القبائل ستبدأ تنفيذ العزل الاجتماعي على الخونة والعملاء
السكوت على العدوان وصمة عار في جبين الإنسانية
حوار/ محمد القيري
القبيلة هي أساس البلدان وعلى مدى التاريخ طورت القبيلة منظومة متكاملة من القوانين والأعراف وأخلاق القبيلة، وصاغت بذلك أحكامها وقوانينها التي توجب على كل شخص الالتزام بها وتلزم القُبل بعضها البعض بأخلاق القبيلة وأخلاق الحروب.. فلا يتم الاعتداء على الطفل والمرأة وكبار السن وما يسمون بالهجرة، وجاءت الديانات السماوية وختامها الإسلام واعترفت بهذه القوانين التي تخدم الإنسانية .
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع أجرينا حوارا مع الشيخ/ ضيف الله يحيى رسام- رئيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي، تطرقنا خلاله إلى مناقشة دور القبيلة في الدفاع عن الوطن في ظل العدوان السعودي الأمريكي ومواضيع أخرى.. فكان الحوار التالي:
بداية.. ماذا تقولون بعد عام من العدوان؟
– العدوان على اليمن جريمة بشعة ووصمة عار في جبين المعتدين وفي جبين كل يمني شارك أو سهل أو حتى سكت على العدوان، ووصمة عار في جبين كل المنظمات المحلية والدولية التي تدعي حماية الإنسان وحقوق الإنسان والعدل وحماية الحريات للشعوب المستضعفة، ووصمة عار على الدول والحكومات الصامتة والمتواطئة في أنحاء العالم. وإذا كانت الأنظمة ساكتة وخاضعة أو خائفة من المعتدين السعودية والصهيونية وأمريكا ومن تحالف معهم للاعتداء بهذه الوحشية على اليمن فأين شعوب العالم العربي والإسلامي والعالمي بشكل عام من هذا العدوان الذي يستخدم مختلف أنواع الأسلحة والجيوش المتعددة؟! وأنا أتساءل هنا هل أنهم لم يسمعوا أو لم يشاهدوا أو لم يقرءوا عن هذا العدوان، لم يقتصر العدوان على اليمن بالأسلحة فقط وإنما عدوان وحصار من الجو والبر والبحر، حصار منع دخول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية والأشياء الضرورية لحياة أكثر من 25 مليون نسمة.
بعد 12 شهرا من العدوان.. والشعب اليمني احيا مؤخرا أسبوع الشهيد.. ما هي رسالتكم لأسر الشهداء؟
– نقول للشهداء رحمة الله تغشاهم، لهم الفضل علينا، والفضل لله أولاً، نقول لهم أنتم السابقون ونحن اللاحقون، ولن نتراجع أبداً عن دربهم الذين قدموا أنفسهم من أجله، لن نضيع دماءهم ونحن على دربهم سائرون حتى يتحقق النصر بإذن الله تعالى.
ونقول لأسر الشهداء لقد أحسنتم في تربية الأبطال، وأصبتم في دفعهم إلى الجبهات لردع الغزاة والمرتزقة والخونة، وفزتم بالأجر الكبير والشرف العظيم باستشهاد أولادكم دفاعاً عن الأرض والعرض، وهم شهداؤنا جميعاً وأسر الشهداء هم أسرنا في كل الأحوال، وسيلقون الرعاية والاهتمام من الدولة بإذن الله تعالى.
* قمتم مؤخراً بزيارة لعدد من أسر الشهداء، كيف كانت معنويات أسر الشهداء عند زيارتكم لهم؟
– كانت معنويات أسر الشهداء مرتفعة جداً وأكثر مما تتصور، فلم نجد منهم باكياً ولا حتى نادماً، يشعرون بالفخر والعزة والكرامة بأنهم أسر شهداء قدموا أرواحهم دفاعا ًعن الوطن .
* ما تقييمكم لدور القبيلة في رفد جبهات القتال بالمقاتلين؟
– أبناء القبائل عندهم حماس ووعي كبير، وخاصة الأحرار الذين يشعرون بالغيرة وبالواجب في الدفاع عن الأرض والعرض.. وهنا أدعو كل أحرار اليمن من القبائل إلى المزيد من الإسهام في رفد الجبهات بالمال والرجال دفاعاً عن اليمن وكرامته وحرية اليمنيين بشكل عام.
