بالعدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن سنقضي على ظاهرة التخريب


الثورة/ حسن شرف –
أكد الدكتور عبدالملك محمد عيسى الباحث في علم الاجتماع السياسي ضرورة تبني القضايا المحقة للمجتمعات المحلية وخصوصا في المحافظات النائية للحد من الاعتداءات المتكررة على البنية التحتية للبلد.. مشيرا إلى أن إنصاف أبناء هذه المناطق وإيجاد بنية تحتية تخدم هذه المجتمعات سيجعلهم يشعرون بالمواطنة الحقيقية التي يبحث عنها الجميع.
وأضاف الدكتور عيسى في لقائه مع “الثورة” أن الاعتداءات المتكررة على البنية التحتية للبلد هي عبارة عن مظاهر احتجاجية بسبب مطالب مستعصية لم تحلها الأنظمة السياسية التي حكمت اليمن على مدى 51 سنة من عمر ثورة سبتمبر و23 سنة من عمر الوحدة اليمنية .. إلى التفاصيل:

* برزت في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة تخريبية متمثلة في اعتداءات متكررة على البنى التحتية الخدمية والإيرادية.. ماذا تقول في هذه الظاهرة¿
– ابتداء◌ٍ لا أتفق مع التوصيف القائل بأنها “ظاهرة تخريب “هي مظاهر احتجاجية بسبب مطالب مستعصية لم تحلها الأنظمة السياسية التي حكمت اليمن على مدى 51 سنة من عمر ثورة سبتمبر 62 و23 سنة من عمر الوحدة اليمنية التي نعيش ذكراها هذه الايام.. فإبن محافظة مأرب لليوم لا توجد لديه بنية تحتية أصلا◌ٍ حتى يقوم بتخريبها (مدارس¡ مستشفيات¡ دوائر حكومية¡ محاكم¡ نيابات¡ طرقات) البنية التحتية الوحيدة التي حصل عليها المواطن في مأرب هي السجن المركزي وبالمناسبة هي معممة على كل محافظات الجمهورية بينما لا نجد مستشفى مركزيا◌ٍ واحدا◌ٍ في كل المحافظات أو مجمعا◌ٍ قضائيا◌ٍ وغيرها من الخدمات الضرورية فنسبة الأمية في محافظة مأرب حسب تعداد السكان لعام 2004م 46% وهذا رقم مهول بعد 51 سنة من الثورة و23 سنة من عمر الوحدة.

وسائل إكراه
* ماذا عن الاعتداءات¿
– بالنسبة للكهرباء فمحطة مأرب الغازية تتواجد في مأرب وتغذي العاصمة وبعض المدن بالكهرباء مع العلم بأن النسبة التي تغطيها الكهرباء باليمن ككل لا تتجاوز (40%) من السكان في كل أنحاء الجمهورية ومن ضمن المحرومين منها أبناء محافظة مأرب حيث لاتوجد لديهم شبكة كهرباء فيقومون بهذه الأعمال باعتبارهم مجتمع تقليدي يعرفون أن الآخرين وأقصد هنا النظام السياسي القائم لا يفهمون إلا لغة القوة أما لغة التظاهرات والعصيان المدني والوسائل السلمية فغير مجدية فكثير هي المطالب التي لا تنفذ إلا بعد أن يتم اختطاف سائحين أو ضرب الكهرباء أو قطع الطرقات مما أوجد في اللاوعي الجمعي أن الوسيلة المثلى لتحقيق المطالب هي عبر وسائل الإكراه والعنف.
حاضن شعبي
* أنت إذا متعاطف معهم¿
– من المؤكد أنها تلاقي تعاطف شعبي فمن المستحيل استمرار هذه الاعمال وعلى مدى أيام متقاربة جدا◌ٍ في ظل رفض شعبي لها فالحاضن الشعبي لهذه الأعمال حاضرة¡ وإن تم رفض هذه الأعمال فهو من قبيل رفع العتب فالكلام مع أي مواطن من مأرب سيقول لك نعم نحن ضد هذه الأعمال ولكن ماذا عملت لنا الدولة بالمقابل هل تبني لأبناء مأرب مدارس أو مستشفيات أو طرقات داخلية أو تكافئ الفرص في الوظيفة العامة أو… أو… كثير من التساؤلات سيتم إثارتها بعد لكن.

مراكز القوى
* لكن هناك آثار سياسية مترتبة على هذه الاعتداءات!
– لا أعتقد أن هناك آثار سياسية¡ هذه المظاهر الاحتجاجية لها تداعيات سياسية فالنظام السياسي قائم فقط بالعاصمة صنعاء وبقية المناطق تدير نفسها وفق التوازنات القبلية القائمة فيها¡ وسبب انتشار الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي القائم على المحافظات الشرقية والشمالية والمحرومة من التنمية وكل سبل الحياة الكريمة التي كفلها الدستور لأبناء اليمن فعندما تتحقق العدالة والانماء المتوازن والمشاركة السياسية لإدارة شئونهم بأنفسهم والحصول على جزء من الثروة التي تذهب للمافيات الفاسدة من المؤكد زوال هذه الظواهر الاحتجاجية.

قضايا محقة
* أين دور المجتمع للحد من هذه الظاهرة¿
– على منظمات المجتمع المدني تبني القضايا المحقة للمجتمعات المحلية وخصوصا◌ٍ بالمحافظات النائية مأرب والجوف وشبوه والمهرة وسقطرة وصعدة والدفع بالدولة نحن انصافها وإيجاد بنية تحتية تخدم هذه المجتمعات والاستثمار من قبلها في هذه المحافظات ونشر التعليم والصحة وكافة الخدمات الضرورية بما يؤدي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والانماء المتوازن بدلا◌ٍ من الشعارات وبيانات الاستنكار والتكاذب فيما بيننا بل نعالج المشكلة الحقيقة وهي غياب التنمية عن هذه المحافظات وعندها فقط تختفي هذه الظاهرة.

—-

قد يعجبك ايضا