ندوة تطــــــــــــور الـعلوم الفقهية تدعو إلي التسامح ونبذ العنف


مسقط/الدين والحياة/وليد المشيرعي –
دعا المشاركون في ندوة تطور العلوم الفقهية التي اختتمت أعمالها بسلطنة عمان الثلاثاء إلى التسامح المتكافئ والتعايش المتوازن واعتماد القيم الأخلاقية المتبادلة كأساس للعيش مع الآخرþ.þ
جاء ذلك في البيان الختامي للندوة التي نظمتها وزارة الأوقاف والشئون الدينية بسلطنة عمان خلال الفترة (6-9من الشهر الجاري ) تحت عنوان فقه رؤية العالم والعيش فيه وشارك فيها كوكبة من رواد الفكر والفقهاء من مختلف أنحاء العالم بحضورمفتي السلطنة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي والشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف العمانيþ.þ وطالب البيان الذي تلاه الشيخ محمد بن سالم الخروصي رئيس قسم خطب الجمعة بوزارة الأوقاف بضرورة معالجة التأزم الراهن بالأفكار والوسائل الملائمة والمتفهمة لأنها السبيل الأوحد للخروج من المأزق الحضاري العالمي وتفاعلات الظواهر الجزئية الناجمة عن العنف الذي يسود العالم في كل مظاهر الحياة الإنسانية موضحا أن تعدد الأعراف والأديان والمذاهب دليل ساطع علي سماحة الإسلام والمسلمينþ.þ وأوصت الندوة ببحث موقف الفقه الإسلامي من بعض قواعد القانون الدولي المعاصر بالإضافة الي العناية بدراسة تأثير الفقه الإسلامي في صياغة قواعد القانون الدولي بفروعه المختلفةþ,þ وخاصة ما يتعلق بفقه التعايشþ,þ مثل الحصانات الدبلوماسيةþ,þ والعلاقات الدولية الأخري وحوار الحضارات وتبادل العلوم والمعارف والعمل بجدية لتفعيل المؤسسات التي تقوم بتمثيل الإسلام والمسلمين في البلاد الغربية والمنظمات الدوليةþ.þ وشددت علي ضرورة إعادة صياغة النظريات الفقهية الخاصة بالعلاقات الدولية وتأصيل مبدأ المواطنة وأصول التعايش مع الآخر من خلال وضع وثائق تضم الأفكار والضوابط والأطر لتحقيق التعايش بين مختلف الملل والثقافات في ضوء القواعد الشرعية بالاضافة الي الاهتمام بفقه الاغترابþ.þ كما شددت الندوة علي صياغة ضوابط فقهية متخصصة لبيان واقع تعايش الجماعات المسلمة في البلاد الأخريþ,þ وضرورة توفير حقوقهم الإنسانية الكريمة ومعاملتهم بمقتضي حق المواطنة أو الجنسية والامتناع من إجلائهم أو تهجيرهم وإحياء فقه المواطنة وضوابط التعامل مع الآخر من خلال التوجيه الديني والإرشاد الاجتماعي وذلك بتطوير أنشطة الوعظ الديني والإرشاد الاجتماعي والتوعية الثقافيةþ.þ
كما توصلت الندوة إلى ان الإسلام يطالب بالتعايش المتوازن والتسامح المتكافئ بـ “لا إفراط ولا تفريط” لأنه يوجب حرمة الإنسان كإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه مع الدعوة إلى التزام القيم الأخلاقية المتبادلة التي تعد عاملا أساسيا للعيش مع الآخر فالأصل في العلاقات بين الناس جميعا هو التعارف والمسامحة والمساكنة وإن التعايش والتعارف مصطلح مقاصدي ومضمونه قرآني صريح (وجعلنا لكم فيها معايش) فهو ركن من أركان المجتمع الإسلامي والإنساني والمحافظة عليه بما يقرره بحسب المقاصد الكلية والجزئية أمر شرعي تؤيده أدلة نصية كثيرة وإن إحقاق الحق والعدل والمفاهيم الإنسانية واستقرار الأمم إنما يكون بالتعايش والتعارف ولذلك ثمار عظيمة في اصلاح حال الإنسان والدنيا وتحقيق أهداف الإنسانية المثلى وللوصول إلى ذلك لا بد من الحوار والتزام آدابه والمبادئ التي تدعم ذلك وإن الواقع الإسلامي للمجتمعات الإسلامية في تعدد الأعراف والأديان والمذاهب أمر عاشه المسلمون وعرفوه عبر تاريخهم الطويل فعلينا أن نحافظ عليه لأنه دليل وبرهان ساطع على سماحة الإسلام والمسلمين.