* كان لكم دور في صياغة وثيقة الشرف القبلية والتوقيع عليها من قبل أغلب أبناء اليمن.. فهل نفذت بنود هذه الوثيقة؟
– الخطوة الأولى من وثيقة الشرف القبلية هي صياغة الوثيقة، وقد كانت أسهل من عملية التوقيع عليها، وعملية التوقيع أسهل من عملية التنفيذ، ويحتاج تنفيذ هذه الوثيقة إلى تعاون الجميع خاصة المكونات السياسية الرئيسية، حيث نحتاج إلى آلية تنفيذ وطنية مشتركة يتعاون من خلالها الجميع ومعظم المواطنين اليمنيين علىِ استعداد لتطبيقها.
* ولكن بعض المكونات السياسية مثل حزب التجمع اليمني للإصلاح وبعض قيادات اللقاء المشترك مؤيدين العدوان.. هل سيكون لهم أثر في عرقلة تطبيق هذه الوثيقة؟
– أنا قلت أن تطبيق الوثيقة تحتاج إلى آلية صحيحة ودقيقة لتنفيذ بنودها وقد أقترحنا تشكيل هيئات شعبية قبلية بعيداً عن السياسة والسياسيين حيث يعطي القبائل فرصة لتطبيق الوثيقة منهم وفيهم وبأنفسهم ليكون الشرف لهم، كجزء من عطائهم نحو وطنهم.
* ماذا تقولون لمن غرر بهم ويساعدون الغزاة؟
– نقول لهذا النوع إن كانوا مغلوبين على أمرهم فعليهم التواصل معنا ومع الجهات الثورية ونحن مستعدون للوقوف إلى جانبهم لدحر المرتزقة والعملاء الغالبين على أمرهم، وإن كانوا راضين باحتضان الغزاة أو مساندتهم فقد فرطوا في الشرف والمبادئ والقيم التي توارثناها أباً عن جد، وأهمها تحريم وتجريم التواطؤ مع أي غازي أو عميل أو خائن لوطنه وقومه وقد تلبسوا بالعيب والعار الذي جلبه لهم الارتزاق من الأموال الدنيئة، ولن ينفعهم التشبث بصحبة المعتدي عن الوطن، إلا إذا عادوا وأعلنوا التوبة إلى الله وقدموا الاعتذار للوطن والتزموا بعدم العودة إلى الإساءة للوطن.. وإلا فكل قبيلة مسؤولة عن محاسبة الخائن منها والعميل، هذا عرف قبلي مضى عليه أسلافنا منذ آلاف السنين.
* سمعنا إن هناك تفاوض مع المغرر بهم في مدينة مأرب لتسليم مأرب بسلام ما صحة هذا الخبر؟
– عقدنا قبل أسبوعين اجتماعا مع أحرار مأرب من مشايخ ووجهاء، فقد دعونا إلى نصرتهم لتحرير مدينة مأرب من الغزاة والمحتلين وأجبنا دعوتهم باسم قبائل اليمن.
والقبائل اليوم ليل ونهار تعد وتستعد بل وتمد الجبهة الشرقية بالرجال والعتاد استعداد لهذه المهمة.
وقد اتفقنا مع المشايخ والوجهاء الشرفاء على أن يبدأوا بمحاورة المغرر بهم بالطريقة السليمة عسى ولعلى أن يعودوا إلى رشدهم وأن يسلموا مدينة مأرب التاريخية والمنشآت الوطنية سليمة كما استلموها وينضموا إلى صف الوطن وخط الدفاع عنه، ونتمنى أن ينجحوا في إقناعهم ويقوموا بتسليمها بسلام وأن يقتنع المغرر بهم ويحقنوا الدماء التي تُسفك لأنها كلها دماء يمنية في المقدمة.
* هناك من المغرر بهم مع الغزاة ويريدون الانسحاب من جبهات القتال سواء في مأرب أو غيرها من الجبهات ولكنهم يخشون من الاعتقال والمساءلة.. فما هو ردكم؟
– قد تكون بعض مخاوفهم في محلها ما لم تكن العملية بإدارة واضحة وقادرة على إدارة عملية التسليم أو العودة وضمان الإيفاء بالتعهدات من الطرفين وقد بدأنا بتشكيل لجنة المصالحة الوطنية المستقلة لتتولى الحوار معهم ومساعدتهم على العودة والعيش بحرية وسلام.
