ومن يهـــــــن الل◌ْه فما له من مكرم


أمين العبيدي –
كثر الحديث وقل العمل هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم ما أكثر كلام الناس عن المشكلة الكل يختار المواضيع بعناية وينتقون الكلمات والمفردات الجميلة ويمكثون الوقت الطويل يفندون المشكلة من كل جوانبها ويتناسون الحلول لا يعرفون إلاø جلد الذات وينتقدون الآخرين¡ أين من يوجد حلول سئمنا الكلام..
هذه هي القصة التي يعيشها الحاج قناف بادي الذي يبلغ من العمر 75 عاما◌ٍ يسرد لنا حكايته مع الأوراق المنثورة والمبعثرة في كل مكان والتي تحمل آيات القرآن الكريم أنه رأى المشكلة تحيط به من كل جانب فاقترح الحلول وبدء العمل بنفسه فقد كان الدافع لديه بدون شك غيرته على كلام الله جل وعلا عندما ترمى بدون شعور وتداس بدون إحساس¡ ولسان حاله يقول: نلوم أعداء الأمة بأنهم يدوسوا المصاحف ونحن نفعل فعلهم ولكن بطريقة غير مباشرة. ويؤكد أن الفكرة بدأت منذ عام 2008م وحتى يومنا¡ وهذا توفيق وهداية من الله¡ وقد أتى نتيجة القهر المتراكم الذي مكث في صدره سنين طويلة حيث كان يأخذ الأوراق التي فيها كلام الله من براميل القمامة ومن على الرصيف ومن كل مكان ولم يجد لها المكان المناسب لكنه حد قوله لم يقف مكتوف الأيدي فقد تحرك بجهده وإمكانياته المتواضعة هو وأولاده¡ ووضع تحت كل عمود إنارة «كنبة» برميل مخصص لحفظ هذه الأوراق الكريمة.. فقد جمع الكثير منها والتي تحوي صفحات القرآن الكريم وكذلك الصحف والمجلات والمطويات والمنشورات ودعوات الأعراس التي تتزين بآيات القرآن العظيم والكتب المدرسية وكل ما فيه أسم الله تعالى وهي كثيرة جدا◌ٍ وأين ما وجدها أخذها إلى منزله لعدم وجود الأماكن المخصصة لها حتى صارت بكميات هائلة في بيته. ويضيف بادي أنه سيحتفظ بهذه الأوراق في بيته ولن يحرقها أبدا◌ٍ لأنها تعتبر الدليل والحجة القاطعة على تقصير الناس والحكومة بهذا الجانب ولكي يتم التوعية بهكذا ظواهر وإيجاد الحلول. وناشد كلا◌ٍ من وزارة الإعلام والأوقاف والتربية والتعليم وأمانة العاصمة أن يكون هناك تعاون جماعي لإيقاف هذا العبث وحول هذه الظاهرة يشير الشيخ محمد العولي – ماجستير دراسات إسلامية – إمام وخطيب جامع السلام أننا نعيش في مجتمع مسلم ومحفظ فلا بد أن يعظم شعائر الله «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» التقوى لن تتحقق إلاø بتعظيم كل ما يتعلق بديننا وعقيدتنا فعندما نرى بعض الناس يرمون الأوراق التي فيها أسماء الله وآياته هنا وهناك بدون شعور ولا مسؤولية تناسو أن الله ينظر إليهم ومطلع عليهم وكلهم مسؤولون ومحاسبون على صنيعهم هذا. وأكد العولي أن هذا الفعل حرام ولا يجوز لأن الله تعالى قال «ومن يهن الله فما له من مكرم» فهذه تعتبر إهانة لكلام الله ولدينه¡ ويحضرني في هذه اللحظة قصة إبراهيم ابن ادهم الزاهد العابد رحمه الله تعالى عندما وجد ورقة وفيها أسم الله عز وجل وكانت قد امتلأت بالأوساخ والقاذورات فأخذها إلى منزله فطيبها وأزال عنها الأذى ثم وضعها في أعلى مكان في بيته تعظيم لها ولما فيها عندما استشعر هذا الشيخ الجليل المسؤولية أمام الله وأمام دينه وأمام عقيدته نام تلك الليلة فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول: «من رآني في المنام فقد رآني حقا◌ٍ» رأى أن الرسول يقول له لقد رفعت ذكر الله في الدنيا فرقع الله ذكرك في الدنيا والآخرة ويبشرك بالجنة هذا هو كرم الله لمن يكرم أسمائه وآياته. وعن الحلول يقول العولي: أنها كثير في هذا الجانب: أولا◌ٍ من الناس أنفسهم يجب أن تحرككم الذاتية وأن يشعروا بعظيم المسؤولية ثانيا◌ٍ: التوعية بشكل عام في القنوات والصحف والمجلات ويجب أن يكون هناك حملة توعية كل أربعة أشهر وتكون بإشراف أمانة العاصمة ووزارة الأوقاف والإعلام والتربية وعلى مستوى الجمهورية. ثالثا◌ٍ: يأتي الدور على الخطباء والمرشدين لا بد أن يرشدوا الناس إلى تعظيم آيات الله والأوراق التي فيها أسمه عز وجل. وينوه أن هناك ظاهرة أعجبته وهي أن هناك شباب يقومون بوضع براميل مخصصة لهذه الأوراق ويحافظون عليها وما حملهم على ذلك إلا غيرتهم على كلام الله ومثل هؤلاء يجب تشجيعهم..

قد يعجبك ايضا