وتوصلت ندوة تطوير العلوم الفقهية إلى إن معالجة التأزم الراهن بالأفكار والوسائل الملائمة والمتفهمة هي السبيل الأوحد للخروج من المأزق الحضاري العالمي وتفاعلات الظواهر الجزئية الناجمة عن العنف الذي يسود العالم في كل مظاهر الحياة الإنسانية ولذا كانت الحاجة ملحة لإنتاج الأفكار والمفاهيم والنظريات الإبداعية الاجتهادية لمواجهة متطلبات الواقع الحضاري والعيش المشترك وما يصدق بالنسبة للعالم والتأزم فيه يصدق أيضا على حالة المسلمين في علاقاتهم بالعالم وفي العلائق فيما بينهم.
كما توصلت الندوة إلى ان المذاهب الإسلامية اصطلحت في رؤيتها للعالم من الناحية الجغرافية من غير وجود نص شرعي وإنما بالاجتهاد – على وحدة العالم وتقسيمه قانونيا إلى دارين: دار إسلام ودار حرب وفقا للظروف آنذاك. وقد تفرعت على ذلك باختلاف الظروف دور أخرى مثل دار العهد ودار الموادعة وعلى ذلك ينبغي إعادة النظر في فهم النصوص التي تنظم العلاقة بين المسلمين وغيرهم وفهمها فهما يتسق مع المقاصد الكلية لدعوة الإسلام ومع الوضع الجغرافي والتاريخي ولذلك حاول بعض العلماء المعاصرين التجديد في مفهوم الدارين على أنهما: دار استجابة ودار دعوة. وإنما التوصيفات الأخرى هي توصيفاتَ سياسيةَ طارئةَ تبعٍا للعلائق بين دول المسلمين والدول الأخرى عبر العصور .
من جانب أخر أوصت ندوة تطوير العلوم الفقهية ببحث موقف الفقه الإسلامي من بعض قواعد القانون الدولي المعاصر لما سيدل عليه هذا البحث – بلا شك – من إظهار لمدى التقدم الذي وصل إليه الفقه الإسلامي في بلورة العديد من قواعد القانون الدولي وهو الأمر الذي لم يصل إليه العلم القانوني الغربي إلا بعد ذلك بقرون طويلة وإنه يحق لأهل الإسلام أن يعتزوا ويفتخروا بما قدمه الفقه الإسلامي في تاريخ الإنسانية وبخطواته الاستباقية لكثير من الوقائع والأحوال وبإمكانات التطوير التي يزخر بها. ولكن على الفقهاء في هذا العصر مراجعة الكثير من التصورات التي بنيت على أساسها مجموعة من الاجتهادات التي لم يعد لها وجود فعلي في الواقع.
واوصت بإيلاء قدر أكبر من العناية بدراسة تأثير الفقه الإسلامي في صياغة قواعد القانون الدولي بفروعه المختلفة وخاصة ما يتعلق بفقه التعايش مثل الحصانات الدبلوماسية والعلاقات الدولية الأخرى وحوار الحضارات وتبادل العلوم والمعارف وضرورة الانتقال من النظرية إلى التطبيق والعمل بجدية لتفعيل المؤسسات التي تقوم بتمثيل الإسلام والمسلمين في البلاد الغربية والمنظمات الدولية وإن الاتفاقيات الاقتصادية الدولية تجعل من الضرورة إعادة صياغة النظريات الفقهية الخاصة بالعلاقات الدولية والسيادة والحكم وغيرها من مجالات السياسة الشرعية في ضوء التطورات الدولية واجتهادات الفقهاء المعاصرين.
واوصت بتأصيل مبدأ المواطنة وأصول التعايش مع الآخر من خلال وضع وثائق تضم الأفكار والضوابط والأطر لتحقيق التعايش فيما بين مختلف الملل والثقافات في ضوء القواعد الشرعية و الاهتمام بفقه الاغتراب أي معايير وآداب تعامل المسلمين مع غيرهم في الرحلة والاستقرار بالدول والمجتمعات الأخرى فالعالم ليس مجموعة دول فقط وإنما يظهر مجتمع عالمي يقوم على الاعتراف المتبادل بالثقافات المختلفة والتعايش فيما بينها فئات وأفرادا ويكون على فقهائنا التفكر في الخاص والعام من ضمن فقه العيش الجديد.
وخرجت الندوة بصياغة ضوابط فقهية متخصصة لبيان واقع تعايش الجماعات المسلمة في البلاد الأخرى وضرورة توفير حقوقهم الإنسانية الكريمة ومعاملتهم بمقتضى حق المواطنة أو الجنسية والامتناع من إجلائهم أو تهجيرهم و إحياء فقه المواطنة وضوابط التعامل مع الآخر من خلال التوجيه الديني والإرشاد الاجتماعي وذلك بتطوير أنشطة الوعظ الديني والإرشاد الاجتماعي والتوعية الثقافية.
واوصت ندوة تطور العلوم الفقهية في سلطنة عمان بالعناية بالدراسات الفقهية التي تهتم بالعلاقات الدولية من جهة وبتطور علوم رؤى المسلمين للأخرين من جهة ثانية º وفي التجربة التاريخية للأمة والزمن الحاضر.

قد يعجبك ايضا