشرق الأوسط» أعجبه بأي قدر أو إنه لم يسبب له أي إزعاج كالقضية الأولى”..
في الحرب الأوكرانية روسيا هي الطرف الرئيسي، ورأي روسيا إزاءها أن أمريكا والغرب الاستعماري الإمبريالي هو من أشعل هذه الحرب لاستهداف روسيا في إطار مشروع قديم لتفتيت روسيا..
التعاطي أو النقاش بالمقابل حول إيران والشرق الأوسط، لأنه يندرج تحت صراعات المصالح وحول التغيير والمتغيرات الدولية..
مجرد التعاطي في هذه القضية يعني أن أمريكا ليست ولم تعد الوحيدة في ما يسمى الشرق الأوسط بأي ترتيبات أو تغييرات تراد له أو تراد منه، وأمريكا ومعها الغرب الاستعماري بكل إعلامها وبكل أدواتها بما في ذلك الإعلام العربي المتأمرك والمتصهين هي من تطرح وبإلحاح أنها الوحيدة الحاضرة في هذه المنطقة أو أنه لا أحد ينافسها أو يستطيع منافستها في هذه المنطقة..
ولذلك فإن «ترامب» تعمّد عدم التعليق على هذه القضية في مكالمته مع بوتين ومن مجرد إحساس بأن ذلك يعني وجود تنافس ومنافسين..
مادامت أمريكا وربيبتها الصهيونية يريدان فرض شرق أوسط جديد وبمواصفات وقياسات أمريكا وإسرائيل فلم يكن من مصلحة أمريكا حتى مجرد الإعلان عن التعاطي مع بوتين روسيا حول إيران والشرق الأوسط..
بالمناسبة، فإنه حتى العدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران، فإني كنت أعرف عن محطة «بوشهر» النووية في إيران، لكنه ومن خلال الحدث «العدوان» عرفت أن بوشهر محطتين وليس واحدة وأنه يوجد فيهما خبراء روس واستثمارات كبيرة لروسيا..
لقد سمعت التحذير الروسي لإسرائيل بعدم مس المحطتين وهو تحذير لإسرائيل فقط وليس لأمريكا..
وحين تابعت العدوان بواجهته الأمريكية المباشرة على المنشآت النووية الإيرانية وجدت أن أمريكا لم تستهدف أي من محطتي بوشهر والتحذير الروسي لإسرائيل سرى على أمريكا ومنعها من استهداف أي من المحطتين..
هذا مجرد لحضور روسي وصيني في إيران والشرق الأوسط، وبالتالي فواقع المنطقة لايدار أمريكياً كما يصور لنا ومشروع ما يسمى «شرق أوسط جديد» مجرد وهم والرد الإيراني على العدوان أثبت ذلك بجلاء..
إذا أمريكا بصدد تنفيذ شرق أوسط جديد ما كانت لتقبل إدخال هذا العنوان في أجندة مكالمة هاتفية مع رئيس روسيا، وإذا أمريكا بصدد تنفيذ ذلك ما كانت لتخضع لتهديد روسي وجّه لإسرائيل..
إذا ذات الرئيس الأمريكي الحالي «ترامب» قرر في دورة حكمه الأولى منع تصدير النفط الإيراني بل وتصفيره وجاءت الصين وعقدت اتفاقاً استراتيجيا لتزويدها بالنفط الإيراني ولم يستطع هذا الترامب عمل أي شيء/ فأمريكا أكثر ضعفاً مما كانت عليه في فترة حكمه الأولى، فكيف لمن عجز عن منع تصدير النفط الإيراني حينئذ أن يتحدث اليوم عن تشكيل شرق أوسط جديد؟..
ترامب ونتنياهو يجمعهما التطرف والجنون والإجرام، ولعلنا بحاجة لمتعة أو للتمتع لهذا الجنون الترامبي النتن ربطاً بما يسمى شرق أوسط جديد!!.