* لقد ركزت السعودية والصهيو-أمريكية على تهميش دور القبيلة وكانت تصور القبيلة على أنها التخلف والنهب والاختطاف والتقطع وغيرها.. لماذا برأيكم كانت هذه الحملة الشرسة على القبيلة؟
– اليمن بقبائله الرائدة يصنع المخاوف لدى أعداء الله وأعداء الحرية والكرامة بقيادة الصهيو-أمريكية الذين لا تاريخ لهم ولا مجد لهم ولا حتى إنسانية لديهم ويرون كل هذه السمات أخطر عليهم من إسرائيل التي توجه الرؤوس النووية والبيولوجية إلى كل الوطن العربي وهم قد فقدوا أمراء9هم وأغروا إليهم قبل فترةً طويلة أن اليمن إذا امتلك حريته وقراره سياسياً واقتصادياً في ظل وحدة وطنية فيه أن هذا سيرسل إلى إمارات الأعراب بريح الحرية والعزة والكرامة وسيعصف بعروشهم من خلال تحركات شعبية داخلية إقتداء بالشعب اليمني الكريم والعظيم ولن يقف الأعداء عند العمل على تهميش القبيلة فإن هذا خلال أذنابهم المرتزقة خلال العقود الماضية على تحويل مبادئ وقيم القبائل اليمنية وحرفها من خلال تنفيذ مخططات العدوان والقيام بأعمال شنيعة لا تمس إلى أخلاق اليمنيين ومبادئ القبائل اليمنية بشيء مثل قطع الطريق ونهب الممتلكات وتخريب المنشآت والسطو على مؤسسات الدولة ونهب محتوياتها ، وهذا مما كان يشوه سمعة القبيلة، ولكن القبيلة اليوم قد وعت وصحت ونبذت كل من أساء إليها، وهم الآن لدى عملاء الصهيو-أمريكية يتسكعون لا أصل لهم ولا مستقبل وهذا جزاء كل خائن وعميل كما علمنا التاريخ .
يركز الغزاة والمحتلون على إثارة النزعات الطائفية والمناطقية في اليمن فهل سينجحون في ذلك؟
– جيراننا الأعراب لم ينجحوا في غزو اليمن على مدى القرون الماضية وليس في هذا الحال فقط، وأكثر من مرة تدخلوا في شؤون اليمن واعتدوا عليه وحاولوا غزوه مستغلين ضعفاء النفوس الذين يفضلون المال على كل القيم والشيم والمبادئ العظيمة، حضرموت بداية القرن التاسع عشر ورجعوا مدحورين، كما وانهزموا بعملائهم على أسوار صنعاء في ستينيات القرن الماضي وهم الآن يجرون أذيال الخيبة والهزيمة والذل من أطراف غرب محافظة مأرب، ولن ينجحوا بالضرب على أوتار الطائفية والمذهبية فالشعب اليمني بأصالته وعراقته وتعامله أكبر من هذه المسميات السخيفة ومنذ بزوغ الإسلام إلى سبعينيات القرن الماضي وأهل اليمن يتعايشون بود واحترام على مختلف مذاهبهم، ولم نسمع بمثل هذه الخزعبلات إلا حينما دخل المذهب التكفيري الوهابي إلى اليمن، وسينتهي العدوان بكسر قرن الشيطان الذي ينشر ثقافة التكفير ويدعمها تحت مسميات عدة ليس فقط في يمننا ولكن في كثير من الدول العربية والإسلامية والأوروبية والآسيوية وغيرها.
* الشارع اليمني يتساءل لماذا لم تقوموا بالضغط على الجهات المعنية لمحاكمة الخونة القابعين في الرياض وغيرها من عواصم الخارج؟
– لقد شرع النائب العام في محاكمة المجموعة الأولى وجاري الآن محاكمتهم، وسيتم تقديم كل الخونة المتبقين من خانوا الوطن وجلبوا الغزاة والمحتلين للمحاكمة ليأخذوا جزاءهم العادل فيما اقترفوه بحق هذا الوطن وشعبه كما ستعمل القبائل من خلال تنفيذ وثيقة الشرف القبلية، بتطبيق في مبدأ العزل الاجتماعي بعزل الخونة والعملاء بعد أن تبرأوا منهم.
والقانون سيجري مجراه وعلى الجميع دعم مبدأ العدل والعدالة وتنفيذ العقوبات بكل المستويات لينال كل شخص ما يستحق بقدر ما ارتكب من جرائم بحق الوطن والمواطنين.